الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:56 AM
الظهر 11:53 AM
العصر 3:03 PM
المغرب 5:35 PM
العشاء 6:50 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

معاريف: لهذا أراد ترامب تحويل دفة العالم الإعلامية بـ “قنبلته الصوتية” حول التهجير

قال ليلاخ سيغان في مقال كتبه لصحيفة معاريف العبرية إن دونالد ترامب فعل الاسبوع الماضي  ما يطيب له أن يفعله: إبقاء الجميع في صدمة. لكنه فعل هذا مع قول أساسي صحيح لدرجة الألم. فلماذا يبقى الفلسطينيون في غزة إذا كانت هذه مكاناً رهيباً، ولا يلحق بهم إلا المعاناة والموت. في أماكن مشابهة في العالم، يوزع اللاجئون على الدول التي توافق على استيعابهم، وعندها يحاولون إعادة تأهيلهم. ترامب في واقع الأمر تحدى الفكرة الفلسطينية الأساسية التي تحاول تخليد وضعية اللجوء والمسكنة منذ 1948، وكثير من الدول الغربية أخطأت بقبولها، وذرف دمعة وغض النظر عن الإرهاب والملاطفة.

 لكنه حدث أظهر كل شيء إلا ما بدا عليه. قبل الدخول إلى تحليل معمق للمؤتمر الصحافي الدراماتيكي في واشنطن، يجدر بنا أن نذكر شيئاً آخر حصل منذ وقت غير بعيد. في الأول من تموز 2020 كان يفترض بإسرائيل أن تضم مناطق “يهودا والسامرة”، حسب إعلان نتنياهو قبيل إحدى جولات الانتخابات. الضم عملياً لم يحصل، واتفاقات إبراهيم وقعت في 15 أيلول 2020، بعد شهرين ونصف من ذلك. 

الكثير من الأسئلة تعتمل تحت سطح المؤتمر الصحافي اللامع الذي طحنته وسائل الإعلام العالمية حتى أصبح دقيقاً. لكن الأسئلة الحقيقية ستجد حلها بعد أن يتسرب غبار النجوم قليلاً. فقد ألقى ترامب قنبلة صوتية: موقف بداية مجنون قبيل المفاوضات مع السعودية ودول عربية أخرى. سيكون مشوقاً أن نرى نيته الحقيقية لاحقاً، وكذا أين تقف الإدارة الحالية بالنسبة لقطر. فهي داعمة للإرهاب لكنها حليفة أيضاً. وسنرى هل سيعمل ترامب على تغيير اللعبة المزدوجة للإمارة أم سيبقى على الحال.

في كل الأحوال، يجدر بنا نحن الإسرائيليين ألا نتخدر بالأفيون الذي حقن به الشعب. نبتسم، لكن نتذكر أيضاً ألا ننجرف وراء العناوين، لأن ما يكمن تحتها أهم بكثير. العناوين صرف للاهتمام عن الأفعال نفسها.

المستوطنون يحتفلون، وهذا يعني أن سموتريتش لم يغادر الحكومة بهذه السرعة، حتى حين تنفذ المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين، مع تحرر مخربين تلطخت أيديهم بالدم الإسرائيلي، ثم نهاية الحرب. كما يعني أن بن غفير سيندم على مغادرة الحكومة ويأمل في العودة إلى مسرحيات التهريج على حساب أمننا القومي، والذي هو في ترد حاد.

إضافة إلى ذلك، قبل اللقاء المغطى إعلامياً، جلس وزير الدفاع إسرائيل كاتس في لجنة الخارجية والأمن، في محاولة أخرى لإجازة قانون تملص مطلي بالعسل والتظاهر بالتجنيد. التوقيت ليس صدفة. في هذه اللحظة، لا يدور الحديث عن عقوبات شخصية على الفارين الحريديم، و”تجنيد” كاتس يتضمن تطوعات مدنية وسيتم بارتياح وتدريج حتى الوصول إلى الخلاص بعد نحو 14 سنة. أي لن نصل أبداً.

لقد بتنا جميعاً مجربين للأحابيل الإعلامية، ويجدر بنا أن نستوعب كيف تسير الوسائط الإعلامية في العالم الحديث وكيف تستغل في السياسة. الضجيج والعناوين الرئيسة ليست سوى خلفية. ومع ذلك، حصل شيء آخر هنا. فثمة إنجاز بمجرد قول ترامب وبحث العالم كل فيه فجأة. حطم ترامب رواية الملاطفة للفلسطينيين التي لدى الغرب منذ سنوات طويلة، لكنها أصبحت مخادعة تماماً، وخاصة بعد 7 أكتوبر. لا يوجد في هذه الرواية شيء إنساني. فويل لعالم يعوض جماعة اختارت الذبح والاغتصاب بسبب تطلعاتها القومية.

 وحتى لو كنا متفائلين وبنينا على تنفيذ صفقة المخطوفين واتفاق تطبيع مع السعودية، لن تنتهي مشاكلنا. نشر هذا الأسبوع بحث عالمي شامل أظهر تدهور مكانة إسرائيل في السنة الأخيرة من المرتبة 40 المنخفضة من أصل 50 دولة، إلى المرتبة 49. التدهور إنجاز نبع من عمل كد قامت به السلطة الفلسطينية وحماس بإسناد الدول العربية، وأساساً قطر. وهذه شقت طريقها إلى قلب مؤسسات عالمية غربية، ولوثت اسم إسرائيل بمنهاجية مع شبكة “الجزيرة”.

نعيش في عالم تغير جوهرياً في العقد الأخير، بسبب ثورة الشبكات الاجتماعية التي حطمت كل ما عرفناه عن الإعلام الجماهيري. تأثير الطريق الجديد الذي يتصل فيه الواحد بالآخر في العصر الحالي هائل. بعض من التداعيات كانت تطرفاً شديداً واستقطاباً – وهذا يتضمن ما رأيناه من العالم في سياق إسرائيل. شهدنا تطرفاً شديداً لكل ما كان إشكاليا في صورتنا الدولية، إلى أن اجتاز حدود منطقية كلها.

 ليس منطقياً مثلاً أن ينصدم “خبراء” محترمون أكاديميون ومن الصحافة، ومن الأمم المتحدة ومنظمات الحقوق حتى أعماق أرواحهم من وقوع جرائم ضد الإنسانية من خطة ترامب الرائعة ولا ينصدمون بجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها حماس. فقد ارتكبت جرائم رهيبة ضد إسرائيليين وضد غزيين أيضاً، وتواصل ارتكابها هذه الأيام وهي تخطط لجولة أخرى.

شيء ما في هذه الرواية المخادعة يجب أن يتغير، ولتغييره ألقى ترامب بقنبلة صوت إلى الغرفة. لكن إسرائيل لا تعتمد على هذا الرئيس أو ذاك، حتى لو كان ترامب، كي تعالج هذه المشكلة بعمق. فقد التقطتُ لرجال الأمم المتحدة هذا الأسبوع صوراً من غزة مع حسن عسلية، “مصور صحافي” معروف كذراع دعاية لحماس، دخل إلى إسرائيل مع مخربين في 7 أكتوبر ووثق نفسه على خلفية اختطاف الجثث. الأمم المتحدة كانت دوماً هاذية، لكنها تجر وراءها في عصر الشبكات الاجتماعية عقدة من منظمات حقوق محبة للإعجابات من ناحيتها هي “هيئة مصداقة وحيادية” رغم أنه لم يعد لهذا التعريف أساس.

الفرق بين موقف العالم من غزة وموقفه من الميليشيات في العراق، والكارثة في سوريا أو الحكم الإيراني، ينبع من شدة الدعاية. حماس تنجح في الوقوف على أرجلها ليس بسبب هزيمة عسكرية لإسرائيل، بل بسبب هزيمة إعلامية لإسرائيل أمام ذراعها الدعائي الناجح. حان الوقت لنعترف بهذا.

إسرائيل علقت في استقطاب، لكن هدفنا هو العودة لنكون في الإجماع. صحيح أن ترامب يساعدنا في هذه اللحظة، لكنه لن يبقى إلى الأبد. ما دام قسم مهم من معاقل القوة في العالم الغربي يواصل ملاطفة وعي الإرهاب بدلاً من الإيضاح أنه لن يؤيد الإسلام العنيف والمتخلف، فسيكون نصرنا العسكري ناقصاً.

بالنسبة للوعي في العصر الحديث –ينتشر فيلم فكاهي في الشبكات عن “إعلان ذهبي واحد والعودة إلى تحرير المخطوفين. من هو المخطوف الذي سيعود اليوم؟ من هو، من هو، من هو!”. الشريط مضحك لأننا صحيح –نعيش في برنامج تلفزيوني، كشف شخصي في الشبكات، مؤثرون ذوو رأي ومقدمو أخبار يشرحون بأن المخطوفين العائدين من الجحيم في غزة يحتاجون لخصوصيتهم فيما هم أنفسهم ينقلون أخبارهم بهوس.

رغم النقد، من الواجب القول إنه إذا كان لا بد من برامج ترفيه تلفزيونية، ثمة شيء ما صحيح في أن المشهورين الجدد لإسرائيل هم المخطوفون وليس مؤثرين من أنواع أخرى. في عالم تشعر فيه عائلات المخطوفين بأن الحكومة لا تأبه بهم سواء لاعتبارات سياسية أو لمحاولة الحصول على شيء ما في المفاوضات، ثمة شيء ما صحيح في أنهم هم من يحصلون على مئات آلاف المتابعين في وسائل الإعلام. هم الأبطال الحقيقيون في إسرائيل إلى جانب 12 ألف جريح من الجيش ممن ضحوا كثيراً، وبالطبع العائلات الثكلى. 

صحيفة معاريف

Loading...