الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:20 AM
الظهر 12:25 PM
العصر 3:42 PM
المغرب 6:14 PM
العشاء 7:29 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة.. الحرب تفاقم أوجاع المُسنة سعدة وتحرمها من العلاج

الحاجة سعدة الخطيب من غزة
الحاجة سعدة الخطيب من غزة

راية / أماني شحادة

فاقمت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام، مُعاناة جميع فئات المجتمع، على رأسها كبار السن الذين يواجهون الموت والأمراض في ظل نقص الأدوية والعلاج.

الحاجة سعدة الخطيب، مُسنة تُعاني كما غيرها الآلاف في قطاع غزة، إذ نبش النزوح أوجاعها النفسية والجسدية، على غرار ألم الفقدان والمرض وحرارة الخيام صيفا وبردها بالشتاء الذي عاد مجددا.

وطلّ الشتاء برأسه على استحياء، قبل أيام. وحول هذا قالت الحاجة سعدة لـ"رايــة": الشظايا خرقت سقف الاسبست، حطينا نايلون عشان ما يدخل المطر على الغرفة وما نغرق واحنا نايمين".

وتسببت شظايا القصف المتطايرة من كل اتجاه، في تفتت ألواح الاسبست التي تأوى المُسنة الخطيب في منزلها بمخيم النصيرات للاجئين الذي يشهد عمليات قصف وتدمير شبه يومية.

معاناة المرض

وقبل الحرب، خضعت الحاجة، لعملية جراحية في إحدى عينيها، وكانت بحاجة إلى أخرى لولا العدوان المتواصل الذي يحرمها من العلاج حتى الآن، ما يهدد بفقدانها للرؤية فيها، بشكل كامل.

تقول سعدة: "بدأت أشعر بفقدان البصر في عيني مُجددا. الرؤية باتت غير واضحة. استخدمت الدواء البديل لكنه أثر عليّ سلبًا والآن لا أجد أي من الدواء الأصلي أو البديل. مرضي يمنعني من تأدية مهامي اليومية كما في السابق".

ولا تُعاني المُسنة، من ألم عينها فقط، بل مصابة بعدّة أمراض مزمنة (غُدّة، ضغط، ضيق تنفس)، إذ تشير إلى أنها لا تجد الأدوية اللازمة، ويبلغونها في العيادة الطبية أن الاحتلال يمنع دخولها إلى القطاع منذ بداية هذا العدوان.

ذكريات النكبة

وخلال حديثنا معها، استذكرت الحاجة سعدة، أحباءها وأقاربها الذين فقدتهم خلال هذه الحرب، خصوصا أولئك أبناء جيلها الذين قضوا بعدما لم يحصلوا على الأدوية والعلاج لأمراضهم المزمنة.

كما استذكرت ابنة الثمانين عاما، "النكبة" والتهجير عام 1948، التي عايشتها حينما كانت تبلغ 4 سنوات، فقد هُجرت سابقا وعاشت في المخيم ببيت من طين، ولا تزال تحلم بالعودة لوطنها.

وقالت بصوت حزين ممزوج بتنهيدة وحسرة: "حسبنا الله ونعم الوكيل على اليهود الظالمين. هجرونا زمان على الخيام وكمان اليوم. وين بدهم إيانا نروح بعد ما سرقوا بيوتنا وأراضينا".

وبحسب الحاجة سعدة، ما يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية الحالية، أكثر وحشية من كل الحروب والنكبات والاعتداءات السابقة التي شهدتها منذ ولادتها.

وتضيف: "اليهود بدهم يقتلونا كلنا، بلاحقونا وين ما نروح، في بيوتنا بقصفونا، الناس بتنزح على الخيام بقصفوهم وبمحوهم من السجل المدني. شو نعمل، وين نروح احنا".

تجربة النزوح

ورغم خطورة المنطقة والمنزل، وحاجتها إلى مكان أفضل بسبب مرضها، لا تزال "سعدة" تعيش في بيتها، وتؤكد أنها لن تغادره ولن تنزح مجددا مهما كلفها من ثمن، حتى لو قُصفت.

فخلال الحرب الحالية، جرّبت المُسنة الثمانينية، النزوح مرة إلى خيام رفح. تقول: "كانت تجربة صعبة جدا، عانينا من الذباب والحشرات والحرارة والأمراض وعدم توفر المياه والأكل والحمامات".

 

ووفق سعدة، الخيام لا تصلح للعيش الآدمي؛ بسبب غياب كل مقومات الحياة فيها، على رأسها المياه النظيفة والمأوى والحمام وكل ما يُمكن أن يحتاجه الإنسان كي يبقى ويواصل العيش.

وعادت "الخطيب" إلى بيتها القديم في النصيرات، رغم حالته الصعبة وتسرب مياه الأمطار إليه، لكن لا بديل أمامها سوى البقاء على أمل انتهاء الحرب وإصلاحه من جديد، كي يعود كما السابق.

وختمت الحاجة حديثها، بالإشارة إلى أحفادها الذين كانت تحب الجلوس والحديث معهم قبل الحرب، وتتمنى أن تعود تلك الأيام التي تجمع فيها أبناءها التسعة الذين يعيشون الآن في أماكن أخرى.

Loading...