2.3 مليار شيكل في الشمال من 5.6 مليار مع غلاف غزة.. تكلفة إخلاء المستوطنين على مالية إسرائيل
في اليوم الـ 133 للحرب على قطاع غزة، بدأ خط التعرض للإصابة يتسع في الجبهة الشمالية على حدود لبنان حتى المستوطنين الذين لم يتم إخلاؤهم من بيوتهم ويبعدون نسبياً عن الحدود، يجدون أنفسهم يعيشون في ظل إطلاق الصواريخ، ولا يتمكنون من عيش حياة طبيعية.
و تقول المصادر العبرية إن الكثير من مستوطني الشمال يشعرون أن المنطقة التي يعيشون فيها والتي تم إخلاؤها أصبحت منطقة أمنية بين لبنان وإسرائيل، وهم في عدم يقين حول مستقبلهم.
حسب معطيات وزارة جيش الاحتلال فقد تم إخلاء 61 ألف مستوطن من الشمال منذ بداية الحرب
و حسب وزارة المالية الاسرائيلية، ستبلغ تكلفة إخلاء المستوطنين من مستوطناتالشمال على حدود لبنان و منطقة الجنوب من مستوطنات غلاف غزة حتى نهاية الشهر الحالي 5.6 مليار شيكل، منها 2.3 مليار لإخلاء منطقة الشمال.
و حسب وزارة السياحة في حكومة تل ابيب ، فإن متوسط سعر غرفة في فندق لليلة واحدة هو 500 شيكل. وحتى الآن تم دفع 2.2 مليار شيكل للفنادق التي نقل إليها المخلون من الشمال والجنوب. بدل السكن الذي يعطى للمخلين ومن اختاروا استئجار شقة بشكل مستقل وعدم الذهاب إلى الفندق، يبلغ 21 ألف شيكل شهرياً بالمتوسط لعائلة مع ثلاثة أولاد، تدفعه مؤسسة التأمين الوطني.
أما عن ضرب صفد الذي جرى أمس الاول فهو الأول منذ بداية الحرب. ولكن سمعت فيها صافرات الإنذار في السابق.لكن التغيير الجوهري كما يقول الاعلام العبري الآن هو أنه من بين الصواريخ الثلاثة التي أصابت المنطقة، صاروخ تم توجيهه لموقع عسكري، واثنان سقطا في جنوب صفد، الأمر الذي يدل على أن هذه الصواريخ موجهة لأهداف مدنية في المدينة للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
و في هذه الأثناء، فإن حجم الدمار في مستوطنات الشمال آخذ في الاتساع. فقبل أسبوعين نشرت وزارة جيش الاحتلال بأن 427 منزلاً تضررت بسبب إطلاق حزب الله الصواريخ، كما أن هناك عدد من المناطق يتم قصفها بشكل كثيف، بواسطة المسيرات، وتتكبد دماراً كبيراً، منها “شتولا” و”زرعيت” و”مرغليوت” والمنارة و”كريات شمونة” والمطلة.
و يقول مجلس المطلة، دان 120 منزلاً، تضررت بشكل كبير
الكثير من المستوطنات في الشمال لم يتم إخلاؤها على حساب الدولة العبرية، لأنها بعيدة عن منطقة الحدود. ولكن السكان أخلوا على حسابهم الخاص وعلى حساب المجلس الإقليمي أو على حساب متبرعين من الخارج. البعض فعلوا ذلك بسبب الخوف من اقتحام عناصر من حزب الله، والبعض بسبب صوت الحرب وعمليات قوات الاحتلال في المستوطنات، والأغلبية بسبب المس بقدرتهم على العيش بشكل طبيعي حسب التعبير.
رغم أن قرار الحكومة نص على أن يشمل الإخلاء بلدات في الخط 0 – 5 كم عن الحدود، فإن جيش الاحتلال أوصى بالإخلاء حتى خط 3.5 كم فقط. وهكذا بقيت مستوطنات في عدة مجالس إقليمية خارج تعليمات الإخلاء. الخدمات العامة التي تأثرت بسبب الحرب، مشلولة. سكان “الكيبوتسات” في الجليل الأعلى التي لم يتم إخلاؤها، قالوا بأنهم لا فاقدون لأي إمكانية للمكوث في بيوتهم؛ لأن جميع الخدمات العامة كانت في “كريات شمونة”، التي يتم قصفها بشكل متواتر وتم إخلاؤها في تشرين الأول الماضي. بعض هذه الخدمات مثل التعليم، هي خدمات من قبل الدولة، التي هي غير قادرة على توفيرها بشكل عادي لهؤلاء السكان.