تصريحات ترامب ونتنياهو حول غزة.. مزاد سياسي أم مخطط تصفية؟
في ظل التصريحات المتسارعة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتبناها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول مستقبل قطاع غزة والدولة الفلسطينية، يتساءل مراقبون عن مدى جدية هذه الطروحات التي وصفها البعض بـ"الجنونية".
فهل يمكن أن تتحول هذه الأفكار إلى واقع؟ وما هو الموقف الفلسطيني والعربي منها؟
وقال الدكتور ثابت العمور الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في حديثٍ خاص لرايـــة، إن هذه التصريحات لا تستند إلى أي أرضية قانونية أو سياسية، ولا يمكن القبول بها أو تمريرها بأي شكل من الأشكال.
وأوضح أن القانون الدولي لا يسمح لأي رئيس دولة بتغيير حدود إقليم آخر أو تهجير شعب من وطنه بقرار فردي.
وأضاف العمور: "الشعب الفلسطيني، رغم الحصار والدمار والعدوان المستمر منذ أكثر من 470 يومًا، لم يتخلَّ عن أرضه. القضية ليست مجرد صفقة عقارية كما يحاول ترامب ونتنياهو تصويرها، بل هي قضية وطن وعقيدة، وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، التي تحمل رمزية دينية وتاريخية لا يمكن تجاوزها".
وأشار إلى أن تصريحات ترامب حول إمكانية "شراء قطاع غزة" تكشف جهله بطبيعة الصراع الفلسطيني، موضحًا أن "أرض فلسطين ليست للبيع، ولا يمكن التعامل معها كسلعة تُباع وتشترى، كما أن محاولات تهجير الفلسطينيين وإقامة دولتهم في أماكن أخرى ليست إلا أوهامًا تتعارض مع كل الحقائق التاريخية والسياسية".
وأكد أن ما يجري ليس مجرد اقتراح سياسي، بل هو "مزاد سياسي متطرف"، مشيرًا إلى أن حتى القادة الأمريكيين الأكثر تطرفًا في السابق لم يصلوا إلى هذا المستوى من الطرح.
وأضاف: "حتى عندما احتلت الولايات المتحدة العراق وأفغانستان، كانت هناك قواعد دبلوماسية تحكم المشهد، أما الآن، فنحن أمام فوضى سياسية يديرها ترامب ونتنياهو".
وفيما يتعلق بالدور العربي، أوضح العمور أن بعض الأنظمة العربية ربما أعطت انطباعًا لترامب ونتنياهو بأنهم مستعدون لتقديم تنازلات، مما جعلهما يعتقدان أن تهجير الفلسطينيين واستبدال أرضهم بأراضٍ أخرى في المنطقة العربية قد يكون خيارًا ممكنًا.
