"مدى": 327 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية خلال النصف الأول من العام 2024
أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) تقريره نصف السنوي حول حالة الحريات الإعلامية في فلسطين والذي يغطي الأشهر الستة الأولى من العام 2024، وجاء هذا التقرير في ضوء ما تتعرض له الحريات الإعلامية وحرية التعبير من هجمة شرسة ارتفعت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023 أي منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وبين التقرير أن ارتفاعا كبيراً قد طرأ على عدد الانتهاكات التي رصدها المركز خلال النصف الأول من العام 2024 مقارنة بما كانت عليه خلال النصف الأول من العام الماضي 2023، وبلغ هذا الارتفاع ما نسبته 40%.
خلال النصف الأول من العام الحالي، شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة ما مجموعه 327 جريمة واعتداء، مقارنة بما مجموعه 234 انتهاكاً وُثقت خلال النصف الاول من العام 2023 أي بارتفاع بلغ 93 نقطة. ويعود السبب الرئيسي في هذا الارتفاع إلى الارتفاع الكبير في أعداد الجرائم التي ارتكبتها سلطات وقوات الاحتلال ضد الحريات الإعلامية منذ أن بدأت حرب الإبادة على قطاع غزة، وجاء في مقدمتها جرائم قتل الصحفيين/ات، والتي كان لها الصدى الأكبر والارتداد الأعمق على بقية الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو القدس الشرقية.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي العدد الأكبر من الاعتداءات والبالغ (318 اعتداء) وتأتي بنسبة 97% من مجمل الانتهاكات الموثقة، وجاءت مرتفعة بنسبة 36% عن الاعتداءات الموثقة خلال ذات الفترة من العام الماضي. وتوزعت الانتهاكات الإسرائيلية على 217 انتهاكات في الضفة الغربية و101 جريمة واعتداء وقعت في قطاع غزة منها قتل 47 صحفي/ة.
وبين التقرير أن الاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت ضمن 17 نوع، وأخطرها جرائم القتل في صفوف الصحفيين/ات، قد ارتفعت بشكل كبير خلال النصف الأول من العام الجاري، وهدفت إرهاب الصحفيين ووسائل الإعلام لإبعادهم عن الميدان، ووقع معظمها بأوامر وتحريض من أعلى المستويات الإسرائيلية، حيث كثفت الجهات الإسرائيلية من اعتداءاتها في النصف الأول من هذا العام في الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة استمرار حرب الإبادة على القطاع، وزادت من نشاطها العدائي ضد الحريات الإعلامية في قطاع غزة بقتل 47 صحفي/ة وإصابة العشرات من الصحفيين بالرصاص والأعيرة النارية أو بشظايا صواريخ الحرب، إضافة لارتكاب الأنواع المختلفة من الانتهاكات في الضفة الغربية خلال تغطية الصحفيين/ات والطواقم الإعلامية الفعاليات المناهضة للحرب أو الناتجة عن تغطية الاعتداءات على المواطنين في المناطق التي تتمركز فيها المقاومة بنسب أعلى من غيرها.
وأشار التقرير إلى انخفاض ملحوظ في أعداد الانتهاكات الفلسطينية - والتي وقعت ضمن 6 أنواع- سواء كان في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، حيث وثق مركز مدى ما مجموعه 9 اعتداءات ارتكبتها جهات فلسطينية في الضفة الغربية، في حين لم يوثق أي اعتداء على الحريات الإعلامية في قطاع غزة نتيجة لاستمرار الحرب، مقابل 30 انتهاك وثقت خلال ذات الفترة من العام السابق 2023، ما يعني أن الانتهاكات الفلسطينية قد انخفضت بما نسبته 70% عن العام الماضي.
ولم يوثق التقرير أية اعتداءات في أعداد الانتهاكات المرتكبة من شركات ومنصات التواصل الاجتماعي ضد الحريات الإعلامية في فلسطين نتيجة لانصراف أنظار الصحفيين للانتهاكات الأشد خطورة التي ارتكبتها الجهات الإسرائيلية وعلى الأخص جرائم قتل الصحفيين.