وزيرة العمل تقوم بزيارة لمحافظة نابلس للإطلاع على أوضاع المواطنين والعمال وظروفهم لتعزيز صمودهم وإسنادهم

استنادا لرؤية الحكومة الفلسطينية في التواصل الفعال مع مختلف المحافظات لدعمهم وإسنادهم، وتوحيد كافة الجهود لإغاثة وإعمار ما دمره الاحتلال، التقت وزيرة العمل د. إيناس العطاري، اليوم، مع محافظ محافظة نابلس غسان دغلس، وممثلين عن المؤسسات والفعاليات الرسمية والنقابات والاتحادات والغرفة التجارية، وممثلين عن اللجان الشعبية في المخيمات، للإطلاع على أوضاع المحافظة والوقوف على الأضرار الاقتصادية والإجتماعية والسياسية للمحافظة والناجمة عن سياسات الاحتلال. 

وأشارت الدكتورة عطاري أن زيارة مختلف المحافظات الفلسطينية للوقوف على صورة الأوضاع الاقتصادية فيها، يأتي ضمن توجيهات فخامة الرئيس محمود عباس، وتعليمات دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، وبمتابعة مستمرة ومتواصلة من لجنة الطوارئ الحكومية، ولجنة إعادة الإعمار، والفرق الفنية من الوزارات والشركاء، لإصلاح وإعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرها الاحتلال، لتعزيز ودعم صمود المواطنين على أرضهم.

واطلعت الدكتورة عطاري عن كثب على أوضاع المحافظة ومخيماتها، وكذلك على واقع قطاع العمل الصعب، في ظل سياسات الاحتلال المتمثلة بالحصار وإغلاق مداخلها الرئيسية، ونشر حوالي ثلاثين حاجزاً ونقطة تفتيش، الأمر الذي من شأنه أن أدى إلى تراجع حركة التجارة والمبيعات بشكل متفاوت بين المهن المختلفة ما بين 100% لبعض القطاعات مثل قطاع السياحة، و70% لقطاع الملابس والأحذية، و40% لقطاع  المواد الغذائية، حيث أنه بشكل عام هناك تراجع بنسبة 60%. 

وأشارت الدكتورة عطاري إلى جهود وزارة العمل والتي تأتي ضمن توجهات الحكومة لوضع الحلول الممكنة لمعالجة التحديات وتخفيف العبء على المواطنين، مضيفة "نحن في وزارة العمل على تواصل مباشر مع كافة العمال العاطلين عن العمل، من خلال مختلف مديريات العمل المنتشرة في محافظات الوطن،" حيث أطلقت وزارة العمل العديد من المبادرات التي تعتبر استجابة لأزمة البطالة الحالية، والتي تستهدف جميع الفئات من الشباب والنساء وذوي الإعاقة، والمخيمات والقرى، من خلال الاستثمار في قطاعات متنوعة، وتركيز الجهود على التعاون مع الشركاء لتوفير فرص عمل دائمة ومؤقتة، وتجنيد الأموال لدعم العمل التعاوني والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، وتشجيع الشباب والنساء للتوجه للعمل عن بُعد، والانخراط في البرامج المهنية التي تواكب التطورات التكنولوجية كالذكاء الصناعي والتسويق الرقمي، لما يوفره هذا المجال من فرص عمل جديدة تلبي احتياجات سوق العمل.

وأشارت الدكتورة عطاري، خلال كلمتها، إلى أبرز المبادرات والبرامج التي تعمل وزارة العمل عليها حاليا من أجل التعافي في قطاع العمل، مثل: مبادرة التشغيل الفلسطينية والتي تهدف إلى خلق 8000 فرصة عمل، وبرنامج بادر 1 والذي يهدف لتوفير قروض صفرية للعمال الذين كانون يعملون داخل الخط الأخضر، لإنشاء مشاريع جديدة أو دعم مشاريعهم القائمة، وكذلك مشروع التشغيل الطارئ للتعافي المبكر والمنفذ من خلال الصندوق الفلسطيني للتشغيل، وذلك لتوفير 600 فرصة عمل لمحافظات نابلس وجنين وطولكرم، لإعادة إعمار المناطق المستهدفة من ممارسات الاحتلال لمدة ثلاثة أشهر.

كما استعرضت الدكتورة عطاري مبادرة بوصلة سوق العمل من أجل توجيه المجتمع لتعزيز التنمية المستدامة، وتحديد المهارات المستقبلية لسوق العمل الفلسطيني، وخلق فرص تشغيلية جديدة، بالإضافة إلى استمرار العمل على توفير الدفعات الشهرية لمساعدة عمال غزة المتواجدين في المحافظات الشمالية.

وأضافت الدكتورة عطاري " لقد قمنا بتفعيل مجالس للتشغيل في جميع المحافظات والذي يتشكل من ممثلي عن المؤسسات الأهلية والخاصة والحكومية التي تعني بخدمات التشغيل، حيث  يرأس المجلس المحافظ في كل محافظة، وذلك لتقديم اقتراحات مشتركة للتدخلات اللازمة ودعم ومراقبة تنفيذ المشاريع، مما يمكننا من اختيار المستفيدين من المشاريع بشكل شفاف". 

وشكر المحافظ دغلس باسم كافة المؤسسات والفعاليات الرسمية والأهلية في المحافظة وزيرة العمل على زيارتها لمحافظة نابلس لأهميتها في تعزيز صمود المواطنين، مشيرا إلى دور وزارة العمل في دعم العمال والعاطلين عن العمل من الشباب والنساء في المحافظة ومخيماتها من خلال المبادرات والمشاريع التي من شأنها تشغيلهم، بالإضافة إلى جهود وزارة العمل في إسناد عمال غزة المتواجدين في المحافظات الشمالية.

 واستعرض المحافظ دغلس تداعيات العدوان الإسرائيلي المتكرر على محافظة نابلس، وأثره السلبي على كافة قطاعات العمل، مؤكدا على ضرورة توحيد الجهود لوضع الحلول لتذليل العقبات أمام الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تستهدف مصدر رزق العمال وأصحاب العمل، مشيرا إلى أهمية العمل على دعمهم وإسنادهم للحفاظ على استقرار سوق العمل.   

وكذلك، زارت الدكتورة عطاري مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والتقت خلالها بممثلي النقابات العمالية، مؤكدة على دورهم الأساسي كأحد أطراف الإنتاج، ومكون رئيسي من مكونات النضال الفلسطيني والذي يوصل رسالة العمال الفلسطينيين إلى جميع العالم من أجل نيل حقوقهه، ومن جهته أشار الأمين العام للاتحاد شاهر سعد إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الفلسطينية ممثلة بوزارة العمل لدعم قطاع العمل، لا سيما قرار مجلس إدارة منظمة العمل الدولية بتحويل وضع فلسطين من حركة تحرر إلى دولة مراقبة في المنظمة، بالإضافة إلى تقديم شكوى عبر نقابات عمالية دولية، وقبول الشكوى من قبل منظمة العمل الدولية، ضد الانتهاكات الإسرائيلية تجاه العمال الفلسطينيين.