خاص| لماذا تقاعس العالم عن إنقاذ أهل غزة من كارثة الأمطار الغزيرة؟
تفاقم المنخفضات الجوية العنيفة معاناة قطاع غزة المدمّر على نحو واسع، في وقت يعيش فيه مئات آلاف النازحين دون مأوى آمن أو وسائل تدفئة، وسط نقص حاد في الخيام والمنازل الجاهزة ومواد البناء اللازمة لترميم ما خلّفه القصف.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، يحتاج القطاع بشكل عاجل إلى إدخال أكثر من 300 ألف خيمة ومنزل جاهز، إضافة إلى مواد بناء ومعدات ثقيلة لمواجهة آثار العدوان والمنخفضات الجوية المتتالية.
وقال رئيس المركز الفلسطيني للدفاع عن الشعب الفلسطيني (حشد)، الدكتور صلاح عبد العاطي، في حديث خاص لــ"رايـــة" إن ما يجري في غزة يعكس “عجزًا واضحًا وفاضحًا من المجتمع الدولي” عن إدخال الخيام والمساعدات الإنسانية الأساسية، رغم إمكانية تفادي هذه الكارثة لو تم السماح بإدخال البيوت المؤقتة والمعدات الثقيلة لتسوية المخيمات ورفع الركام وانتشال جثامين الشهداء.
وأضاف عبد العاطي، أن الاحتلال يتعمّد إبقاء قطاع غزة “منطقة منقوبة وغير صالحة للحياة”، في إطار سياسة تهدف إلى دفع السكان نحو التهجير، من خلال عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، واستمرار استهداف المدنيين، وإفراغ اتفاق وقف إطلاق النار من مضمونه.
وأشار إلى أن أحد أبرز أسباب الكارثة يتمثل في العرقلة الإسرائيلية وإغلاق المعابر، لافتًا إلى بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية ذكر أن إدخال 11 ألف خيمة استغرق عامًا كاملًا، إلى جانب غياب الضغط الجدي من الولايات المتحدة لضمان تدفق المساعدات واحترام اتفاق وقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن رقم 2803.
كما حمّل عبد العاطي المجتمعين العربي والدولي مسؤولية التقاعس عن ممارسة ضغط حقيقي وفرض عقوبات على دولة الاحتلال، تلزمها بفتح المعابر وتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا أن هذا العجز شجّع إسرائيل على المضي في مخططاتها سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وأوضح أن ما يشهده القطاع يُصنّف قانونيًا كـكارثة إنسانية طارئة وجريمة إبادة جماعية متواصلة، ما يفرض على الأمم المتحدة ودول العالم التزامًا قانونيًا بتقديم الحماية الدولية وضمان إدخال المساعدات، في وقت تنتظر فيه آلاف الشاحنات على المعابر، بينها أكثر من 6 آلاف شاحنة تابعة لوكالة الأونروا مُنعت من الدخول، خاصة تلك المخصصة لمواجهة فصل الشتاء.
وختم عبد العاطي بالقول إن صمت العالم يبعث برسالة قاسية لأهالي غزة، لكنه شدد على أن صمود الفلسطينيين هو الرسالة الأقوى، مطالبًا بوقف الخذلان وازدواجية المعايير، وتطبيق القانون الدولي الإنساني، وفتح المعابر فورًا، وتسريع جهود الإغاثة والإعمار، وعلى رأسها إدخال الكرفانات والبيوت المؤقتة لحماية السكان من البرد والكوارث المتفاقمة.
