ماكرون مستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية ولكن ليس تحت تأثير “العاطفة"
بينما أضفت كل من اسبانيا و النرويج و ايرلندا الطابع الرسمي على اعترافها بالدولة الفلسطينية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه على استعداد للقيام بالشيء نفسه، لكنه شدد على أنه لا يريد الاستسلام لـ” العاطفة” حسب تعبيره، وذلك خلال مؤتمر صحافي في ألمانيا إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال ماكرون: “ليس هناك محرمات بالنسبة لفرنسا وأنا على استعداد تام للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أرى أن هذا الاعتراف يجب أن يأتي في وقت مفيد”.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه ” لن يقوم باعتراف عاطفي” بالدولة الفلسطينية، وذلك في مواجهة الضغط المتزايد من اليسار الفرنسي على الرئيس وحكومته للاعتراف بدولة فلسطين، معتبرا أن هذا القرار يمكن أن يسرع الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، في وقت تشتد فيه الهجمات الاسرائيلية على غزة.
وعلى العكس من ذلك، يعارض اليمين واليمين المتطرف هذا الإجراء، الذي يعتبره بمثابة تنازل لحركة حماس.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا ثيفينوت،امس الثلاثاء، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس من المحرمات”، لكنه غير ممكن في الوقت الحالي.
وقالت: “يجب أن نتأكد من استيفاء الشروط لأنه يجب أن يكون هناك ما قبل وما بعد”.
وهناك انقسامات داخل الوسط السياسي الفرنسي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى داخل المعسكر الرئاسي، حيث أكد برنار غينا، عضو البرلمان الأوروبي ورقم 2 على قائمة الأغلبية الرئاسية المرشحة للانتخابات البرلمانية الأوروبية الشهر المقبل، أنه ” يجب على فرنسا أن تعترف بالدولة الفلسطينية، لأن ذلك عامل في تسريع استئناف المفاوضات”. كما اعتبر وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، والمبعوث الحالي للرئيس الفرنسي إلى لبنان أنّ “الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح ضروريا”.
وشهدت جلسة عامة للجمعية الوطنية الفرنسية أمس صخباً كبيرا بعد رفع النائب البرلماني عن حركة “فرنسا الأبية” اليسارية الراديكالية سيبستيان دلوغي علم فلسطين رداً على ما يحدث في غزة، في خطوة أدت إلى تعليق الجلسة ومعاقبة البرلماني لاحقاً.
ودعا العديد من المثقفين والناشطين ورجال الأعمال الفرنسيين في مقال على شكل نداء في صحيفة ” لوموند” الرئيس الفرنسي، هذا الأسبوع، إلى الاعتراف بدولة فلسطين دون مزيد من التأخير، معتبرين أن هذا الاعتراف يجب أن يشكل بالفعل الخطوة الأولى للمفاوضات التي ستؤدي إلى مرحلة تاريخية جديدة في المنطقة.