مركز "شمس" قرار مجلس الأمن لا يرتقي إلى مستوى المذابح التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة
أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رقم (2720) الذي صدر بأغلبية (13) عضواً وامتناع عضوين عن التصويت لا يرتقي إلى مستوى الحالة الكارثية الناتجة عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إذ أن هذا القرار لم يتضمن أية إشارة إلى وقف إطلاق النار ووقف عمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد ما يزيد عن (20) ألف شهيد، وإصابة أكثر من (52) ألف جريح ونزوح أكثر من (1.7) مليون مواطن من مدنهم وقراهم ومخيماتهم في قطاع غزة بسبب التدمير الممنهج للمباني والمنشآت السكنية والأعيان المدنية في قطاع غزة.
وشدد مركز "شمس" على أن هذا القرار يبرهن من جديد على عجز هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها عن حماية وتحقيق الأهداف والمبادئ التي أنشئت من أجلها والتي جاءت بعد الأهوال والجرائم المروعة التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية، إذ أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن الحالة في قطاع غزة تشكل تهديداً للأمن والسلم الدولي هي بمثابة قرع ناقوس الخطر لمجلس الأمن الدولي من أجل التحرك العاجل لوقف هذا التهديد، ولكن مجلس الأمن الدولي يبرهن مرة أخرى عن عجزه وفشله في حماية الأمن والسلم الدولي من خلال عدم إدراج بند وقف شامل وكامل للحرب في قطاع غزة ، بمعنى أن حالة تهديد الأمن والسلم الدولي سوف تستمر ، وقد تتحول إلى حرب إقليمية شاملة ودخول أطراف جديدة إلى هذا النزاع بطرق ووسائل مختلفة .
وندد مركز "شمس" بالموقف الأمريكي في مجلس الأمن الدولي الممتنع عن تأييد القرار رغم أنه تم تضمينه كافة الملاحظات والتحفظات الأمريكية مما أدى إلى إفراغ القرار من مضمونه، ورغم كل ذلك امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت في إشارة إلى منح الاحتلال ضوءً أخضراً جديداً لإمكانية التنصل من تطبيق هذا القرار، ويكشف عن سياسية المعايير المزدوجة التي تتعامل بها الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالنظام الدولي والقانون الدولي، ففي الوقت التي تصر فيه الولايات المتحدة وحلفائها على إدانة ما يحدث في أوكرانيا وتعتبره جرائم حرب فإنها تقف إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها وتوفر لها الغطاء السياسي في مجلس الأمن الدولي وتقوم بتزويدها بالمساعدات العسكرية تحت ادعاء حق الدفاع المشروع عن النفس.
وذكّر مركز "شمس" أن هذا القرار هو قرار ضعيف وغير فاعل وغير عملي بسبب عدم تضمينه آلية واضحة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ، وأن الإشارة إلى الظروف المواتية لوقف العمليات العسكرية هو محاولة لإبقاء المجال مفتوحاً أمام ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة وجرائم الحرب بحق المدنيين في قطاع غزة ، إضافة إلى أن هذا القرار لم يتضمن أية إدانة للجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة على مدار (77) يوم ، وأن إشارته إلى دعوة كافة الأطراف لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية في إشارة ضمنية إلى المساواة بين الاحتلال الذي يفرض الحصار ويرتكب الجرائم وغيره من الأطراف، إضافة إلى أن هذا القرار لم يصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أي أنه في حال عدم التزام إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال بتنفيذه لن يفرض عليها أية عقوبات أو التزامات، وافتقاره إلى أية آليات واضحة من أجل تنفيذه، وذلك ناتج عن التعنت الأمريكي والمماطلة والتهديد بإسقاطه إذا لم يتضمن الملاحظات الأمريكية، ورغم كل ذلك امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت ولم تدعم القرار.
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدم الخضوع للضغوط والإملاءات التي تمارسها الإدارة الأمريكية في هيئة الأمم المتحدة، وضرورة الانتصار للمبادئ النبيلة ورسالتها السامية التي أسست من أجلها هيئة الأمم المتحدة وأهمها حماية الأمن والسلم الدولي وحماية حقوق الإنسان وكرامته وإقامة عالم يسوده الأمن والاستقرار والرخاء بعيداً عن ويلات الحروب والنزاعات.