الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 11:50 AM
العصر 3:10 PM
المغرب 5:46 PM
العشاء 7:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص | من الأدب الإنجليزي إلى ريادة الأعمال.. "شغف" شموع يتحول إلى مشروع ناجح

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يسعى الكثير من الشباب الفلسطينيين إلى إطلاق مشاريعهم الخاصة، متحدّين قلة فرص العمل، ومحاولين خلق مصدر دخل مستدام. ومن بين هذه القصص الملهمة، مشروع "شغف" لصناعة الشموع العطرية، الذي أسسته سندس شريم، رغم أن تخصصها الأكاديمي كان بعيدًا تمامًا عن هذا المجال.

تقول سندس شريم، صاحبة مشروع "شغف"، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إنها درست الأدب الإنجليزي، وكان طموحها أن تصبح معلمة، وعملت في مجالات متعددة، منها الترجمة وتنسيق المشاريع والعمل الإداري، لكنها لم تكن تشعر أنها تحقق ذاتها بالكامل.

لم يكن مشروع الشموع ضمن مخططها، لكنه بدأ كهواية تطورت تدريجيًا، حتى تحول إلى مشروع ريادي متكامل أصبح اليوم مصدر دخل رئيسي لها.

رحلة التحول من هواية إلى مشروع متكامل

لم يكن مشروع "شغف" وليد خطة مدروسة، بل بدأ من اهتمام بسيط بالشموع العطرية، حيث كانت سندس تحب اقتناءها باستمرار. لكنها لم تتوقع يومًا أن تتحول من زبونة إلى صانعة لهذه المنتجات.

بدأت بصناعة الشموع في المنزل كهواية، ومع التجربة والتطوير المستمر، اكتشفت أن لديها موهبة في هذا المجال، فقررت أن تحوله إلى مشروع تجاري.

بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء المشروع، أصبح "شغف" علامة معروفة محليًا، ومع مرور الوقت توسع ليشمل ورشات تدريبية لتعليم صناعة الشموع.

"شغف" يتحول إلى مصدر دعم اقتصادي وتفريغ نفسي

لم يتوقف المشروع عند صناعة الشموع وبيعها، بل تحول إلى مساحة لدعم النساء والفتيات من خلال ورش عمل تجمع بين التدريب والتفريغ النفسي.

توضح سندس أن الشموع أصبحت أداة علاجية تتيح للأشخاص التعبير عن مشاعرهم، وتحويل طاقاتهم السلبية إلى إنتاج ملموس.

ومن خلال العمل في المخيمات وورش التدريب، وجدت أن المشروع يمكن أن يكون له أثر اجتماعي إيجابي، حيث يتيح للنساء والفتيات فرصة تعلم حرفة جديدة وتحقيق مردود اقتصادي من خلالها.

تحديات السوق والصعوبات التي تواجه المشروع

رغم النجاح الذي حققه "شغف"، لم يكن الطريق سهلًا، حيث واجه المشروع تحديات عديدة، أبرزها ضعف الوعي المحلي بالمنتجات اليدوية في البداية، وارتفاع تكلفتها مقارنة بالمنتجات التجارية.

ومع ذلك، استطاعت سندس كسب شريحة من العملاء الذين يقدّرون جودة المنتجات اليدوية، خصوصًا تلك المصنوعة حسب الطلب والمخصصة للهدايا والمناسبات الخاصة.

تؤكد سندس أنها لم ترغب في توسيع نطاق المشروع ليشمل منتجات أخرى مثل الصابون أو الريزن، رغم الإقبال الكبير على هذه المجالات، لأنها أرادت التركيز على الشموع، التي تمثل شغفها الحقيقي.

وترى أن السوق المحلي أصبح أكثر تقبلًا للمنتجات المصنوعة يدويًا، وأن هناك تطورًا ملحوظًا في الإقبال على الشموع العطرية، سواء للهدايا أو لأغراض الديكور.

التسويق والتوسع نحو الأسواق الخارجية

لم يكن لدى سندس متجر فعلي، لكنها اعتمدت على مواقع التواصل الاجتماعي لترويج مشروعها، مما ساعدها على الوصول إلى شريحة واسعة من الزبائن.

من خلال التشبيك مع مؤسسات مهتمة بالفن والثقافة، استطاعت توسعة نطاق عملها ليصل إلى خارج فلسطين، حيث يتم تسويق منتجاتها في كاليفورنيا عبر شباب فلسطينيين مقيمين هناك، مما فتح أمامها باب التصدير إلى الخارج.

لماذا "شغف"؟

عند اختيار اسم المشروع، فضّلت سندس أن يكون معبرًا عن إحساسها أثناء العمل، لذلك أطلقت عليه اسم "شغف"، وأضافت له التسمية الإنجليزية "باشن" لتسهيل تسويقه دوليًا.

وترى أن الاسم يعكس تمامًا روح المشروع، فهو ليس مجرد تجارة، بل تجربة مليئة بالحب والإبداع.

رسالة للشباب الطموح

توجه سندس رسالة إلى الشباب الذين يرغبون في بدء مشاريعهم الخاصة، قائلة إن الاستمرارية هي المفتاح، وإن النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه ممكن بالإصرار والشغف.

وتؤكد أن البدايات دائمًا تكون صعبة، لكن من يملك الإيمان بفكرته يمكنه تحقيق النجاح، حتى لو بدأ بإمكانيات بسيطة ومن المنزل.

ختامًا.. "شغف" مشروع صغير أصبح قصة نجاح

رغم التحديات، استطاعت سندس شريم تحويل شغفها إلى مشروع ناجح، يجمع بين الفن والاقتصاد والتنمية المجتمعية.

واليوم، بعد ثلاث سنوات، تستمر في تطوير "شغف"، على أمل أن يصبح اسمًا بارزًا في عالم الشموع العطرية، ليس فقط في فلسطين، بل في العالم العربي وخارجه.

Loading...