والتدمير الشامل وتهجير السكان
تغطية ميدانية: الإبادة الجماعية في غزة تدخل عامها الثاني والاحتلال يواصل القتل الجماعي
يدخل الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، هذا اليوم عامه الثاني، على التوالي، وقوات الاحتلال أكثر تصميماً على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية، بتكثيف هجماتها عبر الجو والبر والبحر، واستهداف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم دون إنذار مسبق، وارتكاب جرائم القتل الجماعي وتكرار أوامر التهجير القسري للسكان، وعمليات التدمير واسعة النطاق للمنازل والمباني والبنى التحتية.
مؤسسات حقوق الإنسان، المركز الفلسطيني ومؤسسة الحق ومركز الميزان، إذ تعزي أبناء شعبنا وتترحم على نحو 42 ألف شهيدة وشهيد قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية، وإذ تتمنى الشفاء العاجل والتام لأكثر من 97 ألف جريح، والإفراج والكشف عن مصير آلاف المعتقلين والمختفين قسريًّا، وضمان عودة 1.9 مليون نازح ونازحة إلى مناطق سكنهم، فإنها تؤكد أن جوهر ما يقترفه الاستعمار الاستيطاني والقائم على الفصل العنصري هو استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وممارسة جريمة الإبادة الجماعية بغطاء ودعم دولي من العالم الغربي المتواطئ بالجرائم الدولية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني منذ نكبته التي بدأت قبل 76 عام.
ويعكس استمرار الاحتلال في هجومه على مدار عام كامل، وارتكاب الإبادة الجماعية من خلال مواصلة القتل الجماعي للمدنيين والمدنيات الفلسطينيين، وإيقاع الأذى الجسيم بهم، والتدمير الممنهج وواسع النطاق للمباني والبنية التحتية، الذي طال أكثر من 86% من مباني القطاع، نيته وإصراره على في تدمير مقومات الحياة، والتهجير القسري لكافة سكان القطاع، وفرض إجراءات لمنع وعرقلة الولادة، واستخدام التجويع كأداة حرب. وهذا بالتوازي مع فشل المجتمع الدولي في إيقاف هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة، وعجز نظام العدالة الدولية عن حماية المدنيين وإنصافهم، في وقت تحظى فيه دولة الاحتلال بالدعم العسكري والسياسي من الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية وغيرها.
وفي سياق توثيق جريمة الإبادة الجماعية واستمرارها، تعرض مؤسسات حقوق الإنسان المعلومات التي تمكن فريق البحث الميداني من رصدها خلال الفترة من 3 -6 أكتوبر / تشرين أول الجاري، على النحو الآتي:
العدوان على شمال قطاع غزة
شنت طائرات الاحتلال منذ قبيل عصر يوم السبت 5 أكتوبر/تشرين أول 2024، عشرات الغارات العنيفة، إلى جانب القصف المدفعي وإطلاق القذائف الدخانية والصوتية على جباليا وبيت لاهيا، شمال غزة. وتركز القصف على المناطق الغربية في التوام والعطاطرة السلاطين وقصف العديد من المنازل المأهولة وغير المأهولة في تلك المناطق، ما أدى إلى استشهاد العديد من السكان وإصابة آخرين بجروح. كما نفذت قوات الاحتلال مساء اليوم نفسه هجومًا شرق جباليا وشمال غربي بيت لاهيا شمال غزة وسط قصف جوي ومدفعي.
وإلحاقًا لما ما ورد في البيان الذي صدر أمس الأحد، وثق باحثونا ما يلي:
تواصل قوات الاحتلال هجومها البري في العديد من أحياء جباليا وبيت لاهيا شمال غزة، حيث تتمركز آليات الاحتلال في منطقة سلطان ومنها تجاه شارع النادي وصولا الى القصاصيب، إضافة إلى تمركزها في شارع البحر بمحاذاة السلاطين وصولا لمنطقة التوام، واعتلت أسطح بعض البنايات واستمرت في القصف الجوي والمدفعي.
وأفاد باحثو المؤسسات الثلاث أن العديد من السكان علقوا داخل المنازل ومراكز الإيواء، التي تقدمت إليها قوات الاحتلال وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، ويتعذر خروجهم من تلك المناطق مع إطلاق النار من طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية على أي شخص يتحرك.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند الساعة 11:00، من صباح الأحد 6 أكتوبر/تشرين أول، منزلًا لعائلة النمنم في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة آخرين بجروح.
كما أفاد الباحثون باستشهاد عاهد المقيد مسؤول عمليات وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بعد استهدافه من قوات الاحتلال في مخيم جباليا شمال غزة.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند الساعة 13:00، مدرسة خليفة التي تأوي نازحين، بالقرب من سوق مشروع بيت لاهيا، شمال غزة، ما أوقع عشرات الجرحى.
ولم تتمكن طواقمنا من حصر الأعداد النهائية للضحايا، نتيجة صعوبة الحركة والقصف المكثف والهجوم البري، إلى جانب وجود أعداد من الضحايا تحت أنقاض المنازل المستهدفة وفي منطقة الهجوم البري. غير أن مصادر طبية وإعلامية أفادت باستشهاد أكثر من 50 من السكان وإصابة أكثر من 200 اصابة جراء الغارات المتواصلة منذ عصر السبت.
أما باقي الجرائم التي وثقها باحثونا في قطاع غزة، فكانت على النحو الآتي:
الخميس، 3 أكتوبر/ تشرين أول 2024
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، في حوالي الساعة 01:43، منزلا يأوي نازحين من عائلة درويش في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 5 من سكانه، منهم امرأة وطفلان.
قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة، في حوالي الساعة 10:20، عدداً من السكان بمنطقة الشحايدة في عبسان الكبيرة، شرق خان يونس ما أدى إلى إصابة أحدهم بينما هو في طريقه لتشغيل بئر مياه.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، في حوالي الساعة 17:33، منزل لعائلة قديح في بلدة خزاعة شرقي خان يونس، ما أدى إلى إصابة امرأة وفتاة من منزل مجاور، وتدمير المنزل المستهدف.
انتشلت طواقم الدفاع المدني عند حوالي الساعة 09:00 جثمان شهيد فلسطيني بالقرب من مدارس الوكالة في مخيم الشابورة في مدينة رفح بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال في وقت سابق من اليوم.
انتشل جثمانا شهيدين أحدهما الطفل فراس نضال لطفي أبو شعر، 15 عامًا، عند حوالي الساعة 16:30 بالقرب من عيادة الوكالة في مخيم الشابورة في مدينة رفح بعد مقتلهما في استهداف إسرائيلي سابق، ونقلا إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس.
الجمعة، 4 أكتوبر/ تشرين أول 2024
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 02:00، منزلاً لعائلة أبو جزر، في منطقة معن في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 3 من سكانه، هم امرأتان وطفلة رضيعة، وإصابة آخرين بجروح. والشهداء هم: ليلى شريف حماد أبو جزر، 29 عامًا، والطفلة مسك حسن عدنان أبو جزر، شهران، وصفية يوسف أبو جزر، 49 عامًا.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 02:50، منزلا لعائلة أبو محمد في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد صاحب المنزل أحمد جبر محمد أبو محمد، 69 عامًا، وزوجته ابتسام أحمد صالح أبو محمد، 56 عامًا، وأبنائهما: إسراء، 30 عامًا، وجبر، 26 عامًا. كما أصيب ابنهم أنس 21 عامًا بجراح بالغة، بالإضافة لإصابة عدد من سكان المنازل المجاورة بجراح طفيفة.
قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة، عند الساعة 12:20، مجموعة من السكان في محيط دوار الشيخ زايد شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة 3 آخرين. والشهيد هو جمال نعيم أبو عمشة.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 13:35، صالة أفراح ميرنا فلسطين في شارع السكة بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أدى لتدمير الطابق الثاني منها، وإصابة أحد المارة.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 14:05، منزلا لعائلة السماك في بلوك 7 بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد 6 سيدات، واحدة داخل المنزل المستهدف و5 سيدات داخل منزل مجاور للمنزل المستهدف من عائلة أبو عوض، بالإضافة لإصابة 7 آخرين.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 14:33، منزلاً لعائلة نبهان في جباليا، شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد أحد سكانه وإصابة 7 آخرين بجروح.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 15:40، منزلا لعائلة اللوح غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى لتدميره.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 16:55، برج التركماني الواقع غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منه.
قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة، عند حوالي الساعة 17:00، مجموعة من السكان في حي السلاطين في بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين.
أعلنت المصادر الطبية داخل مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، عند حوالي الساعة 17:30، استشهاد الشاب يعقوب يوسف شعبان إسماعيل، 28 عامًا، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في 29 أيلول/سبتمبر 2024 بعد استهداف الاحتلال خيمتهم في شارع البركة بالمدينة، واستشهد في حينه شقيقه الفتى محمود، 18 عامًا.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 18:00، مركزا لإيواء النازحين في صالة بغداد في مخيم جباليا، شمال غزة، ما أدى إلى عدد من الشهداء والإصابات.
وصل جثمان شهيد فلسطيني عند حوالي الساعة 18:00 إلى مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جراء استهدافه من قوات الاحتلال في مدينة رفح في وقت سابق من اليوم.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، في حوالي الساعة 23:30، بصاروخ، مدرسة أحمد الكرد الخاصة التي تأوي نازحين في منطقة البصة بمدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد الطفل مصطفى الأمين محمد محمد فايد، 12 عام، وإصابة 7 آخرين بينهم 3 أطفال و4 نساء.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 23:30، منزلاً لعائلة عليان في حي الدعوة شمال مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى قتل 5 من السكان، هم زوجان وأطفالهما الثلاثة، والشهداء هم: رائد حسين إسماعيل عليان، 43 عامًا، وزوجته إيمان عبد الله محارب على، 36 عاما، وأطفالهما: محمد، 14 عامًا، ومحمود، 10 أعوام، وجوان عام واحد.
السبت، 5 أكتوبر/ تشرين أول 2024
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 08:00، مجموعة من السكان شرق مدينة بيت حانون، شمال غزة، ما أدى إلى قتل 5 منهم وإصابة آخرين. الشهداء هم: حاتم خالد الزعانين، ونصر سامر الزعانين، ومصطفى رزق سعيد فدعوس، وصهيب يوسف العفيفي.
أصدرت قوات الاحتلال عند الساعة 10:49، أوامر تهجير قسري جديدة، هجّرت السكان والنازحين في 9 بلوكات شمال مخيمات النصيرات في المحافظة الوسطى، وطالبتهم بإخلاء مناطقهم والتوجه نحو "المنطقة الإنسانية" بدعوى أن الجيش الإسرائيلي سيعمل بقوة في المنطقة.
قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية في حوالي الساعة 12:20، منازل السكان في بلدة خزاعة شرق خان يونس أدى إلى إصابة اثنين منهم نقلا إلى مستشفى غزة الأوروبي.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 15:00، منزلا لعائلة النجار في بلوك 6 من مخيم البريج في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد مسنين شقيقين، هما: صباح ونزار خميس النجار، 69 و63 عامًا، وإصابة عدد آخر من السكان.
وصلت جثامين 3 شهداء عند حوالي الساعة 16:00 إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس بعد استهدافهم من قوات الاحتلال شمال مدينة رفح في وقت سابق.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 17:05، منزلا لعائلة غنيم غرب دوار أبو صرار غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد الزوجين سعدي بسام غنيم، 35 عامًا، وآلاء نظمي محمد النجار، 30 عامًا، وإصابة 5 آخرين من السكان.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 20:00 شقة سكنية داخل عمارة لعائلة أبو لوز غرب دوار أبو صرار غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى إصابة 3 من السكان.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 14:25، منزلاً لعائلة أبو راس في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 أطفال بينهم شقيقان، وإصابة 25 آخرين بجروح. الشهداء لانا وبيان حامد أبو راس ونافذ محمد ياسين.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، انتشلت الطواقم الطبية جثامين 12 شهيدًا من عائلة الفرا منهم أطفال ونساء في حي المنارة جنوب خان يونس، استشهدوا في قصف الاحتلال لمنزلهم في حي المنارة خلال عملية عسكرية إسرائيلية الثلاثاء الماضي.
الأحد، 6 أكتوبر/ تشرين أول 2024
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 01:40، منزلا لعائلة المشهراوي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من السكان وإصابة آخرين.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 02:00، المبنى الجنوبي من مدرسة ابن رشد الأساسية المشتركة، في منطقة الزوايدة في المحافظة الوسطى، التي صنفت كمركز مساند لمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وتستوعب حوالي 150 مريضا ومرافقيهم، ما أدى إلى استشهاد 4 من السكان، أحدهم الطفل أحمد سعيد أحمد سعدة، 8 سنوات، وإصابة 10 آخرين بجروح.
وبعد نحو 20 دقيقة، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، مسجد شهداء الأقصى، الذي يأوي نازحين، ويقع شمال مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد 18 شخصاً من النازحين، وإلحاق أضرار في 4 منازل مجاورة.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 02:25، منزلاً لعائلة قبلان في عبسان الكبيرة شرقي خانيونس، ما أدى إلى استشهاد الطفلة حياة وسام محمد قبلان، 3 سنوات، وإصابة 3 آخرين بجروح.
وصلت جثامين 3 شهداء عند حوالي الساعة 06:00 إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس بعد استهدافهم في مدينة رفح من قوات الاحتلال في أوقات سابقة.
وصل جثمان الشهيد أحمد صلاح محمد أبو غولة، 38 عامًا، إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، عند حوالي الساعة 07:30، بعد إصابته بشظايا بأنحاء متفرقة من جسده، جراء قصف مدفعي من قوات الاحتلال غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى.
وصلت جثامين 3 شهداء عند حوالي الساعة 11:00 إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس بعد استهدافهم في مدينة رفح من قوات الاحتلال في وقت سابق من يوم أمس.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 15:35، مبنى مكتبة خالد الحسن التابع لبلدية النصيرات والذي يضم بالإضافة للمكتبة روضة رياض أطفال، بالقرب من مقبرة القسام بمخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى لتدميره.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 16:35، منزلا لعائلة اللوح في شارع المزرعة جنوب شرق مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى تدميره.
وخلال هذا اليوم، انتشلت طواقم الإسعاف 3 جثامين شهداء أحدها متحلل من حي الجنينة وميدان النجمة في مدينة رفح بعد استهدافهم من قوات الاحتلال في أوقات سابقة.
وحتى إعداد هذا التقرير، تواصل قوات الاحتلال هجماتها العسكرية على مختلف أرجاء قطاع غزة، عبر الجو والبر والبحر، بما في ذلك من نزحوا إلى المناطق التي أعلنتها مناطق آمنة وإنسانية، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب في تدمير المباني والبنى التحتية. وتواصل قوات الاحتلال نسف وتدمير المنازل ومربعات سكنية وأعيان مدنية خاصة في عدة مواقع تتمركز فيها في رفح وغزة.
تجدد مؤسسات حقوق الإنسان، المركز الفلسطيني، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، تأكيدها أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة الحصانة التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ والمشاركة في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال مواصلة تزويد قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر واستمرار دعمها السياسي.
وتؤكد المؤسسات أن المجتمع الدولي يستمر في تجاهل واجباته القانونية وتزويد الاحتلال بالسلاح والمال وبالتالي فهو شريك في جريمة الإبادة الجماعية، ويحرض ويدفع بالعالم إلى انتهاج شريعة الغاب، في حين أن جوهر وفلسفة القانون الدولي الإنساني هو حماية المدنيات والمدنيين في وقت الحرب بصرف النظر عن هويتهم، وهو بهذا يتعامل مع انطباق القانون الدولي على فئات معينة دون غيرهم.
وبناءً عليه، تطالب المؤسسات الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية، ووضع حد لحصانة دولة الاحتلال، ومحاسبة مسؤوليها عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية، واتخاذ قرارات فورية بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية لتجبر آلة الحرب والإبادة الإسرائيلية على التوقف.
وتطالب المؤسسات الثلاث، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفعال لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وتدعو المؤسسات الثلاث المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر جريمة الإبادة الجماعية من القادة الاسرائيليين.