بفعل اعتداءات الاحتلال
خاص| مخيمات الضفة تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة
خاص - راية
سلّط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" الضوء على التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المخيمات بالضفة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
عضو مجلس إدارة نادي عين السلطان، صابر السيوري، قال إن الحالة الاقتصادية بالضفة، ضعيفة نتيجة شح المواد الطبيعية وتقلص الأراضي الزراعية فيها، وتقطيع أوصالها من خلال الحواجز التي فصلت الشمال عن الجنوب والوسط، واحتلال كثير من الأراضي، الأمر الذي انعكس سلبًا.
وأضاف أن الهجمة الشرسة على الاستحقاق الأممي الوحيد الذي اعترف بحق العودة لهم "الأونروا" ما هو إلا حرف البوصلة عن هذا الحق، مبينا أن هذه البوصلة انطلقت من المخيمات.
وأكد أن المخيمات ملاذ لمئات الآلاف من الفلسطينيين، والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لها، سياسة متعمدة لتفكيك النسيج الاجتماعي والرؤية الصائبة نحو إقامة الدولة وحق العودة، وتشتيت الأماكن لهجر المخيمات كما يجري في جنين وطولكرم.
وذكر السيوري أن استهداف المجتمع لحرف البوصلة عن حق العودة، منذ 7 أكتوبر 2023 ما هي إلا حرب على المخيمات والأونروا.
وأفاد بأن "مؤسساتنا الفلسطينية تتعرض لهجمة قوية ممنهجة، مشددا على ضرورة الوقوف بجانب المخيمات، وخاصة المستهدفة منذ أشهر، ودعمهم على الأقل بتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأوضح أن هذا ليس عمل الحكومة فحسب بل المؤسسات المحلية والاجتماعية، مستدركا: "لكن في الوقت نفسه، يجب متابعة القضايا التي نص عليها القانون بأنها جرائم عن طريق المؤسسات والسلطة".
وتابع السيوري قائلا إن "الدم الفلسطيني الذي نزف في غزة والضفة رسخ مفهوم الحق الفلسطيني الذي لا يمكن انتزاعه رغم الهجمة الشرسة ضده، إلا أنه زاد إصرار المواطن لكل الثوابت الفلسطينية".
وأردف قائلا : "المجتمع الدولي قدم أكثر من الدول الشقيقة، لو أصبح هناك محكمة دولية واتخذت فيها أحكام ومذكرات اعتقال وتوقيف واعتراف بالإبادة والهجمة الشرسة ضد الشعب الفلسطيني، الضغط يبنى من ثبات المضطهد والضحية".
وأكمل: "التدخلات المطلوبة من المجتمع الدولي هي توفير البيئة الصحية والبدنية للأطفال، من ملاعب وعيادات نسائية ودعم نفسي"، مؤكدا أهمية التعريف بالقضية الفلسطينية من خلال وزارة الثقافة والأونروا والمؤسسات العاملة بهذا المجال.
ولفت السيوري إلى أهمية أن يكون هناك حملة تثقيفية وخروج للضغط ورفع الشعارات للقول إن المخيم هو عنوان رئيسي لحق فلسطيني معترف به عالميًا، يكون التضامن من خلال الجامعات والمؤسسات، لدعم وجود وتعزيز صمود المواطنين ضد الحملة عليهم.
ويتفق معه بالرأي، أمجد الرفاعي مدير جمعية عسكر للتنمية والتطوير المجتمعي، قائلًا إن "تدمير البنية التحتية يعني انقطاع الخدمات الأساسية داخل المخيمات مثل المياه والكهرباء والطرق، ما يجعل الحياة جحيم وتحديات مستمرة يعيشها المواطنون بالإضافة لمعاناة المخيم الطبيعية والاقتحامات اليومية".
وأضاف الرفاعي أن جميع الظروف تشكل سلبًا على الصحة والتعليم، الطلاب لا يصلون لمدارسهم في الوقت المناسب ولا المرضى للمستشفيات، والاكتظاظ السكاني في المخيم يضيف تحديات جمة.
وتابع إن المخيمات مستهدفة لأنها محطة انتظار لحين العودة وحلم الدولة، وهي الشاهد الوحيد على نكبة 1948 وهي تذكر الإسرائيليين بأنهم كذبة كبيرة، وأن هناك شعب في فلسطين التاريخية صامد.
وبحسب الرفاعي، الهجمة ليست فقط لتدمير البنية التحتية إنما تدمير الإنسان الفلسطيني.
وأردف قائلا إن "الدور الذي يجب أن نلعبه كمؤسسات مجتمع مدني ورسمية هو دور حيوي من خلال تقديم الدعم النفسي والتعليم المساند وبرامج تدريبية وتمكين الأفراد وتوفير قروض وتحسين الوضع الاقتصادي داخل المخيمات".
واستنكر الصمت العربي والدولي المحلي عما يحدث في المخيمات. وقال: "لا يوجد وقفة جماهيرية أو شعبية أو تضامن على ما يحدث من جرائم ضد الشعب الفلسطيني في غزة أو المخيمات في الضفة وكل الضفة".
وبشأن الأونروا، قال الرفاعي إن "الأونروا هي الممول الأكبر لخدمات اللاجئين، ووقفها في القدس والضفة هو تجفيف مواردها التي تقدمها للاجئين.
وبين أن آلاف الطلاب سيحرمون من التعليم، والمرضى سيحرمون من العلاج، مستطردا: "لذا يجب أن يكون هناك وقفة جدية للضغط على الحكومة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياسة التوقيف وتدمير البنية التحتية داخل المخيمات".
وطالب بأن يكون هناك تركيز على الحوار المجتمعي والسياسي الذي يهدف لمزيد من التلاحم والقدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وناشد الرفاعي بأن "يكون هناك تضامن وتكافل بيننا كأهل المخيمات وأن يكون هناك حملات ضغط ومناصرة على موضوع اللجوء والمخيمات لإبقاء الخدمات المقدمة من الأونروا على الأقل، وزيادة وتعزيز صمود اللاجئين في المخيمات، ومحاولة تحسين الحياة لهم".
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: