الهدنة المؤقتة تكشف الويلات و حجم الدمار و القتل في قطاع غزة
كشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة التي بدأت صباح اليوم الجمعة، عن حجم الكارثة الإنسانية والدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال في مناطق متفرقة خاصة مدينة غزة وشمال القطاع.
و كان مئات الآلاف من النازحين عادوا الى مناطقهم لتفقد منازلهم وأحيائهم خاصة بالمناطق الحدودية وتلك التي توغلت فيها الآليات الاحتلال العسكرية .
واكتشف المواطنون حجم الكارثة والجرائم والدمار الهائل الذي خلفته الإحتلال في مناطق سكنهم.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأنهم خلال عودتهم إلى منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزة وفي بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمالا) عثروا على جثث لعشرات الشهداء الذين قتلهم جيش الإحتلال.
وأوضح الشهود، أن الجثث كانت متحللة مما يشير إلى إستشهادهم قبل عدة أسابيع خلال عمليات التوغل أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوب القطاع.
كما اكتشف المواطنون حجم دمار هائل خلفه القصف الجوي وعمليات التوغل البري في مناطق مدينة غزة والشمال.
وذكر الشهود أنهم وجدوا أحياء سكنية كاملة تضم مئات المباني وعشرات آلاف الوحدات السكنية مدمرة بشكل كلي، إضافة للدمار الهائل الذي لحق في الطرقات ومباني المؤسسات الحكومية والأهلية والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
ومن بين أكثر المناطق التي شهدت دمارا واسعا بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وأحياء الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين ومحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
بدورها بدأت أطقم الإنقاذ بمحاولة انتشال الجثامين قتلى من بعض المباني المدمرة بتلك الأحياء، وفق الشهود.
وأصابت صدمة كبيرة آلاف المواطنين عندما رأوا منازلهم مدمرة ومحاطة بالشهداء والدماء.
و قال سهيل عبد النبي من منطقة بئر النعجة في بلدة جباليا لوكالة الأناضول، إنه صدم عندما اكتشف أن منزله مدمر، وقد تركه سليما قبل نحو أسبوعين عندما نزح من المنطقة إلى حي التفاح شرق مدينة غزة.
ويضيف عبد النبي في حديث عبر الهاتف: خرجت صباحا مشيا على الأقدام من إحدى المدارس التي أتواجد فيها مع عائلتي في حي التفاح وبعد ساعتين وصلت لاكتشف أن منزلي مدمر بشكل كامل.
ويتابع: عثرنا على جثامين شهداء في منطقتنا وهم أفراد عائلات حاولوا النزوح من المنطقة قبل أيام واستهدفهم الجيش الإسرائيلي بقذائف المدفعية والطائرات الحربية دون طيار.
وفي مناطق الشمال أيضا خاصة بمحيط المستشفى الإندونيسي ببلدة جباليا انتشر دمار هائل بعد أن اقتحم الجيش الإحتلال المستشفى وقصف محيطه بعدد كبير من القذائف خلال ساعات الليلة الماضية.
ويقول مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، في تصريح للأناضول، إن الاحتلال قصف المستشفى الإندونيسي بعنف الليلة الماضية وهدمت دباباته وجرافاته سوره وجدرانا فيه أيضا.
ويضيف البرش ان الدبابة دخلت المبنى الرئيسي للمستشفى بعد أن دمرت بوابته وهدمت أحد جدرانه وأطلقت النار على المرضى والأطقم الطبية مما أدى لمقتل امرأة مصابة.
ويشير إلى أن جميع الشوارع المحيطة بالمستشفى الإندونيسي دمرتها الدبابات الإسرائيلية بشكل تام.
ويلفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يتصل بإدارة المستشفى بشكل دائم لإجبار من فيها على الخروج منها.
أما في مجمع الشفاء الطبي فإن قوات الإحتلال، انسحبت اليوم الجمعة، بعد نحو 10 أيام من اقتحامه وتدمير أجزاء مهمة فيه منها مولدات الكهرباء بالمستشفى وأجهزة طبية بينها إضافة لمضخات الأكسجين.
كما أحدث الإحتلال تفجيرات في بعض أقسام ومباني المستشفى الأكبر بالقطاع، وفق شهود عيان.
وفي السياق، ذكر مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي للأناضول، أن نحو 180 مريضا و7 من الأطقم الطبية مازالوا متواجدين في الشفاء.
كما تتمركز الآليات العسكرية التابعة للإحتلال في منطقة شارع الرشيد على امتداد محافظة الشمال ومدينة غزة علاوة على تواجدها في الجزء الجنوبي من حي الزيتون ومنطقة الشيخ عجلين.
وحافظ جيش الاحتلال على تواجد قواته البرية في أجزاء من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وفق مصادر محلية.
وخلال الليلة الماضية، شنت الاحتلال الطائرات الحربية والآليات المدفعية والدبابات غارات عنيفة على مناطق واسعة في مدينة غزة وشمال القطاع كما اندلعت اشتباكات واسعة بين عناصر الفصائل وقوات الاحتلال في منطقة الصفطاوي شمال غزة.
وشنت طائرات الإحتلال غارات عنيفة تعرف باسم الحزام الناري بمنطقة جباليا البلد مما أسفر عن دمار واسع وتدمير عدد من المنازل إضافة لإصابة عشرات الفلسطينيين.
واستهدفت المدفعية مدينة الشيخ زايد في بلدة جباليا كذلك، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات وتدمير شقق سكنية بالمدينة.
هذه الأحداث المتسارعة جاءت قبل ساعات من دخول اتفاق التهدئة الإنسانية المؤقتة حيز التنفيذ صباحاً
