الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:45 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

يوم "أم أديب" مختلف بغياب زوجها منذ 15 سنة

 

نابلس- رايــة:

سامر عودة-

بالنسبة للمرأة الفلسطينية يختلف يوم المرأة، عن غيرها من نساء العالم، اذ فرض الاحتلال مسار اخر لحياتها في علاقتها داخل الاسرة قبل ان تكون علاقة مفتوحة على حقوقها بالعمل والمشاركة المدنية والسياسية. 

أم اديب احدى النساء الفلسطينيات من بين كثر، تسقبل اليوم العالمي للمرأة بإضافة لمسات من الحب والحنان لأطفالها في غياب والدهم الاسير في سجون الاحتلال منذ 15 عاما، مشكلة قصة كفاحية تحدت فيها الظروف للحفاظ على تماسك العائلة من الانهيار.

مرفت ابو حمد 35 عاما من مدينة نابلس، ام فلسطينية تركت العالم يحتفل بيوم المرأة الذي كانت تستقبله بشغف كونه يشكل يوماً خاص للمرأة ويمنحها نوعا من التميز، وانفردت بتغيير واقع أطفالها المرير في ظل غياب رب الاسرة خالد اديب ابوحمد خلف قضبان الاحتلال منذ عام 2002.

تقول أم أديب، "في ظل غياب زوجي أعاني من الوضع السيء.. ما بقدر اعبرلك عن الشعور السيء الي بعيشو من جواتي.. فقدان الزوج من البيت أثقل كاهلي وأشعر بنقص الحياة وغير كماليتها، في ظل عدم مقدرتي توفير متطلبات المعيشة وتكاليفها".

تنظر ام اديب ليوم المرأة من زاوية مغايرة لتلك التي ينظر إليها الناس لهذا اليوم، لا يشكل عيدا لها ولا يشعرها بالسعادة، "يوم كباقي الأيام غير مميز يحصل فيه اطفالي على اجازة من المدرسة واجلس معهم مع استشعار الزمن الجميل الذي كنت اعيشه قبل اعتقال زوجي بهذة الاوقات".

عاشت ام اديب برفقة زوجها حياة هادئة بسيطة بعيدة عن كل التعقيدات، "ليطرق بعدها باب الحزن والشقاء باب بيتنا باعتقال زوجي، واصابتنا بعذاب، حملت من بعدها على عاتقي تربية أبنائي الصغار وتمثيل دور الأم الحنونة.. وأجُبرت بعد اعتقال زوجي على تمثيل دور الاثنين معاً".

باتت ام اديب المعيلة الوحيدة للأسرة، الحاملة لصفات إمها في تحمل الألم الحياة وقسوتها، وعدم قدرتها على توفير تكاليف العلاج لطفلها الكبير الذي يعاني من مرض الضغط وغيره من الأمراض النفسية التي تشكلت لديه في ظروف غياب والده الطويل ومروره بحالة نفسية صعبة، لدرجة حزنه كثيرا ً لمجرد سماع كلمة "بابا".

تضيف أم أديب "إجتهدتُ  واهتميت باطفالي الصغار وتمردت على فكرة الانكسار والخوف على مستقبل أبنائي، و مرت السنين وتوالت الأيام وكبر أبنائي الثلاثة ، عشنا حياة حزينة في ظل غياب زوجي من  ذلك البيت، وبدأت مرحلة التغلب على الواقع ورسم مستقبل يمحو الماضي، و اقتنعت بفكرة توفير احتياجات المنزل من المصاريف،  انتابني حينها شعورا ً بالفرح لوهلة وظننت أن الحزن تجاهلنا لبرهة،  لكنا عدنا مرة أخرى  للمعاناة بعد الظروف النفسية التي يعاني منها الأطفال".

وتكمل قائلة "من يوم اعتقال زوجي لم أشعر بأني امرأة لها يوم خاص بها لتفرح به وتشارك زوجها وأبنائها هذه الفرحة، بل رجل ملقى على عاتقه توفير متطلبات العيش لاطفالي، كان شعور جميل عندما كنت أشارك زوجي هذا اليوم بشكل خاص".

تبدو أم اديب اليوم متعايشة مع واقعها أغلب الوقت الا عند تذكر غياب زوجها وانتظار الافراج عنه بصفقة تبادل اسرى كونه من اصحاب المحكوميات العالية، لكنها وفي يوم المرأة تشعر انها حققت نجاحا كبيرا في الحفاظ على العائلة وتربيتها طيلة 15 عاما من غياب معيلها.

 

Loading...