واقع التدريب المهني في ظل التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي
أكد د. خالد الأفغاني، مدير عام كلية المستقبل للتدريب المهني، أن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يمثلان سلاحاً ذا حدين في العملية التعليمية والتدريب المهني، مشدداً على ضرورة إعادة التوازن بين استخدام التكنولوجيا والتمسك بأساسيات التعلم التقليدي، مثل القراءة والكتابة والتفاعل الوجاهي بين المعلم والطالب.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "أحلى صباح" عبر شبكة رايـــة الإعلامية، حيث تناول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي على التعليم المهني وسلوك الطلبة في فلسطين، خاصة في ظل الظروف السياسية الصعبة وحرب الإبادة المستمرة على غزة.
وأوضح د. الأفغاني أن “الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة تطوير لا أداة استبدال، فهو يوفر الوقت ويسهّل الوصول إلى المعرفة، لكنه لا يغني عن الكتاب والقلم”، مشيراً إلى أن الكتابة باليد “تنقل المعلومة من العصب إلى العقل وتساعد على ترسيخ الفهم”.
وأضاف أن الاعتماد المفرط على الهواتف الذكية جعل الطلاب أقل تركيزاً وأكثر ميلاً للحلول السريعة دون فهم عميق، قائلاً:
“بات الطالب يكتب بطريقة هجينة لا عربية ولا إنجليزية، ويعتمد على الترجمة الآلية والنسخ من الإنترنت دون إدراك حقيقي للمعلومة.”
كما حذّر الأفغاني من فقدان اللغة العربية وضعف التواصل اللفظي بين الأجيال الجديدة، معتبراً أن اللغة هي “الأساس الذي تقوم عليه هوية الأمة وثقافتها”، مشدداً على أهمية أن تبدأ المدارس منذ المراحل المبكرة في توعية الطلاب بكيفية التعامل مع التكنولوجيا بمسؤولية، لا بإقصائها ولا بالاستسلام لها.
وقال إن “التعليم المهني يحتاج إلى التفاعل العملي والإنساني، لأن المهنة تُكتسب باليد والتجربة، لا من خلال الشاشات فقط”، داعياً إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج بطريقة منظمة تُعزز التفكير النقدي لا التلقين.
وفي ختام حديثه، دعا الأفغاني إلى سنّ قوانين وضوابط واضحة لاستخدام الهواتف الذكية في المدارس والكليات، وتكثيف الدورات التوعوية حول السلامة الرقمية والجرائم الإلكترونية، مؤكداً أن "العالم الرقمي ليس خطراً بحد ذاته، بل الخطر في كيف نستخدمه".
“يجب أن نعود إلى الكتاب، إلى الورقة، إلى القلم، لأن من يفقد لغته وأدوات تعليمه يفقد هويته ومستقبله.”

