الأضاحي في غزة.. أسعار مناسبة وإقبال ضعيف
غزة- رايــة:
سامح أبو دية-
يقال ان العوز هو ترنيمة الحاجات المستعصية، لكن ترانيم عيد الأضحى هذه السنة ستكون غنية على ما يبدو بالأضاحي لذوي الدخل المتوسط في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الزراعة عن توفر الأضاحي وبأسعار منخفضة نسبياً مقارنة بالأعوام السابقة، الأمر الذي زاد من إقبال الغزيين على شراء الأضاحي التي تعج بها أسواق المواشي، رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة لأهالي القطاع، وحالة الفقر والبطالة التي تجتاح معظم الأسر الغزية.
ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على استيراد المواشي بجميع أنواعها من دول أوروبا ويتم ادخالها عبر إسرائيل، اضافة الى اعتماده على كمية ضعيفة من الانتاج المحلي.
المواطن "نبيل" من غزة، أقبل هذا العام على شراء أضحية بعد أن لمس انخفاض أسعار الأبقار والمواشي مقارنة بالعام الماضي، فقد تراجع عن الشراء عام 2015 بسبب غلائها الكبير واقتصارها على فئة الأغنياء فقط.
أما "وائل" والذي دأب على إحياء هذه السنة النبوية في كل عام، فلم يخف سعادته بالاختلاف الذي يلمسه على الأسعار "العام الماضي اشتركت مع 5 أشخاص في عجل واحد وبلغ سعر الحصة الواحدة أكثر من 2000 شيكل، أما هذا العام فقد بلغت 1350 بنفس المواصفات والأوزان".
"مدحت البلعاوي" صاحب مزرعة للمواشي بغزة، أكد أن الأضاحي متوفرة هذا العام بكثرة وبجميع أنواعها وبأسعار منخفضة لم يمر بها القطاع منذ 5 سنوات، مرجعاً السبب الى قلة الطلب على اللحوم الحمراء وتردي الأوضاع الاقتصادية للقطاع.
وتشهد أسعار المواشي انخفاضاً عالمياً كما أوضحت وزارة الزراعة، غير أن الطلب على العجول يزيد في الخمسة أيام التي تسبق عيد الأضحى.
ويشتكي البلعاوي من ضعف الاقبال مقارنة بالأعوام السابقة، حيث باع حتى الآن حوالي 40 رأس من الماشية في حين كان معدل بيعه لا يقل عن 150، مشيراً الى أن العام الماضي كان استثنائياً بحيث كانت الفئة ميسورة الحال هي من أقبل على الأضاحي، وباع 10 رؤوس فقط عام 2015.
ونوّه الى أن مشكلة انقطاع الكهرباء في غزة والذي قد يؤدي الى تلف اللحوم، أدت الى عزوف بعض الناس عن شراء الأضاحي.
أما المواطن العشريني "رامي"، فلم يتردد في شراء أضحية والاشتراك مع أبناء عائلته في تقسيم "عجل"، مؤكداً قدرته على ذلك رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، "أعمل موظف في القطاع الخاص وراتبي يبلغ حوالي 2500 شيكل، وبعد أن رأيت الأسعار المنخفضة هذا العام، فقررت الاستغناء عن نصف راتبي من أجل أضحية لوجه الله".
ويُشير الشاب الى أن الأسعار هذا الموسم هي بمثابة فرصة وعلى الجميع اغتنام تلك الفرصة التي قد لا تتكرر لاحقاً، نظراً لحالة عدم الاستقرار التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار والحروب.
ونظراً لوفرة المواشي في قطاع غزة، الى جانب انخفاض أسعارها، فقد فتح ذلك الباب أمام التجار والمؤسسات المعنية الى تسهيل العمل بنظام "التقسيط" من أجل تشجيع أكبر عدد من المواطنين على الشراء.
فالمواطن "رائد" اتفق مع غيره على أنها فرصة قد لا تتكرر العام القادم، وقرر أن يُشتري حصة عجل بالاشتراك مع 6 أشخاص بنظام التقسيط، نظراً للانخفاض الواضح في الأسعار وفتح المجال أمام تقسيط ثمنها على 4 أشهر من أجل اتمام سنة العقيقة، متمنياً أن تستقر أسعار الأضاحي وأن يتمكن كل عام من الشراء.
بدوره، أكد مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا، أن أسعار الأضاحي تشهد انخفاضاً هذا العام بسبب انخفاضها عالماً، وهذا الانخفاض بدأ بعد عيد الأضحى الماضي 2015.
وأوضح السقا لـ"رايــة"، أنه ومع حلول عيد الأضحى سيكون قد توفر في قطاع غزة قرابة 17 ألف رأس من العجول والأبقار، اضافة لـ35 ألف رأس من الأغنام والماعز.
وحول أسعار العجول والأبقار، أشار إلى أنها تتراوح بين (15 إلى 17) شيكل للكيلو جرام، وان الأسعار مناسبة للجميع متوقعا أن يزيد الاقبال على الأضاحي هذا العام مع انخفاض أسعارها بشكل ملحوظ.

