خاص | "شلل الاطفال" في غزة يطرق الأبواب في زمن الحرب

سلط برنامج (قضايا في المواطنة) الذي يبث عبر شبكة رايـــة الإعلامية الضوء على مرض شلل الأطفال في قطاع غزة بعد تسجيل حالة إصابة مؤكدة لطفل (10 شهور) وهي الحالة الأولى التي يتم تسجيلها منذ أكثر من 25 عاما.

د. عفيف عطاونة مدير عام الصحة العامة وزارة الصحة الفلسطينية، تحدّث عن مرض شلل الأطفال بغزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 334 يوما، وتداعياته، وأهمية إطلاق حملة التطعيم ضد المرض بتلقيح 640 ألف طفل.

وأكد عطاونة أن هذا الفايروس يتم العمل استئصاله عالميا وليس على مستوى فلسطين وغزة فقط، ووزارة الصحة تعمل مع منظمة الصحة العالمية على برنامج تطعيم مكثف من أجل استئصاله، بعد اكتشاف إصابة لطفل في دير البلح.

وأوضح أنه فور التأكد من إصابة الطفل بمرض شلل الأطفال؛ تداعت كل المنظومة الصحية مع الشركاء منها الأونروا ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وتم تشكيل اللجان التي أوصت بشكل نهائي على ضرورة القيام بحملة تطعيم وطنية.

وأضاف عطاونة أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال انطلقت فعليا قبل 3 أيام في دير البلح وسط القطاع رغم كل الظروف الصعبة والشاقة التي يمر بها الأهالي، وتم تحقيق نتائج مرضية، متمنيا نجاح الحملة في مناطق شمال وجنوب قطاع غزة.

وتحدّث عطاونة عن تفاصيل الحملة الكبرى في غزة والتي أطلقتها وزارة الصحة بالشراكة مع عدد من المؤسسات الطبية الدولية، وصولا إلى الأعداد التي تم الوصول إليها حتى الآن، مؤكدا استمرار الحملة حتى تصل لجنوب وشمال القطاع.

من جهتها، قالت د. عبير اسماعيل المسؤولة الفنية في مؤسسة امفنت العاملة في قطاع غزة، إن وزارة الصحة تتعاون مع منظمات دولية مثل اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية والأونروا، وبعد الحصول على اللقاحات انطلقت حملة طارئة.

وبيّنت اسماعيل أن الحملة استهدفت الأطفال دون سن العاشرة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحملة تأثرت بالعديد من العوامل مثل الحصار والموارد المحدودة والإغلاق المستمر للمعابر، والحاجة الماسة لتحسين الوعي الصحي بين السكان.

وقالت إن ذلك يأتي في ظل انتشار الفقر الشديد في قطاع غزة، فضلا عن انتشار الشائعات والمعلومات المضللة بين السكان الذي أضاف تحدي جديد وإضافي على الطاقم الصحي العامل في قطاع غزة.

وأشارت اسماعيل في حديث لـ "رايـــة" إلى التحديات اللوجستية التي واجهت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، منها إدارة سلاسل التبريد وضمان توزيع اللقاحات بشكل عادل وإيصالها للمناطق النائية والعائلات التي لا تستطيع الوصول لمراكز التطعيم.

وأكدت أنه تم تشكيل فرق متنقلة وظيفتها الوصول إلى السكان والأسر الموجودة في "المناطق الحمراء" على الخريطة، حتى تستطيع تطعيم الأطفال فيها، مشددة على انه تم تطعيم 187 ألف طفل تحت سن العاشرة في المحافظة الوسطى لقطاع غزة.

المسؤولة الفنية في مؤسسة "امفنت" تحدّثت أيضا عن التعاون بين كافة الجهات فيما يتعلق بتوفير اللقاحات وتدريب الطواقم الطبية على الاستجابة في وقت الطوارئ، إذ تم إجراء تدريبات مكثفة على مدار أسبوع استهدفت أكثر من 3 آلاف عامل صحي.

يشار إلى أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايــــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.