ترامب يجدد تهديده لطهران: "كل طلقة حوثية ستُعتبر هجومًا إيرانيًا"

جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، تهديده لإيران، مشددا على أنه سيعتبر أي هجوم ينفذه الحوثيون من الآن فصاعدًا بمثابة هجوم مباشر من إيران، متوعدًا برد قوي و"عواقب وخيمة".

وقال ترامب "لا ينبغي لأحد أن ينخدع! مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون، هؤلاء المجرمون الأشرار والعصابات المتمركزة في اليمن، الذين يمقتهم الشعب اليمني، كلها تأتي من إيران، وهي من صنعتها ووجهتها"، وفق تعبيره.

وتابع الرئيس الأميركي، في منشور على منصته "تروث سوشيال"، أن "أي هجوم آخر أو رد انتقامي من قبل الحوثيين سيتم مواجهته بقوة هائلة، ولا يوجد أي ضمان بأن تلك القوة ستتوقف عندهم فقط".

وأضاف أن "إيران تحاول التظاهر بأنها الضحية البريئة للإرهابيين الخارجين عن سيطرتها، لكنها لم تفقد السيطرة. إنها تملي عليهم كل خطوة، تزودهم بالأسلحة، وتقدم لهم الأموال والمعدات العسكرية المتطورة للغاية، بل وحتى ما يسمى 'المعلومات الاستخباراتية'".

وكرر ترامب تحذيره قائلاً: "كل طلقة يطلقها الحوثيون سيتم النظر إليها، من هذه اللحظة فصاعدًا، على أنها طلقة تنطلق من أسلحة وقيادة إيران"؛ وهدد: "إيران ستتحمل المسؤولية، وستدفع الثمن. وستكون العواقب وخيمة!".

يأتي ذلك في أعقاب تبني الحوثيين، فجر الإثنين، هجوما ثانيا ضد حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر خلال أقل من 24 ساعة، وقالوا، في بيان، إنهم استهدفوا "حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري ترومان في شمال البحر الأحمر".

وأفادوا بأن الهجوم نفذ "بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في اشتباك استمر لعدة ساعات"، وذلك في أعقاب تعرض مواقع سيطرة الحوثيين في اليمن لغارتين أميركيتين، غداة غارات مماثلة استهدفت صنعاء ومناطق أخرى.

وأسفرت هذه الهجمات الأميركية عن مقتل 53 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة نحو 100 شخص بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة للحوثيين.

وكان الحوثيون قد أعلنوا قبل أيام عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر امتدادا إلى بحر العرب، حتى إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، الذي تستخدم فيه إسرائيل التجويع كإستراتيجية حرب.

وردا على هذا التصعيد في خط التجارة البحري، دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى "وقف كل الأنشطة العسكرية"، فيما جددت الصين دعوتها إلى الدبلوماسية؛ وسط استعدادات إسرائيلية لاستئناف هجمات الحوثيين التضامنية مع قطاع غزة.

ونفّذ الحوثيون منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مئات الهجمات على سفن قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن. وتوقفوا لبعض الوقت بعد بدء تطبيق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/ يناير.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، قد أعلن الأحد، أن الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية ليل السبت على مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، قتلت "العديد" من قادة الحوثيين.

ووجّه والتز تحذيرا إلى إيران بوجوب التوقف عن دعم الحوثيين وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر. وقال لمحطة "إيه بي سي" إن الولايات المتحدة "لن تحاسب الحوثيين فحسب، بل سنحاسب إيران، داعمتهم، أيضا".

وفي تصريح لمحطة "فوكس نيوز"، قال والتز إن الضربات "تحذير لإيران من أن الكيل قد طفح". فيما توعّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد الحوثيين بحملة صاروخية "لا هوادة فيها" حتى تتوقف هجماتهم.

وقال هيغسيث في مقابلة مع محطة "فوكس بيزنس"، "أريد أن أكون شديد الوضوح، هذه الحملة تتعلق بحرية الملاحة واستعادة الردع". وشدد على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الانخراط في حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.

وقال "لا يهمنا ما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية". وأضاف "الأمر يتعلق بوقف إطلاق النار على سفن في هذا الممر المائي الحيوي، وإعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة".

وكان ترامب أول من أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي، شنّ الضربات الأميركية. وكتب "إلى جميع الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، سينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!".

ودعا من جهة أخرى طهران إلى الكفّ عن دعم المتمردين "فورا". وأضاف "دعم الحوثيين ينبغي أن يتوقف فورا. 

وردّت طهران، الإثنين، على لسان وزير خارجيتها، عباس عراقجي، بالقول على منصة "إكس"، إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية؛ فيما حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من أن طهران ستردّ على أي هجوم قد تتعرض له.

وقال سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، الأحد، "إيران لن تشنّ حربا، لكن إذا هددها أحد، ستردّ بشكل مناسب وحاسم وقاطع".

بدورها، دعت الصين الإثنين إلى "الحوار" وخفض التصعيد في البحر الأحمر. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، "تعارض الصين أي تحرّك يؤدي إلى تصعيد الوضع في البحر الأحمر".

وفي موسكو، أفادت الخارجية الروسية، بأن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، تواصل هاتفيا مع نظيره سيرغي لافروف، السبت، وأبلغه بأن واشنطن قررت شنّ ضربات ضد الحوثيين.

وقالت إن لافروف أبلغ روبيو بضرورة أن تمتنع واشنطن عن "استخدام القوة" في اليمن والشروع في "حوار سياسي". ووفقا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل، هاجم الحوثيون "سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023".