المالكي يُلقي كلمة دولة فلسطين ضمن مؤتمر الأطراف ال ٢٨ لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ
ألقى معالي وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، اليوم السبت الموافق ٢ كانون أول ٢.٢٣، كلمة دولة فلسطين في قمة قادة مجموعة ٧٧ والصين، والتي عُقدت على هامش أعمال مؤتمر الأطراف ال ٢٨ لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ المُنعقد في دبي- الإمارات العربية المتحدة.
أعرب الوزير المالكي عن تقديره لجمهورية كوبا على جهودها في توجيه عمل المجموعة المعنية بتغير المناخ وقضايا أخرى متعلقة بالتنمية المستدامة، وعلى عقد هذه القمة التاريخية والأولى لقادة المجموعة على هامش اجتماعات تعير المناخ. وأكّد على أهمية قمة قادة ال٧٧ والصين لتحقيق توافق في الآراء بين المجموعة حول التحديات التي يفرضها تغير المناخ، والتركيز على وجه الخصوص على الحاجة إلى عكس اتجاه الاحترار العالمي.
وأشار المالكي إلى أنّ الحياة على الأرض تدفع ثمن تصرفات البلدان المتقدمة التي أدّت بشكل تراكمي إلى أزمة تغير المناخ العالمية الشديدة، ويجب عليها تحمل مسؤولياتها بهذا الصدد.
وأعرب الوزير المالكي أيضاً عن تقديره للدولة المستضيفة ورئيس الدورة ٢٨ لمؤتمر الأطراف، دولة الإمارات العربية المتحدة، على جهودها في تنظيم وإدارة المؤتمر وكذلك عن تقديره لجمهورية مصر العربية التي ترأست الدورة ٢٧ لمؤتمر الأطراف، على دورها الرائد لتحقيق القرار التاريخي بالاعتراف بالحاجة إلى التمويل للاستجابة للخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار السلبية لتغير المناخ، وإنشاء صندوق لهذا الغرض.
وأكّد المالكي على ضرورة العمل المشترك بين الدول الأعضاء لإنجاز المواضيع التي تهم المجموعة، بما يشمل، من بين أمور أخرى:
1. الالتزام المشترك بتعزيز الإدارة البيئية الدولية لتعزيز التكامل المتوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة.
2. استكمال عملية التقييم العالمي الأولى بموجب اتفاق باريس 2015، وتعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وفقاً لأهدافها ومبادئها وأحكامها.
3. الاتفاق على كيفية إدارة صندوق جديد لمعالجة "الخسائر والأضرار" دون الإخلال بميزان القوى أو منع جميع الدول النامية المعرضة للمناخ من الوصول إليه مباشرة وعلى أساس المنح.
4. التوصل إلى هدف جماعي وكمي جديد بشأن تمويل المناخ يضمن النجاح والتنفيذ الفعّال لاتفاق باريس.
5. دعم الهدف العالمي للتكيف من أجل التنفيذ الفعال لاتفاق باريس ووضع اللمسات الأخيرة على برنامج عمل جلاسكو-شرم الشيخ الشامل لمدة عامين في الدورة ١٨ لمؤتمر الأطراف.
من جانبٍ آخر، أشار الوزير المالكي إلى الوضع البيئي الكارثي الذي يواجهه شعبنا في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني. حيث أدت هذه الحملة الاجرامية إلى قتل أكثر من ١٥٠٠٠ فلسطيني مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير ما لا يقل عن 60% من المباني في غزة، بما في ذلك الجامعات والمستشفيات ومئات المدارس، ودمرت البنية التحتية مما تسبب في أضرار لا تُوصف للنظام البيئي الهش بالفعل، وأدّى إلى زيادة في تلويث إمدادات المياه الجوفية. علاوة على تدمير مساحات واسعة من الأراضي وتحوليها إلى أراضٍ مقفرة وغير قابلة للحياة. ناهيك عن استخدام إسرائيل الواسع النطاق والمنهجي للذخائر المختلفة ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الفسفور الأبيض المحرّم دولياً على المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة. حيث سينتج عن استخدام هذه المادة الكيميائية المدمّرة آثار بيئية طويلة المدى على غزة، فضلاً عن الآثار الصحية على السكان.
وحثّ المالكي الدول الأعضاء على دعم جهود فلسطين لضمان الوقف الفوري لهذا العدوان غير القانوني، وتحقيق المُساءلة عن الجرائم المُرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك هذه الجريمة الخطرة بيئياً.
في نهاية كلمته، أكّد المالكي على استعداد دولة فلسطين لتكون طرفاً فاعلاً وإيجابياً في تحقيق أهداف هذه القمة والمجموعة.