من منفى لمنفى.. رحل صافي مرددا: "بيت لحم ..بيت لحم"

غزة- رايــة:

عامر أبو شباب

"بيت لحم" هي اخر كلماته وهو يعارك مستسلما للمرض، في بيت المسنين بغزة بدون زوجة او طفل أو أسرة ترش قبره بالماء.

كل دعوات المناضل صافي عيسى صافى (74 عاما)، المطالبة لعودته في اخر سنين عمره الى بيته في بلدة تقوع قضاء بيت لحم بين أشقاءه وأسرته كانت بدون صدى، ليلتحق بالرفيق الأعلى وفيد يده مفتاح بيته وخارطة فلسطين.

المتحدث باسم مبعدي كنيسة المهد ، قال إن وفاة صافي بعيدا عن الاهل هو شكل من أشكال معاناة المبعدين الفلسطينيين.

وأوضح كنعان في حديثه لـ"رايــة" ان تلفظ الشهيد صافي بكلمة "بيت لحم ..بيت لحم" هي رسالة الى كافة المسؤولين الفلسطيني وكل احرار العالم للوقوف مع المبعدين الفلسطينيين والعمل الجاد على اعادتهم وانهاء معاناتهم وفقدان الاهل والأحبة سواء من مبعدي كنيسة المهد أو المبعدين الأسرى المحررين من سكان الضفة الغربية.

وصل صافي الى مناه الاخير في الوطن، بعد رحلة طويلة بدأها ملتحقا بالجيش الاردني ثم انخرط في صفوف حركة فتح وانتقل الى سوريا بعد معارك ايلول في الاردن ليستقر به الأمر مقاتلا على حدود فلسطين انطلاقا من لبنان.

انتقل الى العراق يعد معركة اجتياح بيروت واضطر للإقامة في مخيم الدنف على الحدود الأردنية – العراقية بعد احتلال بغداد، وفي عام 2004 تم ترحيله الى ألبرازيل ليقضي 5 سنوات قبل ترحيله الى مصر بناء على وعود بأن تكون القاهرة محطته الاخيرة قبل العودة الى بيت لحم مسقط رأسه، لكنه فوجئ بقرار عودته الى قطاع غزة ليستقر به الحال في بيت المسنين بعد تعب العمر وطول نضال وصبر دون زوجة او ولد.

واقام أصدقاءه بيت العزاء في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.

هكذا يتوفى مناضلو الثورة الفلسطينية، غرباء بعيدون عن الوطن.