المركز الوطني للسلامة يصدر التقرير السنوي لحوادث العمل للعام 2023
استمراراً لجهود جامعة بوليتكنك فلسطين في خدمة المُجتمع من خلال مراكزها المُتخصصة وإيماناً بأهميّة التوعية المُجتمعية في مجالات الصحة والسلامة المهنية، أصدر المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة في جامعة بوليتكنك فلسطين تقريره السنوي لحوادث العمل في الضفة الغربية للعام 2023، والذي أعده مدير المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة في جامعة بوليتكنك فلسطين الأستاذ مالك محمد سلهب.
ويُسلط التقرير الضوء على أكثر القطاعات المهنية خطورة والفئات العمرية للمتوفين وأماكن وقوع هذه الحوادث، حيث تساعد هذه الإحصائيات صناع القرار على تركيز وتكثيف حملات التوعية والإرشاد للعاملين وأصحاب العمل في المهن الأكثر خطورة، وللفئات الأكثر تعرضاً.
حيث شهد العام المنصرم، 21 وفاة مهنية، 15 منها في قطاع التشييد والبناء ولوحظ أنّ ثلث هذه الاصابات يعود سببه إلى السقوط من علوّ، ووفاة واحدة في القطاع الصناعي بسبب السقوط في بئر مصعد، وسجلت أيضاً وفاة في قطاع المقالع والتعدين بانقلاب جرافة، ووفاتان في قطاع النقل بسبب انقلاب شاحنة، ووفاة في قطاع الخدمات بسبب التكهرب ووفاة في القطاع الزراعي بسبب انقلاب جرار زراعي. ويعتبر عدد الوفيات لهذا العام أقل بنسبة 20% مُقارنة بالعام الماضي؛ حيث سجلت 26 وفاة مهنية.
ومن ناحية أعمار المتوفين، فقد كان نطاق الأعمار ما بين 28-70 عاماً، ومن ناحية أخرى؛ فالنسبة الأعلى للوفيات سُجّلت لعمال الفئة العمرية 41-50 عاماً بواقع 9 حالات وفاة، أما حالات الوفاة الأدنى فهي للفئة العمرية من 61-70 بواقع وفاتان. وكما وسجلت 4 وفيات لعاملين في الفئة العمرية من 31-40 عاماً، و 3 وفيات في الفئتين 20-30 و51-60 على التوالي.
ويعزى زيادة الحوادث في الفئة العمرية 41-50 عاماً إلى مجموعة من الأسباب، وهي: الثقة الزائدة بالنفس، انخفاض القدرات البدنية، الإصابة ببعض الأمراض واعتلالات الصحة، الضغط والتوتر الزائد، مقاومة التغيير، التعب والإرهاق بسبب العمل لفترات طويلة، ونقص التدريب المُتخصص.
ومن الناحية الجغرافية، فقد تم تسجيل 10 وفيات في جنوب الضفة الغربية تحديداً 9 وفيات في محافظة الخليل ووفاة واحدة في بيت لحم، 6 وفيات في الشمال 5 منها في محافظة نابلس ووفاة في محافظة جنين، و5 وفيات في وسط الضفة الغربية (القدس ورام الله). حيث تعتبر زيادة الحوادث المُميتة في أي منطقة مُؤشر لضعف ثقافة السلامة والصحة المهنية في تلك المنطقة وقلة الحملات التفتيشية والإرشادية من الجهات ذات العلاقة، وهذا بدوره يشكل دافعاً للجهات المختصة لتكثيف الحملات التوعوية والإرشادية للعاملين وأصحاب العمل حول مسببات هذه الحوادث والوفيات في هذه المناطق.
ومن ناحية تكرار الحوادث، وحسب الإحصائيات، فقد تكررت بعض الحوادث بنفس الطريقة والظروف، حيث سجلت 10 وفيات بسبب السقوط من علو 9 منها في القطاع الإنشائي وواحدة في القطاع الصناعي، ومن ناحية أخرى تكررت 4 وفيات بانقلاب آليات، وفاتان بسبب سقوط أجسام من علو ووفاتان بسبب انهيار التربة على العاملين أثناء القيام بأعمال حفريات. ودلالة تكرار وقوع الحوادث بنفس الطريقة هو عدم إجراء التحقيق الكافي والفعّال لاستخلاص الدروس والعبر لمنع الحدوث مرة أخرى؛ أو بمعنى آخر عدم التعلم من تكرار الحوادث المهنية Learning from Incidents ونشر نتائج التحقيق أولا بأول.
وفي الختام، يُعزى سبب حدوث وتكرار الوفيات المهنية القاتلة في سوق العمل الفلسطيني إلى ضَعف ثقافة السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى ضعف التدريب الأولي المقدم للأيدي العاملة قبل الانخراط في أي عمل جديد، أيضاً عدم توفير معدات الوقاية الشخصية للعاملين خاصة في الشركات والمؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم، وعدم تدريب العمال بشكل دوري على ارتداء أدوات السلامة في أماكن العمل بشكل صحيح، وغياب سياسات السلامة والصحة المهنية الواضحة OSH Policy، وأنظمة العمل الآمنة Safe Systems of Work إلى جانب عدم وجود كِفاية مشرفي سلامة وصحة مهنية في المؤسسات الصناعية والخدماتية.
وللحدّ من هذه الوفيات إلى جانب الإصابات المهنية على المستوى الوطني، صدَر مؤخراً قرار بقانون رقم (3) لسنة 2019م بشأن لجان ومشرفي السلامة والصحة المهنية في المنشآت، والملزم بوجود مشرف للسلامة والصحة المهنية في المنشآت يقوم وحسب المادة رقم 2 من القرار بتعزيز الرقابة الداخلية في المنشآت ومواقع العمل، لتوفير بيئة عمل صحية وآمنة، وتوفير اشتراطات السلامة والصحة المهنية الواردة في قانون العمل النافذ بهدف الحد من حوادث وإصابات العمل وأمراض المهنية.