34 مقدسيا قضوا ليلتهم في العراء
القدس المحتلة - رايـة:
فداء الرويضي-
ضجيج جرافات خيم على مدينة القدس أمس، 34 فردا شردوا من منازلهم بعد أن تحولت الذكريات الى ركام، وباتت العائلات تجر أطفالها خلفها بلا مأوى، قبل سنوات شهدوا على بناء منزلهم حجرا فوق الحجر، كما كانوا شخودا على تساقط حجر تلو الآخر بعد أن ربوا أبنائهم داخل جدرانه، كل زاوية فيه كانت شاهدة على ذكريات هدمت أمام أعينهم، والأصعب أنها هدمت بأيديهم.
ليندا الرجبي عاشت خمسة عشر عاما في بيتها ببيت حنينا مع زوجها "وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة" وأبنائها الخمسة أكبرهم يبلغ من العمر 20 عاما، وأربعة منهم أطفال دون 18 عاما، واضطرت لهدمه أمس ذاتيا بعد أن أمهلتهم بلدية الإحتلال أياما قليلة ليهدموا مأوى السنين.
تقول ليندا لراية:" استدعوا زوجي قبل أسبوع لمركز تحقيق النبي داوود وأخبروه أن عليه هدم منزله والا سيقومون هم بالمهمة، وبالتالي علينا دفع أجرة الهدم العالية التي تصل الم 200 ألف شيقل".
بعد أن بنوا المنزل بعامين وصلهم أمرا للهدم، وكلوا محام، واضطروا كل هذه السنوات لدفع مبالغ طائلة كمخالفات لبلدية الاحتلال وصلت لأكثر من 100 ألف شيقل، عدا عن أجرة المحامي، والإرهاق النفسي لسنوات.
"هدوا أجسادنا قبل ما يهدموا المنزل، أمهلونا ثلاثة أيام لنهدم منزلنا بأيدنا، والى هذه اللحظة لم يهن علينا منزلنا، لكننا اضطررنا لذلك، خوفا من أن يهدموه هم وبالتالي ندفع أجرة الهدم العالية" هذا ما قالته ليندا.
بعد أن هدموا المنزل، اتصل بعض المتضامنين بالصليب الأحمر ليوفروا لهم خيمة، علها تأويهم لحين أن يجدوا بيتا أخر، وعل ايجاده أصعب من الهدم ذاته، فالأجرة الشهرية لمنزل في القدس تتجاوز الألفين شيقل، وليندا لا تستطيع تأمين هذا المبلغ، فزوجها "مقعد" لا يعمل.
على بعد أمتار قليلة، في قرية جبل المكبر، تعيش عائلة جعابيص المأساة ذاتها، بعد أن اضطر الشقيقان فايز وسليمان جعابيص لهدم منزلهما ذاتيا، بعد أن عاشوا فيه مع عائلاتهم لثلاث سنوات، يقول فايز جعابيص لراية:" منذ سنوات نحاول أنا وأخي أن نصدر ترخيصا من بلدية الإحتلال دون جدوى، لدرجة أنني طلبت أن أدفع مخالفات مقابل عدم هدم المنزل، لكنهم رفضوا".
16 عشر فردا يعيشون في المنزلين معظمهم من الأطفال، يقول فايز أن الشعور لا يوصف، فهو يهدم منزلا بناه بيده، على أرض جده، "لو حفرت الصخر وصنعت منه حجرا لأعيد بناء منزلي سأبقى هنا" هكذا قال فايز الذي بات ليلة أمس مع أسرته على الركام، وانتقل أخاه للعيش مع والده في منزلهم الصغير الذي لم يعد يتسع لشخص أخر.
ضجيج الجرافات كان أمس في معظم قرى القدس، فكن بيت حنينا وجبل المكبر، كان الهدم الأقسى في قرية الزعيم، حيث هدمت جرافات الاحتلال ثلاث بنايات سكنية مؤلفة من 13 شقة، وهي كالتالي (بناية مكونة من شقتين، وبناية و3 طوابق، وثالثة من 4 طوابق كل طابق شقتين)، وتعود لكل من عثمان أبو سبيتان، وأحمد شبر، وأيمن الداية) وإحدى البنايات قيد الإنشاء، وبناية جاهزة للسكن، كما هدمت شقة سكنية.
احدى البنايات التي تم هدمها تعيش فيها عائلة مكونة من 11 فردا، لم تكتفي جرافات الإحتلال بجعل هذه البنايات ركاما، بل وهدمت في المنطقة ذاتها 5 جدران لعائلات علقم والنتشة والعباسي، وغرفة زراعية لعائلة علقم، كما سلمت عيسى مطور أمر هدم لبنايته السكنية المؤلفة من 4 شقق سكنية.
وفي قرية الطور هدمت وجرفت أسوارا، أما في بيت صفاف فهدمت بركسا للخيل، كل هذا الهدم الذي تم يوم أمس في المدينة المقدسة، كان بحجة البناء دون ترخيص، في الوقت الذي تفرض فيه بلدية الإحتلال شروطا تعجيزية للحصول عليه، وليس ببعيد عن كل جرافة كانت تهدم، هنالك مستوطنات تشيد وتتوسع.