طوباس: اختتام مخيم "صحافيات صغيرات" الخامس
رام الله-رايــة:
اختتمت وزارة الإعلام وجمعية طوباس الخيرية ومركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المخيم الصيفي الإعلامي والبيئي الخامس ( صحافيات صغيرات).
وامتدت التمرينات على مدار أسبوع، واشتملت إطلالة على التصوير التلفزيوني والصحافي، ومهارات الكتابة، وأساسيات الإعلام الجديد، وأركان الاتصال، وألوان الفنون الإعلامية، والشروط التي تجعل الخبر صالحًا للنشر، وأشكال العناوين الإخبارية، وغيرها.
كما عالج المخيم الذي أشرف عليه منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف مفاهيم بيئية كالاحتباس الحراري، والتلوث، وتحدي النفايات الصلبة، والمنطلقات الأساسية في التدوير، وتقليل الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، وإنتاج الأسمدة العضوية، والتنوع الحيوي، والزحف العمراني، والغذاء الصحي.
وتعرفت الصحافيات الصغيرات على أساليب الكتابة الإبداعية، والفوارق بين الأخبار والحقائق والآراء، ووسائل الاتصال الفعّال، وطرق تفادي التكرار في الرسالة الإعلامية. وقدمن نماذج مكتوبة وصفت واقع محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وما تعانيه جراء الاحتلال والاستيطان الذي يلتهم الأراضي الزراعية الشاسعة.
وتجولت المتدربات في حقول سهل الكفير، جنوب جنين، التي تحولت منذ عام 2011 إلى مناطق خضراء، بعد سحب المياه إليها مسافة 16 كيلو متراً من ينابيع رأس الفارعة بمحافظة طوباس، وزراعة قرابة 4 آلاف دونم تشق منتجاتها طريقها إلى الأسواق الأردنية والعالمية والمحلية.
وأنتجت الصغيرات فيلماً وثائقياً قصيراً نقل هموم حراس الأرض، وعرّف بمراحل إنتاج المحاصيل ، ومعاناة الفلاحين جراء الصقيع، وارتفاع مستلزمات الإنتاج، وتراجع الأمطار، وتدني أسعار المنتجات، وحاورن مدير شركة الكفير الزراعية ثائر أبو خيزران، الذي أكد إن المزارعين يعانون لوحدهم، وحث وزارة الزراعة على الوقوف إلى جانب الفلاحين، وبخاصة حماية المنتجات من السلع الإسرائيلية، وتفعيل الاسترداد الضريبي، وتكثيف حملات الإرشاد الزراعي.
وزرن بلدة عقابا وبلديتها ومدرستها الصديقة للبيئة، وهي أول مؤسسة تعليمية خضراء في فلسطين. واستمعن إلى شرح من مديرتها آمنة أبو خيزران، التي أشارت إلى أن تكلفتها وصلت 1,3 مليون دولار، وتستوعب 130 طالبة، وتضم: ثمانية صفوف، ومكتبة، ومختبر حاسوب، ومختبر علوم، وحدائق خضراء، وملاعب، ووحدات للطاقة الشمسية، وأنظمة إعداد وتكرير المياه الرمادية وإعادة استخدامها، وتحوي من الداخل أنظمة لعزل الصوت، فيما تحول دون وصل الشمس والبرد إلى الداخل، وتهتم بتوفير ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة، فرز النفايات.
وتجولت الصحافيات في مقر مركز التعليم البيئي ببيت جالا، وتلقين شرحًا عن الحديقة النباتية التي تضم نباتات فلسطينية أصيلة، وتعرفن إلى وسائل مراقبة الطيور وطرق تحجيلها من الباحث مهد خير، وزرن متحف التاريخ الطبيعي الذي يضم أكثر من 2500 عينة من المتحجرات ومحنطات الحيوانات المختلفة، التي يعود تاريخ تحنيط بعضها إلى عام 1902، ويشمل عشرات ألأنواع من البرمائيات والطيور والثديات والزواحف والأسماك. واستمعن من المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض إلى أهمية البيئة وسبل المحافظة عليها، وما تعانيه جراء انتهاكات الاحتلال وتعديات المجتمع، والحاجة إلى التدريب على إعلام بيئي ينقل الواقع ويساهم في تصويبه.
والتقت الصحافيات المتمرنات بالمديرة العامة لجمعية تنمية وإعلام المرأة (تام) سهير فراج، والمنسق الإعلامي هشام اللحام، واستمعن إلى نبذة عن الجمعية التي انطلقت عام 2003 على أيدي مجموعة من الإعلاميات والناشطات في العمل المجتمعي؛ للنقص في البرامج والمواد الإعلامية الخاصة بالقضايا الاجتماعية والنسوية في فلسطين، ولإيمانهن بأهمية الإعلام كأداة أساسية من أدوات تنمية المجتمع، وتمكين النساء، واستخدام الإعلام وسيلة للتطوير، ونشر مفاهيم (الجندر)، و ومناهضة كافة أشكال التمييز.
وحاورن، بحضور ممثل وزارة الإعلام في بيت لحم أحمد شمروخ، طاقم (تام) ووجهن أسئلتهن حول الجمعية وعوائق العمل، وكيفية إطلاق أعمال مشتركة للرجل والمرأة، وطرق التغلب على العوائق الاجتماعية والاقتصادية للنساء.
وقالت المتدربة سديل أبو حلوة إن المخيم منحها فرصة لتقوية شخصيتها، واكتساب مهارات جديدة، وخاصة في طرح الأسئلة على المسؤولين، وكتابة الأخبار القصيرة، والتصوير، ومهارات التعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعي.
وأكدت مديرة الجمعية الخيرية مها دراغمة أن "صحافيات صغيرات" سيتوج بمبادرة مجتمعية ستصممها المتدربات، كما في كل عام، وسينقلن بأقلامهن وما تعلمنه من مهارات هموم المحافظة الكبيرة.
فيما أشار المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض إلى أن دمج البيئة في الإعلام، وإعطاء الجيل الصاعد فرصة التقاط قضايا البيئة في سن مبكر، ستساهم حال تراكمها في تغير حال الإعلام البيئي في فلسطين، وستعزز من فرص نقل القضايا الخضراء وتداولها.
بدوره، أكد منسق وزارة الإعلام عبد الباسط خلف أن المخيم الذي انطلق عام 2012 استطاع تقوية مهارات الكتابة للمتدربات، وقدم لهن تمرينات عملية أنتجت سلسلة حوارات مرئية مع المواطنين والمزارعين والمسؤولين.
وأضاف: توجت الصغيرات التدريبات بلقاءات ومبادرات جمعتهن بوزير الصحة ومحافظة طوباس ورئيس بلديتها وناشطات نسويات، وزرن إذاعة صوت النجاح، وفضائية معًا، ومركز التعليم البيئي، ومركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت.
وانتهى التدريب برحلة علمية لبيت لحم وأريحا ومشارف القدس، ونقلت الصغيرات أجواء مدينة المهد وكنيستها، وشاهدن جدار الفصل العنصري وما يحدثه من تدمير للبيئة، ورصدن الانتهاكات والتعديات على الأرض والبيئة في الأماكن التي زرنها ومررن منها كالمستوطنات، والكسارات، والنفايات العشوائية، والزحف العمراني، وتلويث الهواء.
وضم المخيم الزهرات: بيلسان ضبابات، وضحى الخراز، وتمرهان بيكاوي، وهالة وهامة محاسنه، وأحلام وإكرام صوافطة، وفاطمة ووعد دراغمة، ومنيرة المشني، وبيان صوافطة، وآيات عبد القادر، ورحيق الكيلاني، وفلسطين عنبوسي، ومرام الطيطي، وأماني دراغمة، وكرمل العيسى، وفرح بكر، ويمنى وسديل أبو حلوة.