الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:54 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:12 PM
المغرب 7:03 PM
العشاء 8:21 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| رفض المشاركة عند الأطفال: بين المرحلة الطبيعية ومؤشرات القلق النفسي

يمر الأطفال بمراحل نمو طبيعية قد يفسرها الأهل على أنها "أنانية" أو "عناد"، خصوصًا عندما يرفضون مشاركة ألعابهم أو ممتلكاتهم الخاصة. لكن متى يكون هذا السلوك طبيعيًا؟ ومتى يتحول إلى مؤشر لمشكلة نفسية تحتاج لتدخل؟

في حديث خاص لـ"رايــة"، أوضحت الدكتورة لما قنديل، الأخصائية الإرشادية في مجال التربية النفسية للأطفال والمراهقين، تفاصيل هذه المرحلة العمرية وأسبابها وطرق تعامل الأهل معها.

قالت الدكتورة قنديل إن رفض المشاركة عند الأطفال يبدأ بشكل طبيعي ما بين عمر السنتين والأربع سنوات، إذ يبدأ الطفل في التعرف على مفهوم الملكية، ويدرك أن هناك أشياء تخصه هو وحده. وأضافت: "هذه المرحلة طبيعية جدًا، ولا يمكن وصفها بالأنانية أو العناد، بل هي جزء من تشكل هوية الطفل وإدراكه أنه شخص منفصل عن الآخرين".

وبينت أن هذا السلوك يبدأ بالانحسار تدريجيًا مع بلوغ الطفل 4–6 سنوات، حيث يصبح أكثر وعيًا بدور المشاركة مع إخوته وأصدقائه. لكن إذا استمر رفض المشاركة بعد عمر السابعة أو الثامنة، يصبح الأمر مؤشرًا لمشكلة نفسية داخلية.

وأكدت قنديل أن أبرز الأسباب التي قد تجعل الطفل يتشبث بأشيائه بعد هذا العمر هي الخوف، الغيرة، أو فقدان الشعور بالأمان العاطفي. وقالت: "حينها تتحول الألعاب والممتلكات إلى وسيلة لإرسال رسالة غير منطوقة: أنا موجود من خلال ممتلكاتي".

وأضافت أن الأطفال الوحيدين غالبًا أكثر عرضة لتأخر سلوك المشاركة، لعدم وجود إخوة يتعلمون معهم هذا الدور. وأشارت إلى أن بعض الأهل قد يساهمون دون قصد في تعزيز هذه النزعة عندما يقولون للطفل: "هذه اللعبة لك وحدك، لا تعطيها لأحد"، ما يرسخ داخله شعور الملكية المطلقة.

وتابعت: "اللعبة أو الغرض هنا ليس مجرد شيء مادي، بل يصبح رمزًا للاهتمام والحب، فيخاف الطفل فقدانه ويبدأ بالاستحواذ على الأشياء خوفًا من فقدان المشاعر المرتبطة بها".

وبشأن تعامل الأهل مع الطفل في هذه المرحلة، شددت قنديل على أهمية تدريب الأطفال تدريجيًا على المشاركة، وعدم الاكتفاء بالملاحظات الكلامية.

وقالت: "الطفل يتعلم من السلوك أكثر من الكلام. يمكننا على سبيل المثال أن نمنحه عدة ألعاب ونشجعه على توزيعها بنفسه على أصدقائه أو أقاربه في أعياد الميلاد، فتترسخ عنده قيمة المشاركة".

كما حذرت من أن بقاء الطفل رافضًا للمشاركة قد يؤثر على شخصيته مستقبلًا، فيتحول إلى إنسان كتوم أو شديد الغيرة، أو قد ينظر لعلاقاته مع الآخرين على أنها "ممتلكات شخصية". وأوضحت أن هذا يرتبط بجذور من فقدان الثقة والأمان العاطفي منذ الطفولة.

وحول التدخل المهني، بينت قنديل أن البداية تكون مع الأهل قبل الطفل، حيث يتم تدريبهم ليكونوا قدوة في العطاء والمشاركة، إضافة إلى استخدام أساليب التشجيع والمدح للطفل عندما يبادر بالمشاركة. كما يمكن أن تشمل التدخلات جلسات عملية يشارك فيها الأهل والطفل معًا، باستخدام ألعاب وأنشطة جماعية توضح معنى العطاء.

Loading...