خاص| مدارس غزة تعود للحياة.. مدرسة الوحدة تستأنف الدراسة رغم الدمار
رغم الدمار الهائل الذي طال قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، يصر الفلسطينيون على إعادة الحياة إلى طبيعتها، وخاصة في قطاع التعليم، حيث أعلن العديد من المدارس عن استئناف العام الدراسي رغم الأوضاع الصعبة. مدرسة الوحدة الخاصة كانت واحدة من المؤسسات التعليمية التي قررت تحدي الواقع وإعادة استقبال الطلاب، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بها.
وقالت آمال الافرنجي، مديرة مدرسة الوحدة الخاصة في غزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المدرسة تعرضت لدمار واسع، حيث احتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد خروجه ازدادت الأضرار سوءًا.
وأضافت: "المدرسة تعرضت لدمار شامل، منذ خروج الاحتلال ونحن نحاول إعادة الصيانة والترتيب بما نستطيع. بعض الأمور نتمكن من إصلاحها، وأخرى لا نستطيع، لكن بإرادتنا وبمشيئة الله نحن مستمرون في إعادة تجهيز الصفوف، حتى ولو لم تكن هناك نوافذ أو تجهيزات كاملة."
وأكدت الافرنجي أن أولياء الأمور بدأوا بإعادة تسجيل أبنائهم رغم مخاوفهم الأولية، مضيفة: "نحن نشجع الأهالي ونؤكد لهم أن المدرسة والعلم هما أساس كل شيء، وبدون التعليم لا يمكن للإنسان أن يتقدم."
خطة دراسية مكثفة لتعويض الفاقد التعليمي
وأوضحت الافرنجي أن المدرسة ستبدأ عامها الدراسي الجديد بشكل تدريجي، مع التركيز على المواد الأساسية مثل الرياضيات، واللغة الإنجليزية، والعلوم، والعربية، والتربية الدينية، مشيرة إلى أن الفصل الأول سيكون مخصصًا لتعويض الطلاب عما فاتهم، بينما سيتم استئناف الفصل الثاني وفق الخطة الدراسية العادية.
وأشارت إلى أن المدرسة تستقبل الطلاب من مرحلة الروضة وحتى التوجيهي، وأن هناك طلابًا جددًا انضموا إلى المدرسة إلى جانب طلابها القدامى، قائلة: "نحن نضع خطة خاصة للطلاب الجدد، بحيث يتمكنوا من الاندماج معنا، وإن لم يتمكنوا، نوجههم إلى برامج علاجية أخرى."
الأولوية للدعم النفسي والصحة المدرسية
وأكدت الافرنجي أن التركيز الأساسي سيكون على الصحة النفسية للطلاب، لا سيما بعد ما شهدوه خلال الحرب، مضيفة:
"نحن نعمل مع فرق متخصصة لدعم الطلاب نفسيًا، كما أننا نهتم أيضًا بالصحة الجسدية، وبدأنا برامج تطعيم للوقاية من الأمراض التي قد تنتقل بين الأطفال."
وبخصوص جاهزية المدرسة، أوضحت أن بعض الصفوف لا تزال غير مؤهلة بالكامل، لكن الطلاب سيعودون بشكل تدريجي، وستتم متابعة أوضاعهم أولًا بأول، قائلة: "هناك طلاب استشهدوا، وهناك طلاب غادروا القطاع، لذلك يوم الأربعاء سيكون بمثابة تقييم أولي لمعرفة العدد الفعلي للطلاب الذين سيعودون."
عام دراسي بلا عطلة صيفية لتعويض الفاقد التعليمي
وحول تقسيم العام الدراسي، أوضحت الافرنجي أن الفصل الأول سيكون مخصصًا لتعويض الطلاب عما فاتهم خلال الأشهر الماضية، بينما سيتم استئناف الدراسة العادية للفصل الثاني مباشرة بعد ذلك، مؤكدة أن الطلاب لن يحصلوا على عطلة صيفية هذا العام، لأنهم حصلوا على فترة انقطاع طويلة بسبب الحرب.
وقالت: "نحن نعمل على بناء خطة تعليمية قوية، نركز فيها على المواد الأساسية، لأننا نريد أن نعيد الطلاب إلى مستواهم الطبيعي، ولا نسمح لهم بالتأخر عن أقرانهم."