الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:45 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مطارد في الرابعة عشرة

 

رام الله- رايــة:

فارس كعابنة-

هنا حيث يستوطن الوجع، وسط مخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، بدأت قصة الطفل المطارد في الرابعة عشرة من العمر رمزي ناصر، وعلى عكازين داخل باحة منزله الخارجية، انتهت.

يعرف ابناء الدهيشة عن رمزي انه أصغر مطارد للاحتلال في المخيم وربما في الضفة، وقبل لقاء هذا الرمزي قالوا: "هو طفل لكنه يتصرف كرجل بالغ".

قد تبدو القصة ذات اكثر من منعرج، هل نبحث عن طفل خارق أم عن طفل فلسطيني أجبر على التخلي عن طفولته، اسئلة كثيرة في المنزل كما في خارجه بين زقاق المخيم على جدران تكاد لا تخلو من كتابات تبدو وكأن المخيم يروي لزائريه قصته التي يريد لها ان تخرج. بعض عبارات الوعيد للاحتلال واخرى رسومات لشهدائه وثالثة نعي.

في المنزل قالت جدته إنه نائم. كانت الساعة بحدود الثانية عشرة ظهرا، وبسبب شدة الوجع ليلا لا ينام رمزي الا مع الفجر.

على عكازين مر رمزي بعد ان اغتسل بباحة المنزل الخارجية بينما كنا نحدث جدته التي قالت انها كلما سمعته يصرخ ليلا من وجع الرصاصة المستقرة في ركبته اليمين، شعرت هي بوجع مضاعف.

رمزي ناصر يبلغ من العمر 14 عاما لكن طوله وجسمه الممتلئ يوحيان بعمر اكبر.

يقول شبان في المخيم روايات تتطابق كلها في ان رمزي كان مطاردا لاربعة اشهر وجرت عدة اقتحامات للمخيم لاعتقال شبان، كان هو من ضمنهم بتهمة القائه الحجارة وتهم اخرى تحت بند "الخطر على امن اسرائيل" وفي كل اقتحام كان يلوذ بالفرار وينجو من الاعتقال، لكن صباح الاول من شهر آب الماضي شهد على وضع حد للمطاردة من طرف واحد، برصاصتين استقرتا في ركبتيه اليمنى واليسرى.

يقول رمزي جالسا على كرسي ولا ينفك عن العبث الطفولي بعصا عكازيه: اصابوني في ركبتي اليسرى وسقطت ارضا ثم جاء شاب ليسعفني وأصابوه ايضا فسقط فوقي..حاولت الهرب لكنني اصبت برصاصة اخرى في الركبة اليمنى.

يتحدث رمزي في ساحة صغيرة امام غرفة الضيافة، وجدته داخل الغرفة لا تنفك عن تساؤلات استنكارية امام شاب من المخيم دلنا على منزل رمزي، "رجليه الثنتين ؟ ول ما بخلوا اله رجل يمشي عليها ؟".

بعد الاصابة تماما دخل رمزي في سيناريو لا يشبه طفولته ابدا، وادخل في غيبوبة قسرية استمرت 4 ساعات في مشفى الجمعية العربية بالمدينة لاجراء عملية جراحية، اخرجوا الرصاصة من ركبته اليمنى وبقيت رصاصة اخرى مستقرة في الركبة اليسرى تشعره بوخزات كهربائية كل ليلة وتحرمه النوم.

كيف يطاردوا طفلا في الرابعة عشرة، وكيف عرف اهل المخيم انه مطارد رغم ان اكثر من شاب قص حكاية رمزي المطارد، اسئلة في المخيلة تدفع نحو الاعتقاد بان رمزي اصيب كغيره في مواجهة الاقتحامات.

لكن لم يمر سوى اسبوعين على خروج رمزي من المشفى، حمله والده من المركبة على كتفيه، حتى وصلت قوة اسرائيلية تقدرها الجدة بـ100 جندي الى منزله، واعتقلته.

مكث 25 يوما في معتقل "عوفر"، وفي المحكمة تقول الجدة ان رمزي "كان مقعدا تماما ويتوجع كثيرا". حكم عليه بغرامة 7500 شيكل مع حبس منزلي لـ3 أشهر، قضى منها اسبوعا حتى يومنا هذا.

وبذلك يكون رمزي الطفل الوحيد المحكوم بحبس منزلي في الضفة وفي منطقة تسيطر عليها السلطة.

يقول محامون مختصون بقضايا الاسرى، إن احكام الحبس المنزلي لم يسبق وان صدرت في مناطق خارجة عن السيطرة الاسرائيلية.

رغم الصورة التي رسمها لنا ابناء المخيم عن رجولة رمزي المبكرة، الا ان حركاته داخل المنزل وعبثه بالاشياء حوله تشي بطفولة سلب منه أكثرها وبقيت الاشارات فقط.

تقول جدته: من المفترض انه الان في الصف التاسع بالمدرسة لكنه ممنوع من الذهاب الي اي مكان باستثناء المشفى، بحكم الحبس المنزلي.

قد يكون رمزي بطلا في مدرسته لكن امنية واحدة تلازمه الان، أن يقف على قدميه بثبات.

Loading...