روبوتات بالشوارع لتوصيل الطلبات
نشاهد حالياً على بعض القنوات التلفزيونية العديد من الإعلانات التجارية، التي تروج لطرق مبتكرة لطلب توصيل المشتريات للمنازل، وتوضح أنه بدلاً من الطرق القديمة التقليدية الخاصة بالاتصال الهاتفي، يمكنك الولوج لموقع ما على الإنترنت، بل يمكنك أيضاً أن تقوم بتنزيل تطبيق ما على هاتفك الذكي، وتدون طلبات مشترياتك لتصلك على الفور.
الجديد اليوم هو أن هذه الطرق ليست الأحدث ولا الأكثر ابتكاراً.. فعجلة التطور العلمي لا تتوقف.. فقد تم استبدال عامل الديليفري (توصيل الطلبات للمنازل) بإنسان آلي.
يمكن الآن لزبائن الـ"تيك آوت" في الولايات المتحدة أن يصلهم الغذاء حتى عتبات بيوتهم بواسطة الروبوت. فقد أعلنت مؤسسة "ستارشيب تكنولوجيز" أن الشركتين اللوجستيتين "دور داش" DoorDash و"بوست ميتس" Postmates بدأتا اختبارات تجريبية بالروبوت في مدينتي ريدوود بكاليفورنيا وواشنطن. ولن تكلفك هذه الخدمة أية مبالغ إضافية، ويتوقع لكل روبوت أن يقوم بتسليم 10 طلبات يومياً، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فروبوتات مؤسسة "ستارشيب"، ذات الـ6 عجلات، يمكنها أن تقطع تقريباً مسافة 4 أميال في الساعة، وهي تقريباً نفس سرعة مشي الإنسان. وسوف تنضم الروبوتات إلى المارة على الرصيف، وفقاً لموقع "ريكود". ولكن في الوقت الراهن، فإن شخصاً ما سوف يرافقها – كرقيب – أثناء تسليم الطلبات لتتبع أدائها، والتدخل إذا لزم الأمر. ولكنها بالفعل سوف تؤدي عملها من تلقاء نفسها.
وكشفت مؤخراً مؤسسة "ستارشيب" للتكنولوجيا، ومركزها إستونيا، عن خطتها لتوظيف "أعوان الروبوت" لمرافقة الروبوتات، عندما تبدأ تسليم الطلبات في واشنطن العاصمة، وأنه لدى الشركة روبوتات تعمل بالفعل في لندن وهامبورغ ودوسلدورف ومدينة برن السويسرية.
كما يجري أيضاً في أوستن، بولاية تكساس، اختبار الروبوتات التابعة لــ"ستارشيب"، حيث تأمل الشركة في أن تمدد نشاطاتها إلى مناطق أخرى في الولايات المتحدة، ولتحقق ذلك فإنها سوف تكون بحاجة إلى عاملين ليقودوا عمليات الروبوتات. وسوف تكون مهمة العاملين الاعتناء بالروبوتات والشرح للجمهور حول الكيفية التي تعمل بها، كما يسارعون بتقديم يد العون إذا جرت الأمور على نحو خاطئ.
ويقول موقع "جوب أدفيرت": "لقد قمنا بتعيين مرشدين تجاريين مع ما يقرب من 100 روبوت تسير على طول الأرصفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة و5 دول في أوروبا". ويضيف: "وتبحث ستارشيب حالياً عن رئيس لفريق العمليات في واشنطن، ونحن نبدأ بزيادة تواجدنا في الولايات المتحدة، وبدء العمل مع الشركاء التجاريين".
وصرح هنري هاريس-برلاند، المتحدث باسم "ستارشيب"، لصحيفة "واشنطن بوست" بضرورة أن يكون المتقدمون للوظيفة لديهم شغف بالروبوتات، والاستعداد لتبني التقنيات الجديدة، فضلاً عن التفتح لإمكان التعامل مع الجمهور".
وعلى العكس من الروبوتات المصممة لتشبه البشر، فإن روبوت "ستارشيب" مصمم تصميماً وظيفياً بحتاً ومزود بحيز كبير لاحتواء المواد التي يلزم تسليمها، وهو ما يعادل حجم اثنين من حقائب البقالة.
ويمتاز "روبوت التوصيل" بقدرة القيادة الذاتية الكاملة، والاتصال الدائم بشبكة الإنترنت، وذلك باستخدام تكنولوجيا الجيل الثالث 3G لتجد طريقها إلى عنوان العميل.
من خلال المشي على الرصيف بسرعة تصل لحوالي 4 ميل/ساعة (3كم/ساعة)، يمكن للروبوتات إنجاز توصيل التسليمات المحلية في غضون 5 إلى 30 دقيقة من مركز محلي أو منفذ للبيع بالتجزئة.
وتزعم "ستارشيب" أن تكلفة ذلك النظام تقل بمقدار 10 إلى 15 مرة عن تكلفة بدائل التسليم الجاري العمل بها حالياً. كما أن خطط التحرك المتكاملة و"برمجيات تجنب العقبات" تمكن الروبوتات من السير بعيداً عن المشاة أو تخطي الأرصفة والحصى، على سبيل المثال.
ويمكن للعملاء اختيار الوقت الذي يريدون فيه الحصول على طلباتهم، وسوف يتوجه الروبوت إلى عناوين التسليم بالعبوة محكمة الإغلاق بداخله، والتي يمكن أخذها باستخدام البرنامج المطبق لفتح الغطاء.
ونشر موقع "جست إيت" Just Eat، المتخصص في تسويق الوجبات الجاهزة عبر الإنترنت، فيديو يظهر أول سيدة في العالم تتسلم وجبة "تيك أواي" جاهزة عبر الديليفري بواسطة الروبوت، وهو الإنجاز الذي يتوج تجارب استغرقت عدة أشهر، أجرتها "جست إيت" بالتعاون مع "روبو كوريير" على روبوت الديليفري.
ومن المقرر أن تشهد لندن العديد من تجارب توصيل الطلبات للمنازل باستخدام الروبوت خلال الأشهر القادمة.