منظمة أطباء لحقوق الإنسان تقدم خدمات طبية في زيارة تضامنية إلى صيدا شمال طولكرم
نظمت العيادة المتنقلة التابعة لمنظمة أطباء لحقوق الإنسان يوماً طبياً مجانياً في قرية صيدا شمال طولكرم، وذلك في إطار جهود التضامن مع السكان المحليين. تضمن اليوم الطبي حضور مجموعة من الأطباء المتخصصين في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب العام، طب الأطفال، طب العظام والمفاصل، طب العيون، الطب الباطني، طب الأعصاب، طب الأسرة، السكري والغدد، إضافة إلى صيدلاني وطبيب نفسي.
خلال هذا اليوم، قدم الفريق الطبي مجموعة واسعة من الخدمات العلاجية للسكان، حيث تم فحص 301 مريضاً، من بينهم 22 طفلاً. جاءت هذه المبادرة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون، وهدفت إلى تقديم الدعم الطبي الضروري وتعزيز الرعاية الصحية في المنطقة. وتم تنظيم اليوم الطبي المجاني في المدرسة الثانوية للبنين عند المدخل الرئيسي لقرية صيدا، شمال طولكرم، وذلك بالتعاون مع بلدية صيدا ونادي صيدا النسوي.
استقبل رئيس البلدية، فؤاد عبد الغني، وأعضاء البلدية الفريق الطبي بحفاوة، مشيدين بزيارة الوفد الصحي وتضامنه مع أهالي القرية. وأكد رئيس البلدية على أهمية هذا اليوم الطبي في تعزيز الرعاية الصحية وتحسين الأوضاع الصحية للمجتمع المحلي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها سكان المنطقة. وأشار عبد الغني إلى أن الزيارة تأتي في وقت يواجه فيه المواطنون تحديات كبيرة، بما في ذلك تأثير الحرب في غزة، والإغلاق العام المفروض على الضفة الغربية، بالإضافة إلى الإغلاق المشدد والقيود المفروضة على مدينة طولكرم والقرى المجاورة ومخيمات اللاجئين، والتي استمرت لأكثر من عشرة أشهر.
أوضح رئيس بلدية صيدا، فؤاد عبد الغني، خلال كلمته لأعضاء الفريق الطبي، أن قرية صيدا تتمتع بعلاقات قوية وطويلة الأمد مع منظمة أطباء لحقوق الإنسان منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي. وقال عبد الغني "لطالما كانت المنظمة إلى جانبنا في مناسبات متعددة، ونحن نقدر عالياً جهود المنظمة ومتطوعيها". كما قدم تفاصيل حول الوضع في القرية، مشيراً إلى أن صيدا تقع على بعد 22 كيلومتراً شمال مدينة طولكرم، ويسكنها نحو 4400 نسمة. وأبرز أن هذه الزيارة الطبية تأتي في وقت حرج للقرية، حيث يواجه السكان تحديات صحية واقتصادية كبيرة، مما يزيد من أهمية الدعم الطبي والتضامني المقدم من المنظمة.
وأشار عبد الغني إلى أن العيادة الحكومية الصغيرة في قرية صيدا تقدم خدماتها للمرضى عبر طبيب حكومي يأتي لعدة ساعات أسبوعياً، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات السكان. وأوضح أن هناك نقصاً في الأدوية اللازمة للأمراض المزمنة، مما يفاقم من معاناة المرضى الذين يجدون صعوبة في شراء الأدوية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الفلسطينيون، والذي تدهور بشكل أكبر منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر. كما لفت إلى أن القيود المفروضة على حركة العمال من المنطقة إلى داخل الخط الأخضر تساهم في تفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما يدفع السكان إلى العودة إلى الزراعة والعمل في الأراضي كوسيلة لكسب لقمة العيش.
في ظل التصعيد الأمني المستمر، ارتفعت الحاجة الملحة للأدوية والمعدات الطبية في الأراضي الفلسطينية، حيث يشهد القطاع الطبي طلبًا متزايدًا من المؤسسات الطبية المتخصصة. يشمل هذا النقص أدوية أساسية مثل أدوية مرضى الكلى والسكري وارتفاع ضغط الدم، مما يضاعف من التحديات التي تواجه المرضى في الحصول على العلاج اللازم. وتأتي الزيارات التضامنية كوسيلة هامة لتلبية هذه الاحتياجات الطبية، حيث تسهم العيادات المتنقلة في تقديم الفحوصات والعلاج، وتخفف من معاناة المجتمعات المتضررة.
توفر هذه المبادرات دعمًا نفسيًا ومعنويًا للأهالي، مما يعزز من صمودهم وقدرتهم على مواجهة التحديات اليومية. كما تلعب العيادة المتنقلة دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية الأساسية، مما يعكس رسالة تضامن قوية وإصرارًا على حماية حقوق الإنسان في المناطق التي تعاني من الصراع والتوتر. كما تؤكد هذه المبادرات التزام منظمة أطباء لحقوق الإنسان بتوفير الرعاية الصحية الضرورية، وتعزز من جهودها في دعم المجتمعات الفلسطينية المتأثرة بالأزمات.
تجدر الإشارة إلى أن الفريق الطبي وكل من كانوا برفقتهم تعرضوا لمنع من الخروج عند العودة من حاجز عناب العسكري، الذي يقع شرق مدينة طولكرم. حيث تم فرض قيود مشددة على حركة المرور، مما اضطرهم إلى الالتزام بالتوجه عبر الحاجز فقط في الاتجاه المؤدي إلى طريق طولكرم نابلس. هذه الإجراءات حالت دون قدرتهم على متابعة سيرهم إلى وجهاتهم، وفرضت تحديات إضافية على تنقلهم في تلك الظروف الصعبة.