غزة .. أكبر تجمع مقابر في العالم!
لجنة المفقودين لراية: نرفض الكيل بمكيالين.. يجب البحث عن جثث الفلسطينيين كما تُبحث جثث الإسرائيليين
في ظلّ مرور أكثر من عامين على حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة، لا تزال آلاف العائلات تبحث عن جثامين أبنائها المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمّرة. وبينما يتحرك العالم للبحث عن جثث الإسرائيليين، يطالب أهالي المفقودين الفلسطينيين المجتمع الدولي بمعاملة إنسانية متساوية، وإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لانتشال ضحايا الحرب.
قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون المفقودين في قطاع غزة، الدكتور علاء الدين عكلوك، في حديث خاص لـ"رايــة"، إنّ أهالي المفقودين قرروا التحرك بعدما وجدوا أن الجميع يبحث عن جثث الإسرائيليين الموجودة لدى المقاومة، بينما لا أحد يتحرك للبحث عن الجثث الفلسطينية المدفونة تحت الركام.
وأضاف عكلوك أنّ الأهالي انتظروا لعامين دخول المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، لكن الاحتلال يمنع إدخالها رغم الحاجة الإنسانية الملحّة، مؤكدًا أنّ «العالم يكيل بمكيالين؛ إذ يهتم بالجثث الإسرائيلية ويتجاهل المأساة الفلسطينية».
وأوضح أن اللجنة عقدت مؤتمرًا صحفيًا قبل أيام بمشاركة مؤسسات حقوقية ووجهاء من القطاع، بهدف إيصال صوت العائلات إلى المجتمع الدولي، وتحميله مسؤولياته تجاه المفقودين الفلسطينيين.
وأكد أنّ المؤتمر شهد حضورًا واسعًا لوسائل الإعلام المحلية والعربية، وتم خلاله توجيه نداء إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل السماح بإدخال المعدات المصرية الثقيلة إلى القطاع للمساعدة في انتشال الجثامين.
وقال: «نحن نأمل من الرئيس السيسي، ومن كل الجهات الدولية، أن تستجيب لندائنا الإنساني، وأن تمتد الجهود المصرية لتشمل البحث عن الجثث الفلسطينية أيضًا، لا أن تقتصر على جثث الإسرائيليين لدى المقاومة».
وأشار إلى أن اللجنة لم تتلقَّ بعد أي ردود رسمية على مطالبها، لكنها لا تزال تأمل في تجاوب المجتمع الدولي، لأن «نداءنا يحمل رسالة إنسانية خالصة، ويعبّر عن حق العائلات في وداع أبنائها ودفنهم بكرامة».
وبيّن عكلوك أن عدد المفقودين في القطاع يُقدّر بالآلاف، فبعضهم ما زال تحت الأنقاض، وآخرون يُعتقد أنهم محتجزون لدى الاحتلال، بينما تبقى فئة ثالثة مجهولة المصير حتى الآن.
وقال: «هذه القضية تتطلب وقفة إنسانية جادة من العالم، لمعرفة مصير جميع أبنائنا في ظلّ الحرب الشرسة التي دمّرت كل شيء في غزة».
واختتم عكلوك بالقول: «حين نقول إنّ غزة تحوّلت إلى أكبر تجمع مقابر في العالم، فهذه ليست مبالغة. الدمار والموت في كل شارع وحيّ، وكل بيت فيه مقبرة صغيرة. أردنا من خلال مؤتمرنا أن نوصل رسالة إلى الضمير الإنساني ليقف معنا، وليُدفن شهداؤنا بكرامة في مقبرة واحدة تحفظ حرمة الإنسان وراحته».

