الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:16 AM
الظهر 12:27 PM
العصر 3:47 PM
المغرب 6:21 PM
العشاء 7:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

وليد و ريتال،، أمل ومهارات في زمن الابادة

راية - غزة - صابرين الحرازين

في ركن بسيط داخل مركز التضامن الإعلامي بدير البلح من مكان تعمل والدته به لتوافر الإنترنت والطاقة الشمسية ، وبعد عام على الحرب وآلام النزوح يبزغ نور الأمل على مرأى النظر ، هناك حيث يجلس طفل صغير يمسك بكتاب كان لافتاً اسمه "قواعد العشق الأربعين "لإليف  شافاك كتاب يكبر عمره ، لكنه لا يكبر عقله  يقرأ منه بنهم وتركيز شديد غير مبال لمن حوله في عينه يلمع شغف القراءة، رغم أن محيطه يعج بالدمار هذا الطفل يدعى وليد الشرقاوي صاحب أربعة عشر عاماً .
تظهر قصة هذا الطفل الذي يظل واحداً من آلاف الأطفال الذين حرموا من أبسط حقوقهم في التعليم واللعب بحلمه الذي لا يتوقف كعقارب الساعة ،رغم الظروف القاسية وتكرار النزوح وشغفه  بالقراءة متغلباً على أعباء الحياة ، فالقراءة لديه ليس فعل يومي بل هي رسالة قوة  مفادها أن الإصرار والمعرفة يمكنهما أن يتغلبا على قسوة الحياة ، فهو اليوم ينفذ مبادرة تحمل اسم "موج البحر" لتعليم الأطفال ممن تترواح أعمارهم 10-12 عاماً القراءة ، ويسمح لهم الإستعارة من الكتب التي كانت والدته قد اشترته له في رفح  أو تلك التي استعارها من جيران له أثناء نزوحه في خانيونس ،فهو خلال رحلة  تنقله جمع عديد الكتب وكل كتاب كان يعثر عليه بمثابة الكنز الثمين وكل معلومة يمتلكها تزيده إصرار ومعرفة .
لم تكن هذه الأفكار لوليد وليدة الحرب فقط ،فهو قبل الحرب كان محباً للقراءة ،وكانت عائلته تمتلك مكتبة كبيرة تضم الكثير من الكتب والروايات عبر أرفف جمع خلالها ما يقارب مئة نسخة من قصته البوليسية المصرية الشهيرة برجل المستحيل من أصل مئة وستين بتسلسلها ، ليكمل مشوار القراءة خلال الحرب برواية ساق البامبو لأربع مرات وغيرها لأكثر مرة.
مهارات متعددة يمتلكها وليد فكلما توافرت له الأوراق يصر على تحويل كل ورقة لفن الأورجامي  رغم شح الأوراق إلا أنه لا يتخلى عن أية موهبة فطي الأوراق وتحويلها لأشكال ومجسمات ثلاثية الأبعاد بدون القص  أو اللصق شغف آخر .
تحدثني والدة وليد الصحفية فاطمة الزهراء الشرقاوي عن وليد وأخته ريتال ذات الخامسة عشر عاماً  التي شاركته مبادرة تعليم القراءة ، وليد الذي يستعد لإطلاق مبادرة لتعليم الشطرنج في الأيام القادمة وأخته التي تعلمت التطريز خلال الحرب وأطلقت مبادرة لتعليم التطريز  لأصدقائها داخل مخيمات النزوح ،وباتت ترسم الفرحة على وجوههم كما ترسم لهم الحروف على تلك القطع الصغيرة المخصصة للتطريز  ، فمبادرات صغيرة تصبح شعلة مضيئة وسط الظلام ، ورغم التحديات التي تواجهه الأطفال وسعي الاحتلال لتجهيل الشعب الفلسطيني وعزله عن فرص التعليم والتطور وحرمان ما يقارب ٨ آلاف طالب وطالبة من الدراسة بسبب هدم المدارس وجعلها كمراكز للنزوح بنسبة ما يقارب ٩٣٪؜ واستشهاد الكثير من الطلاب والمدرسين وعدم وفرة الكتب فالأمل يولد في أحلك الظروف وسط المعاناة والدمار بمبادرات داخل خيام تحث على استمرار المسيرة التعليمية .

Loading...