أخصائي: مسؤوليتنا الآن العمل على تضميد الجراح النفسيّة لأهلنا المكلومين بغزة
أكد الأخصائي والإستشاري النفسي الدكتور محمد راجح العوري أن ويلات الحرب الدامية على أهلنا في قطاع غزة تسببت في تبدل حياة الكثير من الناس وإحداث علامة فارقة في حياتهم على نحوٍ يفوق من قدرة الناس على استيعاب ما حدث وما يمكن أن يحدث في المستقبل، نتيجة ما أفرزته هذه الحرب من مشكلات وأزمات نفسية لدى شريحة واسعة من الناس بسبب حالة الدمار التي خلفتها الحرب للمنازل والمباني والمرافق المختلفة وما صاحبها من إستشهاد العشرات من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ على إمتداد محافظات قطاع غزة
وأوضح العوري في تصريح له أن الحرب تتسبب في إحداث جروح عميقة في نفوس الناس وأجسادهم لا سيما لدى الأطفال والتي وبكل تأكيد لا يمكن التخلص منها بسهولة، حيث تعتبر أصوات القنابل والصواريخ وصور أشلاء الجثث المتناثرة في الطرقات وتحت أنقاض البيوت المهدمة من أشد الصدمات التي لا يمكن تجاوزها بسهولة بل تبقى حاضرة لفترة طويلة في مخيلة الكبار والصغار على حد سواء، حيث تشير العديد من الدراسات النفسية أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحروب يعانون من اضطرابات نفسية عديدة كالاكتئاب والقلق و"اضطراب ما بعد الصدمة" واضطرابات نفسية أخرى.
وشدد العوري على أهمية تقديم الدعم والاسناد النفسي الدائم والمستمر لكافة المتضررين من الحرب، حيث يبدأ العلاج بالوقاية من خلال التوعية والتدريب والتثقيف النفسي بأهمية التعامل مع بعض الأعراض النفسية التي قد تظهر والعمل على رفع الروح المعنوية للناس واسنادهم بكل الطرق حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم
وختم العوري قائلاً: نحن من نضمد جراحنا بأيدينا بوحدتنا وتماسكنا وتعاضدنا وتعالينا على الجراح.