باحث لراية: إسرائيل تنقل تجربة غزة إلى الضفة.. وعمليات التهجير تتسع

تتواصل عمليات التهجير القسري في شمال الضفة الغربية، حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أن 40 ألف لاجئ فلسطيني تم تهجيرهم حتى الآن. يأتي ذلك في ظل تحذيرات إسرائيلية من توسيع العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى.

وقال الباحث في قضايا الصراع، نزار نزال في حديث خاص لــ"رايــة" إن إسرائيل تريد أن تنسخ تجربة غزة في الضفة الغربية، حيث تستهدف المخيمات ضمن ما وصفه بـ"حرب سموتريتش"، التي تهدف إلى تحصين حكومة بنيامين نتنياهو وإرضاء اليمين الإسرائيلي.

وأشار إلى أن عمليات التهجير والنزوح ستتوسع لتشمل مخيمات ومدنًا أخرى مثل رام الله، الخليل، وبيت لحم.

تحويل المخيمات إلى قواعد عسكرية

وأوضح نزال أن إسرائيل تعمل على تدمير البنية التحتية في المخيمات الفلسطينية، لخلق واقع جديد يرسّخ الوجود العسكري الإسرائيلي داخل المدن.

 وأشار إلى أن مخيم جنين، الذي يضم 30 ألف لاجئ، أصبح قاعدة عسكرية إسرائيلية خالية من السكان، حيث يتمركز الجيش الإسرائيلي داخله بشكل كامل.

وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى إحداث "ألفة" بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، من خلال انتشار دائم للجيش في المناطق السكنية، بحيث يصبح وجوده أمرًا معتادًا في حياة الفلسطينيين اليومية.

السور الحديدي.. مخطط طويل الأمد

وتطرق نزال إلى تسمية العملية العسكرية الحالية بـ "السور الحديدي"، في إشارة إلى عملية "السور الواقي" عام 2002، حيث رأى أن هناك ترابطًا في الأهداف والأسماء.

وأكد أن المخطط الإسرائيلي ليس مجرد حملة عسكرية قصيرة، بل إعادة هيكلة للوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية، بما يضمن استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الاحتلال بدأ في تجزئة الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، تمهيدًا لإلغاء أي إمكانية لحل الدولتين، وتقليص دور السلطة الفلسطينية.

الهدف: دفع الفلسطينيين إلى الرحيل الطوعي

وأكد نزال أن ما يجري في الضفة الغربية ليس له أهداف عسكرية، بل هو قرار سياسي بامتياز، يهدف إلى خلق بيئة طاردة للفلسطينيين عبر التضييق المستمر، بحيث يصبح الرحيل الطوعي خيارًا مطروحًا أمام السكان.

وأوضح أن إسرائيل تستخدم هذه العمليات لتعزيز مكانة حكومة نتنياهو داخليًا، ومنع انسحاب المتطرفين من الائتلاف الحاكم، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المستمرة.