جنين بوابة الحرب على كامل الضفة
محلل سياسي لـ"رايــة": إسرائيل تسعى لتحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم
تشهد مدينة جنين ومخيمها منذ أيام تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق، تخلله عمليات نسف وحرق للمنازل، وسط استمرار سياسة الاحتلال التي تهدف إلى السيطرة على الضفة الغربية وتحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم يومي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يجري حاليًا في الضفة الغربية، بدءًا من جنين، يشكل إعلان حرب شاملة على الضفة بأكملها.
وأشار إلى أن إسرائيل، التي تسعى للخروج بصورة "نصر" بعد فشلها في غزة، تعمل على تحقيق أهداف قديمة تتعلق بفرض الهيمنة على الضفة الغربية، وتهويدها، ودفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم عبر تحويل حياتهم إلى جحيم لا يُحتمل.
وأضاف الصباح أن الإجراءات الإسرائيلية في الضفة تشمل إغلاق الطرق، وتقطيع أوصال المحافظات، ووقف النشاط الاقتصادي.
كما لفت إلى أن ما يحدث في جنين، بما في ذلك اقتحام المنازل واستخدامها لأغراض عسكرية، يأتي ضمن مخطط واضح لتهجير السكان ودفعهم لمغادرة أراضيهم، ليس فقط في جنين، بل في القرى المحاذية للجدار الفاصل والمستوطنات.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى حشر الفلسطينيين في مساحات صغيرة من الأرض، وتحويل حياتهم إلى "معازل وجزر صغيرة مكتظة بالسكان"، مما يجعل الحياة مستحيلة. وأوضح أن الاحتلال يسعى لفرض تهجير تدريجي عبر الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي على الفلسطينيين، خصوصًا بعد السابع من أكتوبر، حيث باتت القرى المحاذية للمستوطنات والجدار الفاصل تحت حصار خانق واقتحامات يومية.
واستطرد الصباح قائلاً إن الاحتلال يلجأ لسياسة جديدة تعتمد على تقليص مساحات المعيشة المتاحة للفلسطينيين، مع الإبقاء على الضغط المستمر لإجبارهم على الهجرة الفردية، حيث أصبحت فكرة التهجير الجماعي غير ممكنة سياسيًا بسبب مواقف الدول المحيطة، مثل مصر والأردن، ورفض المجتمع الدولي لهذه الفكرة.
وختم الكاتب والمحلل السياسي بالتأكيد على أن ما يجري في جنين هو جزء من مخطط أكبر لفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وتحقيق أهداف الاحتلال التوسعية، على حساب حياة الفلسطينيين ووجودهم الإنساني.