خاص| إغلاق حاجز تياسير.. الاحتلال يحاصر الأغوار ويعمّق الاستيطان

تشهد منطقة الأغوار الشمالية تصعيدًا خطيرًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم إغلاق الحواجز العسكرية، والتضييق على السكان، وتوسيع المستوطنات، والاستيلاء على الأراضي، في محاولة واضحة لفرض سياسات تهجير قسرية وضم المنطقة لصالح الاحتلال. 

وقال الخبير في شؤون الاستيطان وانتهاكات الاحتلال في الأغوار عارف دراغمة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال يستخدم حاجز تياسير العسكري كأداة لخنق المنطقة بالكامل، موضحًا:"حاجز تياسير ليس مجرد نقطة تفتيش، بل هو جزء من سياسة ممنهجة لإغلاق الأغوار وعزلها عن باقي مناطق الضفة. الاحتلال يُبقي الحاجز مغلقًا لساعات طويلة، ما يؤدي إلى عرقلة حياة آلاف الفلسطينيين، من طلاب ومعلمين وعمال ومزارعين، ويكبّدهم خسائر اقتصادية ضخمة."

وأضاف دراغمة أن هذا الحصار لا يقتصر على حاجز تياسير، بل يمتد ليشمل حاجز الحمرا ومداخل مدينة أريحا، مما يجعل حركة الفلسطينيين شبه مستحيلة، قائلًا: "نحن نتحدث عن أكثر من 6000 فلسطيني يعيشون في الأغوار الشمالية وحدها، إضافة إلى آلاف العائلات التي تستخدم هذه المعابر للوصول إلى أريحا والجسور والمعابر الدولية. إغلاق هذه الممرات يعني حرمانهم من الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم ومستشفياتهم."

سياسات تهويد وتهجير مستمرة

وأكد دراغمة أن الاحتلال يستخدم الحواجز لتسهيل عربدة المستوطنين والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هناك تصعيدًا واضحًا منذ تولي حكومة نتنياهو المتطرفة، بقيادة سموتريتش وبن غفير، حيث أصبحت السياسات أكثر عدوانية ووضوحًا.

"نتحدث عن أكثر من 28 معسكرًا عسكريًا إسرائيليًا في الأغوار، إضافة إلى عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي يتم توسيعها بشكل يومي. المستوطنون يهاجمون الرعاة، يستولون على المراعي، ويطردون العائلات الفلسطينية واحدة تلو الأخرى، بينما الجيش يوفر لهم الحماية الكاملة."

وأشار دراغمة إلى أن عدد الفلسطينيين في الأغوار يتناقص يوميًا بسبب الضغوط المستمرة، مضيفًا: "الاحتلال لا يطرد الناس مباشرة فقط، بل يجعل الحياة مستحيلة عليهم حتى يضطروا إلى المغادرة. يمنع الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية عن الفلسطينيين، لكنه في المقابل يوفرها للمستوطنين خلال 48 ساعة فقط من استيلائهم على الأرض!"

وعن الجهود المبذولة لمواجهة هذه السياسات، أكد دراغمة أن هناك توثيقًا يوميًا للانتهاكات الإسرائيلية بالصوت والصورة، يتم إرساله إلى المؤسسات الحقوقية والمحافل الدولية، لكنه أشار إلى غياب التحركات الفعالة على الأرض.