الطريق إلى التطبيع مع العرب..يبدأ بسكة!
القدس المحتلة-راية:
كشف وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، عن مشروع "سكة السلام الإقليمي" وهو القطار الذي سيربط بين إسرائيل والسعودية وما بينهما من دول وعواصم عربية.
وقال كاتس خلال مؤتمر صحفي إن "طول المسار البحري الذي يبدأ من الميناء المركزي في السعودية، الدمام، ليصل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، يبلغ 6000 كيلومتر"، بينما "عن طريق اليابسة عبر إسرائيل للوصول إلى ميناء حيفا، يبلغ فقط 600 كيلومتر».
ووفق الخريطة التي عرضها كاتس أمام الصحافيين، فإن "سكة السلام الإقليمي" ستنطلق من مدينة حيفا إلى بيسان المحتلتين، لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط بالأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى دول الخليج العربي والسعودية.
وفي هذا السياق، لفت الوزير الإسرائيلي إلى أن "هناك محادثات مهمة مع دول عربية بشأن مشروع السكة"، مضيفاً إنه "متفائل جداً من احتمالية الدفع بالمشروع، الذي سيساهم في تقوية الأردن وتحويلها إلى مركز مواصلات»، إذ «ستمكن السكة ليس فقط من الوصول إلى موانئ حيفا، وإنما أيضاً إلى كل أنحاء الخليج العربي، كما ستكون بمثابة جسر بري لمواطني الدول العربية المذكورة، يسهل عليهم الوصول براً إلى ساحل البحر المتوسط".
ولفت كاتس إلى أن "لسكة القطار رؤية اقتصادية، وأيضاً استراتيجية"، مضيفاً إنها "ستتيح عبوراً برياً آمناً، وتوفر على الدول العربية على المستوى الاقتصادي، للوصول إلى شواطئ المتوسط".
ووفق كاتس، فإن "المشروع سيمنع أزمة إنسانية ويتيح تحسين الوضع الاقتصادي، ويمهد لمشاريع سياسية على المدى الطويل". وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن "مبادرته تتضمن أيضاً تصوراً لبناء ميناء بحري ومطار في قطاع غزة بإشراف إسرائيلي، لكن وزارة الأمن الإسرائيلية تعارض هذه النقطة".
ويرى المراقبون، أن توقيت طرح المشروع بهذا الوقت بالذات حيث ينشط "موسم الحج العربى إلى واشنطن" والزيارات المكوكية التي يجريها المبعوث الأمريكي، غرينبلات، في المنطقة، إنما توحي بوجود "نواة" تحضير قمة إقليمية قد يشهدها الصيف المقبل، وتفضي إلى تسوية عربية إسرائيلية في ما يخص مجمل الصراع في المنطقة وخاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتابع كاتس قائلاً إن "غرينبلات أعجِبَ جداً بالمشروع ووعد بطرحه أمام الرئيس ترامب... وخلال الأيام الماضية، كانت هناك محادثات بيننا وبين الأميركيين في هذا الصدد، كذلك فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثنى على المشروع".
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر إعلامية مطلعة، أن كاتس أوضح لمبعوث ترامب أنه "لا يطلب دعماً مالياً أميركياً للمشروع، وإنما يطلب فقط تشجيع الأردن والسعودية ودول الخليج لقبول المشروع"، إذ إن "السكك الحديدية التي ستمر في الدول العربية ستموّلها شركات خاصة بغية الربح المالي".