خاص| جدل في جنين حول استئناف التعليم الوجاهي وسط استمرار الاحتلال العسكري
تتصاعد المخاوف في مدينة جنين بشأن استئناف التعليم الوجاهي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث لا تزال قوات الاحتلال تفرض وجودًا عسكريًا مكثفًا في المدينة والمخيم، مما يجعل بيئة التعليم غير آمنة للطلبة والمعلمين.
وبحسب المحامي رامي خلف حيث قال في حديث خاص لـ"رايــة"، فإن جنين تشهد أطول اجتياح عسكري منذ عام 1994، حيث يتواجد الاحتلال بشكل دائم في محيط المخيم، مما يشكل خطرًا مباشرًا على الطلاب والمعلمين.
وأضاف أن معظم المدارس الخاصة تقع في مناطق عمليات عسكرية إسرائيلية، مثل منطقة الجابريات، التي تشهد مراقبة دائمة من جيش الاحتلال.
إسرائيل تضغط لإعادة الحياة الطبيعية في جنين
وأشار خلف إلى أن جيش الاحتلال طلب من بلدية جنين والغرفة التجارية العمل على إعادة فتح المؤسسات والأسواق والمدارس، في محاولة لفصل المدينة عن المخيم، لكن الجهات الفلسطينية رفضت الطلب، نظرًا للظروف الأمنية الخطيرة.
وأوضح أن نقابة المدارس الخاصة عقدت اجتماعات مع محافظ جنين لمناقشة عودة التعليم، حيث تم إصدار قرار بفتح المدارس الخاصة، لكن المسؤولية عن سلامة الطلاب أُلقيت على عاتق أولياء الأمور، وهو ما أثار انتقادات واسعة.
مخاوف من استهداف المدارس ووسائل النقل
وأكد خلف أن التعليم في ظل الاحتلال يشكل خطرًا أكبر من أزمة كورونا، حيث فقدت جنين معلمين وطلابًا خلال عمليات الاحتلال. وأضاف أن الاحتلال يتعمد تخريب الممتلكات ودهس المدنيين أثناء تحركاته داخل المدينة، مما يجعل طريق المدرسة محفوفًا بالمخاطر.
وأشار إلى أن قرار عودة التعليم لم يرافقه أي ضمانات لسلامة الطلبة، حيث يمكن أن يتعرض باص المدرسة للاحتجاز أو الاستهداف من قبل قوات الاحتلال، مستشهدًا بحوادث سابقة، مثل استشهاد أحد المعلمين أمام مدرسته، وإطلاق النار على طلاب خلال عمليات اقتحام عسكرية.
التعليم الإلكتروني بديل آمن في ظل العدوان
ورفض خلف التقليل من أهمية التعليم عن بعد عبر منصة "التيمز"، مشيرًا إلى أن التجربة أثبتت فعاليتها خلال أزمة كورونا، وهي الآن توفر بديلاً آمنًا في ظل استمرار العدوان. وأوضح أن البنية التحتية في جنين تعرضت للتدمير، ما أثر على الكهرباء والاتصالات، إلا أن الجهود المحلية نجحت في استعادة جزء كبير من الخدمات، مما يسمح باستمرار التعليم الإلكتروني بنسبة كفاءة تصل إلى 90%.
وأكد أن الحلول البديلة متاحة، مثل تمديد العام الدراسي، أو تقليل العطل المدرسية، أو إضافة حصص إضافية لاحقًا لتعويض الطلاب، بدلاً من المخاطرة بأرواحهم.
غياب خطة واضحة لآلية التعليم الوجاهي
وأشار خلف إلى أن القرار بشأن التعليم الوجاهي لم يكن واضحًا، حيث لم يتم تبليغ الأهالي بآلية التعليم أو عدد أيام الدوام، في ظل معلومات متضاربة حول إمكانية تطبيق نظام التعليم المدمج. وأوضح أن الإنترنت في المدارس ضعيف مقارنة بالمنازل، مما يعقد تنفيذ فكرة التعليم الهجين.
وأضاف أن تجربة جنين منذ عام 2021 أظهرت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تحدث أثناء تواجد الطلاب في المدارس، مما يعرضهم للخطر، كما أن عمليات الإخلاء خلال الاجتياحات السابقة استغرقت ساعات طويلة، ما زاد من حالة الرعب والخوف بين الطلبة.
المخاوف الاقتصادية وتأثيرها على قرارات فتح المؤسسات
وفيما يتعلق بإعادة فتح الأسواق والدوائر الحكومية، أوضح خلف أن التجار اضطروا لفتح محالهم بسبب غياب الدعم الاقتصادي، وليس لأن الوضع أصبح آمنًا. وأضاف أن عدم إعلان جنين وطولكرم كمناطق منكوبة أدى إلى غياب أي إجراءات لتخفيف الأعباء المالية عن المواطنين، مما أجبرهم على العودة للحياة اليومية رغم استمرار التهديدات الأمنية.
.