مركز "شمس": إعدام الطفلين (أحمد حميدات ومحمد البيطار) إمعان في الجريمة واستهداف منظم للأطفال
قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن إعدام الاحتلال للطفلين أحمد أشرف حميدات البالغ من العمر (16) عاماً من مخيم عقبة جبر في محافظة أريحا يوم السبت الموافق 1/6/2024م، و محمد البيطار البالغ من العمر (17) عاماً يوم الأحد 2/6/2024م والذي أصيب أثناء اقتحام الاحتلال لمخيم عقبة جبر في أريحا وقام الاحتلال باعتقاله وهو جريح ليعلن عن استشهاده صباح هذا اليوم، هو إمعان في الجريمة واستهداف منظم للأطفال الفلسطينيين، وأن احتجاز جثمان الطفل الشهيد احمد حميدات بعد استشهاده ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه ونقله إلى المستشفى، واعتقال الطفل الجريح محمد البيطار الذي أعلن عن استشهاده فيما بعد، يعبر مدى الحقد والكراهية والإصرار على القتل والإجرام من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعدم التقيد بالمبادئ الإنسانية في التعامل مع الجرحى والمصابين.
وشدد مركز "شمس" على أن سياسة الاقتحامات المتواصلة والمستمرة للمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، هي مؤشر واضح على تنفيذ التهجير القسري والتطهير العرقي للمواطنين الفلسطينيين من مخيماتهم، إذ تضاعفت عمليات الاستباحة والاقتحام للمخيمات في الفترة الأخيرة وخاصة بعد 7/10/2023م بهدف الضغط على المدنيين والقضاء على الحاضنة الشعبية للحركة الوطنية الفلسطينية والتي تطالب بالحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق العودة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار رقم ( 194 ) لسنة 1948م والقرار رقم (3236 ) لسنة 1974م.
وندد مركز "شمس" بالصمت الدولي والمؤسساتي على الاستهداف المنظم للأطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالقتل والإعدام والاعتقال والحرمان من التعليم ومنع الحركة ومصادرة كافة مظاهر الطفولة التي يجب أن يتمتعوا بها كغيرهم من أطفال العالم، إذ يعبر هذا الصمت الذي تمارسه الدول والمؤسسات التي تدعي بأنها تُعنى بالأطفال عن ازدواجية المعايير وعدم الحياد وعدم المصداقية في التعامل مع حقوق الأطفال، إذ تنطلق في مواقفها استناداً إلى جنسية الضحية أو إلى جنسية المجرم، وعندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي فإننا نرى صمتاً عن تلك الجرائم، وأما إذا تعلق الأمر بأي دولة أخرى من دول العالم الثالث، فإننا نرى التصريحات والإدانات والتدخلات من قبل تلك الدول والمؤسسات، مما أفقدها مصداقيتها وحياديتها أمام شعوب العالم.
وأكد مركز "شمس" على أن استهداف الأطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لسنة 1989م إذ نصت المادة رقم (38) من الاتفاقية على أن( تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في المنازعات المسلحة وذات الصلة بالطفل وأن تضمن احترام هذه القواعد، وتتخذ الدول الأطراف، وفقاً لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، جميع التدابير الممكنة عملياً لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح)، وانتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م، إذ نصت المادة رقم (14) من الاتفاقية على (لأطراف النزاع بعد نشوب الأعمال العدائية أن تنشئ في أراضيها، أو في الأراضي المحتلة إذا دعت الحاجة، مناطق ومواقع استشفاء وأمان منظمة بكيفية تسمح بحماية الجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال دون الخامسة عشرة من العمر، والحوامل وأمهات الأطفال دون السابعة).
وطالب مركز "شمس" الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف والمقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع والمسلح، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة اليونيسيف بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.