مجلة تايم: البحث العلمي يؤكد صحة أرقام الشهداء المعلن عنهم بغزة
أكد أكاديمي أميركي كبير ذو خبرة واسعة في مجال القياس الميداني للضحايا في الأزمات أن الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة في غزة عن ضحايا الحرب هناك دقيقة ولا تشوبها شائبة.
وقال عالم الوبائيات والأستاذ الفخري بكلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا الأميركية البروفيسور ليه روبرتس في مقال له بمجلة "تايم" الأميركية إن ما تنشره الوزارة الفلسطينية في غزة عن شهداء الحرب، ربما يكون أقل من الواقع.
وأشار البروفيسور روبرتس، الذي شارك في قياس الوفيات في الأزمات بالعديد من دول العالم، إلى أنه وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، نشرت المجلة الطبية "لانسيت"، مادتين حول مراقبة الشهداء في غزة، الأولى أجراها علماء ذوو خبرة كبيرة في "جامعة جونز هوبكنز" الأميركية، والأخرى أجريت في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي. وخلص كلاهما إلى أن أرقام غزة كانت معقولة وذات مصداقية.
وأوضح أن تحليل هوبكنز نظر في الجوانب الداخلية للبيانات مثل مقارنة تقارير اتجاهات المستشفيات بالأرقام الإجمالية ومعدلات القتلى بين موظفي الأمم المتحدة بتقارير وزارة الصحة الإجمالية من حيث اتجاهات وآليات الوفاة.
ولفت الانتباه إلى أن هناك عددا كبيرا من موظفي الأمم المتحدة في غزة، وهناك علاقات وثيقة للغاية بين معدلات القتلى هؤلاء الموظفين وإجمالي السكان، وعدد السكان الذين يموتون تحت القنابل في منازلهم.
أما تحليل مدرسة لندن، فقد نظر في بعض القضايا نفسها، ووجد ارتباطا شبه تام بين تقارير القصف الحكومية وصور الأقمار الصناعية، لكنه ركز على 7 آلاف حالة وفاة تم الإبلاغ عنها من خلال المرافق الصحية والمشارح خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال إن البيانات التي حللتها مجموعة لندن جاءت مباشرة من العديد من المرافق الصحية والمشارح، وشكلت معظم الأرقام الموجزة التي أصدرتها وزارة الصحة لاحقا، وخلصت المجموعة إلى أنه من غير المحتمل أن يكون هناك تلفيق للبيانات.
ومع ذلك، أكد البروفيسور روبرتس أن الأدلة التي تدعم مصداقية عدد الشهداء في تقارير وزارة الصحة في غزة تتجاوز هذين التقييمين.
ففي عام 2021، وجد تقييم لنظام مراقبة الوفيات بوزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء بالنظام أقل من الواقع بنسبة 13%. وفي الأزمات السابقة، توافقت تقارير منظمة أطباء بلا حدود والأمم المتحدة بشكل وثيق مع تقارير هذه الوزارة، على الرغم من النكران الإسرائيلي.
وذكر روبرتس أن معظم الدول في العالم تسجل في العادة أقل بكثير من 87% من ضحاياها، لكن غزة لديها العديد من الخصائص التي تجعل المراقبة تعمل بشكل جيد: ارتفاع عدد السكان من ذوي التعليم العالي، وقصر المسافة لوصول الناس للمرافق الصحية. وقال إن تقييما ممولا من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عام 2014 وجد أن 99% من الولادات تمت تحت إشراف اختصاصي صحي مدرب مقارنة بحوالي 80% على مستوى العالم.
وقال إن عدد القتلى في الحروب كان دائما موضوعا سياسيا وموضع اختلاف وصراع، لكن ما يبعث على الارتياح، هو أنه عادة ومع مرور الوقت، يكون للواقع والعلم طريقة لكسب القبول، وأحيانا حتى أثناء الصراع الجاري.