صفحة "المنسق" تزدهر والسلطة تفقد سلطتها على رواد الصفحة!
رام الله-راية:
أدهم مناصرة-
فيما يتصاعد اهتمام ما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية بالتواصل المباشر مع الجمهور الفلسطيني، عبر انشاء صفحة ل "منسق أعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية"، يؤاف مردخاي، مروراً باطلاق موقعه الإلكتروني، قال عضو لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي غسان الشكعة إن ما يجري يُؤكد أننا بتنا في مرحلة جديدة.
واضاف الشكعة في حديث لبرنامج "ستون دقيقة في السياسة" على اثير "راية" أننا "سلطة تحت الاحتلال ولا يوجد لدينا اي حيلة لمواجهة هذا الواقع"، موضحاً أن الاحتلال يسير ضمن مراحل، والآن انتقلنا لمرحلة جديدة لتجريد السلطة من صلاحياتها المدنية والابقاء على دورها الأمني فقط، الأمر الذي يُحرجها جداً ويُبقيها صامتة.
ورأى الشكعة أن السؤال الذي يجب أن يُطرح: "ماذا فعلنا بأنفسنا كفلسطينيين حتى نواجه المخططات الاسرائيلية ونحافظ على مشروعنا الوطني؟، اعتقد أننا بانقسامنا وخلافاتنا وتشرذمنا عززنا هذه المرحلية الاسرائيلية".
من جانبه، قال استاذ الدراسات الاسرائيلية البروفوسور عزيز حيدر إن انشاء "المنسق مردخاي" صفحة له في فيسبوك بالإضافة إلى موقع على الانترنت، تأتي بهدف تكريس علاقات "شبه شخصية" مع رواد التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين لأن هذا الأسلوب، حسب الرؤية الإسرائيلية، أكثر اقناعاً للفلسطينيين، وخاصة عندما يُتاح المجال للطرف الاخر للاستفسار والتفاعل مع "المنسق"، علاوة على أن هذا الشكل من التواصل فيه نوع من الرقابة والرصد لتوجهات الفلسطينيين بالنسبة للمخابرات الاسرائيلية.
وأوضح حيدر ل"راية" أنه طالما بقيت السلطة صامتة ولا تفرض رقابة على الفلسطينيين حيال ما يجري، فإن هذا يعني أن عدد الفلسطينيين الذي يتفاعلون مع صفحة المنسق على فايسبوك سيزداد، الأمر الذي سيؤسس ما يشبه "روابط القرى" لإضعاف تمثيل السلطة للكل الفلسطيني، واضعاف احتمالية قيام دولة فلسطينية، بل ويمكن ان تقترح الادارة المدنية على افراد معينين خدمات معينية تجعلهم في استغناء عن السلطة.
ويتساءل حيدر: لماذا تصمت السلطة الفلسطينية وتتغاضى على ما يجري؟، ثم يجيب: إن المصالح الشخصية والخوف على VIPوالتسهيلات الاسرائيلية المحدودة، يجعلها صامتة، لا سيما وان اسرائيل سحبت هذه البطاقة من بعض المسؤولين الفلسطينينين بينهم اللواء ماجد فرج.
استاذ الاعلام الاجتماعي الدكتور محمد ابو الرب يرى أن صفحة "المنسق" على فيسبوك اكثر خطورة من الموقع الالكتروني الخاص به، "لأن الناس تعلق وتشكر او تشتم، وبالنسبة للادارة المدنية الاسرائيلية ليس لديها مشكلة بالشتائم وانما بالردود العقلانية التي تشكك بنوايا المنسق، فكثير من هؤلاء تم حذف منشوراتهم وعمل حظر لهم".
ويضيف ابو الرب ل"راية"، حسب دراسة أُجريت في جامعة بير زيت الشهر الماضي، فان 17 بالمئة من الناس يتواصلون مباشرة مع المنسق عبر صفحته على فايسبوك، ويطلبون استفسارات منه حول خدمات معينة، فيما 9 بالمئة من المعلقين على صفحته يقدمون الشكر والتهاني له.