خاص | العدوان على جنين وطولكرم.. اجتياح عسكري وتدمير ممنهج
لليوم الثاني والأربعين على التوالي، يستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين، وسط تصعيد عسكري واسع النطاق. كما يدخل العدوان على مخيمي طولكرم ونور شمس يومه الـ 37، مع استمرار عمليات الاقتحام والتدمير من قبل قوات الاحتلال.
وقالت الصحفية ابتهال الفطيمة، في حديث خاص لـ"رايــة" من جنين: "الحي الشرقي من المدينة يشهد عدوانًا ممنهجًا، حيث دفعت قوات الاحتلال بعشرات الآليات العسكرية، وحاصرت منازل المواطنين، وأجبرت سكان إحدى البنايات على مغادرتها بظروف قاسية، بعد إجبارهم على خلع ملابسهم والتنكيل بهم لساعات".
وأضافت: "الاحتلال واصل تدمير البنية التحتية للحي الشرقي، التي سبق وأن تعرضت لدمار هائل جراء الاقتحامات المتكررة. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، ما أسفر عن إصابة شاب بجروح خطيرة، قبل أن تمنع قوات الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إليه، ليرتقي شهيدًا لاحقًا".
وأوضحت أن عدد الشهداء في جنين ارتفع إلى 28 شهيدًا، وأكثر من 50 إصابة منذ بداية العدوان، في حين سجلت المحافظة أعلى نسبة اعتقالات، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني.
وأكدت أن قوات الاحتلال تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى الحي الشرقي، معلنة المنطقة "منطقة عسكرية مغلقة"، حيث تمنع الدخول والخروج، وتواصل عمليات اقتحام المنازل، وإجبار المواطنين على مغادرتها تحت التهديد.
حصار مشدد على مخيم جنين.. عمليات هدم ودمار واسع
أما في مخيم جنين، فقد استقدمت قوات الاحتلال آليات عسكرية ضخمة، بينها آليات مخصصة للهدم والتجريف، وسط حديث الإعلام العبري عن بدء "العملية العسكرية الثالثة" في المخيم.
وأشارت الفطيمة إلى أن هذه العملية تأتي بعد مرحلتين سابقتين، حيث تم في الأولى تهجير المواطنين من منازلهم، وفي الثانية تجريف وهدم المنازل، بينما تتسم المرحلة الثالثة بتوسيع نطاق التدمير.
وأضافت: "حتى اللحظة، تم هدم أكثر من 120 منزل، والعدد الفعلي قد يكون أكبر مما هو معلن. كما أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل المخيم بالسواتر الترابية، مما يجعل الدخول إليه شبه مستحيل، إذ لم يعد هناك أي منفذ للدخول أو الخروج".
طولكرم ونور شمس.. مشهد مشابه للدمار والتنكيل
أما في طولكرم ومخيم نور شمس، فقد دخل العدوان يومه الـ 37، حيث تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية، متبعة نفس النهج التدميري كما في جنين.
وأوضحت الفطيمة أن الاحتلال استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة بعد منتصف الليلة الماضية إلى المدينة ومخيمها، حيث انتشرت القوات الإسرائيلية في الشوارع والأحياء، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وانفجارات متواصلة، خصوصًا في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس.
وأضافت: "الاحتلال يحوّل المباني السكنية إلى ثكنات عسكرية، خاصة على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث استولى على العديد من المباني، ونشر قواته وجرافاته، مما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والمركبات، وإخضاعهم لعمليات تفتيش وتنكيل مستمرة".
وأكدت أن الدمار الذي أحدثه الاحتلال في طولكرم وجنين كبير جدًا، حيث تتشابه مشاهد الدمار والتهجير القسري في كلا المدينتين.