خاص| دوما تحت النار: اعتداءات استيطانية ممنهجة وخسائر بملايين الشواكل
تعيش قرية دوما الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية، حالة من التصعيد المستمر، في ظل هجمات شرسة تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، وسط غياب تام لأي حماية دولية أو رادع قانوني.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة إن القرية تتعرض لاعتداءات يومية تهدف إلى تهجير سكانها وسرقة أراضيهم، مؤكدًا أن ما يجري ليس مجرد أحداث متفرقة، بل هجوم منظم وممنهج يهدف لتفريغ المنطقة بالكامل من سكانها.
وأوضح دوابشة أن آخر الاعتداءات التي وقعت في خربة المراجم التابعة لدوما، شهدت اقتحام أكثر من 300 مستوطن للمنطقة من الجهة الغربية، حيث أطلقوا النار بشكل مباشر على المواطنين، ما أسفر عن إصابات بشرية وخسائر مادية جسيمة، شملت حرق مركبات ومزارع وممتلكات خاصة.
كما أشار إلى هجوم آخر وقع مطلع عام 2024، شارك فيه أكثر من 1500 مستوطن من مختلف المستوطنات، وأسفر عن خسائر قدرت بأكثر من 5.5 مليون شيكل، ما يشكل ضربة قاسية للبنية التحتية والاقتصاد المحلي في القرية.
وأكد دوابشة أن الاحتلال استولى على غالبية أراضي قرية دوما، ولم يتبقَ للفلسطينيين سوى 940 دونمًا فقط من أصل 18,500 دونم، بالإضافة إلى السيطرة على الينابيع والأراضي الزراعية، بهدف شل النشاط الزراعي ومنع التوسع العمراني.
وقال: "ما يجري هو رسم لخارطة استيطانية جديدة، هدفها محاصرة القرى الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض. دوما مستهدفة منذ عام 1973، عندما تم وضع أول مخطط لإحاطتها بشارع التفافي استيطاني ضمن مشروع تهويدي كبير."
وذكر رئيس المجلس أن موقع دوما الجغرافي يجعلها عقبة في وجه الاحتلال، حيث تقع بين شارع ألون ونهر الأردن، وإذا ما تم تهجير سكانها، فإن هذه المساحة الشاسعة ستُفرغ من الوجود الفلسطيني، ما يسهل تنفيذ الطموحات التلمودية للمستوطنين.