خاص| هل يمارس بلينكن ضغوطا حقيقية على إسرائيل بشأن الصفقة؟
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في أحدث جهوده للدفع باتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بعد أيام من تقديم الولايات المتحدة اقتراحا مُعدلا يهدف إلى سد الفجوات القائمة بين الجانبين.
قال أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية د. فريد أبو ضهير، إن الولايات المتحدة الأمريكية الآن في أضعف مراحلها قبيل الانتخابات من ناحية، والتحوّل في الحزب الديمقراطي، وهي تريد توقف الحرب بأي ثمن.
وأوضح ضهير في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سوف يخدم الولايات المتحدة كثيرا في الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أن أميركا لا تنظر للمسألة من جانب إنساني.
واعتبر أن الولايات المتحدة تضغط بكل قوتها من أجل عقد صفقة تبادل، ولكن نقطة الضعف تتمثل في عجزها عن ممارسة ضغوط على نتنياهو والحكومة الإسرائيلية لقبول الصفقة، وهو ما يعزز موقف نتنياهو بهذا الشأن.
وأضاف ضهير أن نتنياهو يرى أن الضغط يجب أن يكون فقط على حركة حماس، ولكن المشكلة أن الضغط الأمريكي يمارس على الحكومات العربية الوسطاء "مصر وقطر" لكي تضغط على حماس التي تجد إحراجا بذلك.
وأكد أن حماس تجد إحراجا في الانسحاب من المفاوضات، فهي لا تستطيع أن تنسحب ولكنها على الأقل تقبل بالاستمرار في المفاوضات ولكن دون التنازل عن الخطوط الحمر التي وضعتها وهي الانسحاب الكامل ووقف الحرب.
ويرى ضهير أن حماس تقبل بشروط نتنياهو بشكل "مرحلي" مثل الموافقة على الانسحاب ووقف إطلاق النار الكامل في المرحلة الثانية، ولكن ترفض أن يكون هذا هو القرار الدائم، وهنا تكمن مسألة التفاوض بالصفقة.
وتابع: "التفاوض على التفاصيل وهي تفاصيل مرهقة ومملة، وأعتقد أن المستفيد منها هو نتنياهو وبدرجة كبيرة، فهو أدخل المفاوضات في هذا النفق المظلم، وتسعى كل الدول لإخراج المفاوضات من هذا النفق".
وشدد ضهير في حديث لـ "رايـــة" على أن هناك بالفعل ضغوط، ولكن الضغوط الأمريكية على إسرائيل ليست "فعّالة" وهي تأتي من باب المجاملة، ولا يوجد ضغط حقيقي مثل وقف تصدير السلاح والمساعدات المالية ووقف الدعم السياسي المطلق.
وأكد ضهير أن نتنياهو يصدّر الأزمة إلى الجانب الفلسطيني لكي يبرئ نفسه من الاتهام، مؤكدا أنه يقود المنطقة إلى مرحلة صعبة جدا، واذا لم يتم وقف الكارثة في غزة فإن الأمور ستتعقد أكثر وهو ما يدرك جميع الزعماء.
