التايمز: إسرائيل تحرض على تركيا وتزعم أن “حماس” فكرت بإنشاء قاعدة على أراضيها
نشرت صحيفة “التايمز” تقريراً لمراسلها في تل ابيب أنشل بيفر تحت عنوان “أوراق سرية تكشف خطة “حماس” لإنشاء قاعدة أمنية لها في تركيا”. وزعم أن الأوراق السرية اكتشفت في مقر “هيئة أركان حماس” في غزة.
ويبدو أن توقيت الكشف عن “الأوراق السرية” جاء متزامناً مع توتر العلاقات التركية- الإسرائيلية، حيث تزعم الأوراق أن “حماس” خططت لإقامة قاعدة سرية لها في تركيا، وخلايا إرهابية في مناطق أخرى، لتنسيق هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الدول الجارة، بما فيها دول في الناتو، حسب الوثائق التي يدعي جيش الاحتلال انه حصل عليها، وقالت “التايمز” إنها شاهدتها.
اقترحت وثيقة “حماس” المزعومة خطة تقوم على إنشاء الكثير من الخلايا العسكرية، والبيوت الآمنة في عدد من الدول، وتدريب عسكري للخلايا، وتخطيط عملي للتخريب والاغتيال
وتزعم الصحيفة أن الوثيقة المطبوعة بعنوان “إقامة قاعدة في تركيا” عثر عليها في منزل حمزة أبو شنب، المسؤول المقرب من يحيى السنوار، زعيم “حماس” في غزة.
وتصف الوثيقة المزعومة جهود إسرائيل للضغط على غزة، خلال العقد الماضي، والتي وضعت “حماس” في موقف الدفاع عن النفس. وبحسب كاتب الوثيقة، “فلا خيار إلا التحرك بقوة، وإنشاء مراكز عسكرية تكون قاعدة لعمليات عسكرية خاصة تقوي قوات المقاومة، عسكرياً ودبلوماسياً ومعنوياً. وعليه نقترح إقامة فرع أمني في الخارج يكون قادراً على شن عمليات استخباراتية وعسكرية في المستقبل”.
واقترحت الوثيقة خطة لثلاثة أعوام، تقوم على “إنشاء الكثير من الخلايا العسكرية، والبيوت الآمنة في عدد من الدول”، ويتبع هذا “التدريب العسكري للخلايا، والتخطيط العملي للتخريب والاغتيال”. وتم تحديد أهداف الاغتيال بـ “ضباط وقادة في الموساد” و”إسرائيليين مؤثرين”. وتذكر أيضاً استهداف “السفن البحرية الإسرائيلية” و”الاختطاف”.
وتذكر الخطة تفاصيل عن التمويل والأفراد الذين سيتم إرسالهم لبناء القاعدة في تركيا. ولا يعرف إن كانت القاعدة قد أنشئت قبل هجوم “حماس”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي يعتقد أن السنوار هو العقل المدبر له.
وكانت تركيا واضحة في شجبها للعملية العسكرية الإسرائيلية التي ادت لاستشهاد أكثر من 35,000 مواطن ، ووصفت “حماس” بـ “حركة التحرير”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “وصل إلى مستوى في أساليب الإبادة كان هتلر سيحسده عليه”. وقالت الصحيفة إن أردوغان قال إن ألفاً من عناصر “حماس” يعالجون في مستشفيات تركيا، مكرراً موقفه من الحركة، بأنها حركة مقاومة [صححت الحكومة التركية زلة لسان أردوغان، بعد أن قال إن كل سكان غزة يعالجون في تركيا].
وفي مؤتمر صحافي، بعد محادثات في أنقرة مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قال إنه حزين لتصنيف اليونان “حماس” بالحركة الإرهابية، ورد ميتسوتاكيس: “دعنا نتفق على أن نختلف” بأن العنف يجب أن يتوقف، وأن هناك حاجة لوقف دائم للنار.
وأكد أردوغان، الذي التقى في الشهر الماضي رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في أنقرة، أن الحركة لم تقم بأي أعمال من داخل تركيا. وقال مصدر استخباراتي إن أردوغان، رغم مواقفه العلنية الداعمة لقادة الحركة السياسيين، يعارض بشدة تحول تركيا إلى مركز لـ “حماس”.
وفي عام 2020، عندما نشرت الصحيفة عن تحوّل تركيا لمركز عمليات الحرب الإلكترونية لـ “حماس”، طلبت تركيا منها التوقف.
والتقى مدير الاستخبارات التركي إبراهيم قالين قادة “حماس” في قطر، يوم الأحد، وناقش معهم وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.
دعا أردوغان الدول التي لم تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة للاعتراف بها، واتهم الدول التي “تحاضر علينا بحقوق الإنسان والحرية” بالنفاق
وأخبر أردوغان مجموعة من العلماء المسلمين في إسطنبول أن “حماس” وافقت على مقترح وقف إطلاق النار الذي تقدمت به مصر وقطر، واتهم نتنياهو بإطالة أمد الحرب، قائلاً: “كان رد حكومة نتنياهو هو الهجوم على الناس الأبرياء في رفح”، و”أصبح من الواضح أي من الطرفين يريد السلام والحوار، ومن يريد استمرار المواجهات وسفك الدم. وهل لقي نتنياهو أي رد جدي على سلوكه؟ لا، فلا أوروبا، أو الولايات المتحدة، أظهرت رداً يجبر نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار”.
ودعا أردوغان، يوم الأحد، الدول التي لم تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة للاعتراف بها، واتهم الدول التي “تحاضر علينا بحقوق الإنسان والحرية” بالنفاق.
وأعلن هذا الشهر عن قرار بوقف التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل. ورد المسؤولون الإسرائيليون بأن هذا أمر فارغ، فالتبادل التجاري لم يتوقف.
وتتناسق وثيقة “التايمز” “السرية” مع وثائق سرية أخرى نشرتها، الإثنين، صحيفة “نيويورك تايمز”، وهذه المرة زعمت أنها تكشف عن نظام “حماس” القمعي الذي راقب أهل غزة حتى في غرف نومهم.