"زاد الخير".. مبادرة لمكافحة هدر الطعام وإطعام المحتاجين بكرامة
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تتواصل الجهود المجتمعية لتعزيز التكافل والتضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني، ومن بين هذه المبادرات المميزة مطبخ بصمة التعاوني، الذي يهدف إلى خلق فرص عمل للنساء المعيلات، وتقليل هدر الطعام عبر إعادة توزيعه على الأسر المتعففة.
وقال مدير مطبخ بصمة التعاوني، تامر نسيم يونس، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المطبخ يعتمد على نظام تعاوني يتيح فرص عمل للنساء المعيلات، من خلال توفير قنوات توزيع للأطعمة عبر المطاعم والمحلات التجارية والجمعيات، مشيرًا إلى أن الفكرة لا تقتصر على إعداد الطعام فقط، بل تمتد لتشمل مبادرة "زاد الخير"، التي تهدف إلى الاستفادة من الطعام الفائض من المطاعم والمخابز والمتاجر والبوفيهات والعزائم العائلية، وإعادة تغليفه وتوزيعه بطريقة تحفظ كرامة المحتاجين.
وأوضح أن المبادرة بدأت بفريق صغير يضم أربعة أشخاص فقط، لكنها تتوسع بشكل تدريجي، وسط الحاجة إلى دعم إضافي، خاصة في توفير وسائل نقل لنقل المواد الغذائية، مشيرًا إلى أن الطلب على هذه المساعدات أكبر بكثير من الكميات المتوفرة من الطعام الفائض، مما يزيد من الحاجة إلى مشاركة أوسع من أصحاب المطاعم والمتاجر.
المطاعم تتبنى الفكرة وتوقف هدر الطعام
وأشار يونس إلى أن المبادرة حظيت بدعم كبير من بعض المطاعم في نابلس، حيث توقف العديد منها عن التخلص من الطعام الفائض، وأصبحوا يخصصون الأطعمة المتبقية لتوزيعها على الأسر المحتاجة، مؤكدًا أن الطعام الذي يتم توزيعه هو طعام محفوظ بطريقة صحية ولم يصل إلى طاولات الزبائن.
وأضاف: "نتعاون حاليًا مع خمسة من أكبر مطاعم نابلس، حيث يجهزون لنا الوجبات الفائضة بطريقة منظمة، مما يوفر علينا الكثير من الجهد والوقت"، لافتًا إلى أن المبادرة تسعى لتوسيع نطاقها لتشمل محافظات أخرى مثل رام الله، طولكرم، جنين، وسلفيت.
إمكانية التبرع من المنازل والمناسبات العائلية
وأكد تامر أن المبادرة لا تقتصر فقط على المطاعم، بل تشمل أيضًا العائلات التي لديها فائض من الطعام بعد العزائم والمناسبات، حيث يمكن للأفراد التواصل مع فريق المبادرة لتسليم الطعام الزائد، بشرط أن يكون محفوظًا بطريقة صحية وسليمة.
وأضاف أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الوجبات المتبرع بها غالبًا ما تكون متاحة بعد وقت الإفطار خلال شهر رمضان، مما يجعل من الصعب توزيعها فورًا، لكنه أشار إلى أن العائلات تحتفظ بهذه الوجبات لوجبة السحور أو لليوم التالي.
المبادرة تستمر بعد رمضان وتتوسع في مشاريع جديدة
وأوضح يونس أن الفريق يخطط لمواصلة المبادرة بعد رمضان، حيث ستشمل إعادة توزيع الأطعمة الفائضة من وجبات الإفطار الصباحية والبوفيهات في المطاعم والفنادق، بالإضافة إلى مشاريع توعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم حول الغذاء الصحي للأطفال.
كما أشار إلى أن المطبخ يعمل أيضًا على خلق فرص عمل جديدة للشباب العاطلين عن العمل، حيث يعتمد في خدمات التوصيل على شباب يمتلكون سيارات خاصة بدلًا من التعاقد مع شركات التوصيل، مما يساهم في توفير فرص دخل لهم.
دعوة لأصحاب المطاعم والمتاجر والمواطنين للمشاركة
وختم يونس حديثه بدعوة أصحاب المطاعم والمتاجر، وأي شخص لديه فائض من الطعام، سواء كان من الخضروات، الفواكه، أو المخبوزات، إلى التبرع بدلًا من التخلص منها، مشددًا على أن المبادرة تسعى إلى تقليل هدر الطعام ومساعدة الأسر المحتاجة في آنٍ واحد.
يمكنكم التواصل مع مطبخ بصمة التعاوني للمساهمة في دعم هذه المبادرة الإنسانية، والمساعدة في توسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين.
