محكمة الاحتلال تبرئ قاتل الشهيد إياد الحلاق وقرار بترقيته
قضت محكمة الاحتلال المركزية في القدس، اليوم الخميس، ببراءة الشرطي قاتل الشهيد إياد الحلاق، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أعدم ميدانيا بواسطة عنصر في وحدة "حرس الحدود" في البلدة القديمة بالقدس، يوم 30 أيار/ مايو 2020، فيما احتج والدا الشهيد، وطالبا بـ"العدالة لإياد"، وبـ"استنفاد القانون ضد الشرطي القاتل".
واحتجت عائلة الشهيد الحلاق على القرار الصادر عن القاضية حنّة لومب، عقب مماطلة طويلة من السلطات القضائية الإسرائيلية التي تنظر في هذه الجريمة منذ نحو ثلاث سنوات، ونص القرار على "تبرئة" الشرطي القاتل من تهمة "الإماتة بتهور" وهي تهمة توفر للقضاء الإسرائيلي مساحة أكبر للمناورة من الناحية القانونية في ما يتعلق بجرائم القتل.
وتبنت القاضية لومب ادعاءات الشرطي القاتل بـ"الدفاع عن النفس"، كما قررت المحكمة أن الشرطي القاتل "ارتكب خطًأ فادحا عندما اعتقد أن الشخص الذي يقف أمامه هو مخرب مسلح" في منطقة كثرت فيها العمليات، وأنه "لم يكن يعلم أن إياد شخص بريء من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وزعمت القاضية في قرارها أنه "كان المرحوم إياد شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولقي حتفه للأسف في ظروف مروعة. ولكن مع كل الاحترام الواجب، يجب على المحكمة أن تقوم بعملها، حتى لو كان صعبا للغاية"؛ في حين هتف والدا الحلاق يطالبان بالعدالة لانبهما، وشددا على تحيّز القضاء الإسرائيلي لصالح اليهود وعناصر أمن الاحتلال.
وادعت القاضية أن الشرطي القاتل "تصرف بحسن نية، ولم يكن لديه وعي شخصي بأنه كان يخاطر بشكل غير معقول". وزعمت أنه "عندما يقوم شخص أصيب للتو برصاصة في الجزء السفلي من جسده وسقط على الأرض، بحركة سريعة إلى أعلى، على الرغم من تلقيه أمرا بعدم التحرك وعندما يتم توجيه بندقية إليه، فمن المؤكد أن المقاتل قد يفسر ذلك على أنه إظهار للشجاعة من جانب إرهابي لا يستسلم ويحاول الضرب مرة أخرى".
وأعربت القاضية عن أملها في أن "يتم استخلاص الدروس من هذه الحادثة، سواء في دراسة نظرية القتال أو الجهات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، أو على أقل تقدير أن الحدث سوف يرفع الوعي بأن السلوكيات المختلفة يمكن أن تنشأ كذلك بسبب الاحتياجات الخاصة".
ورحب وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي كان قد احتفى بالشرطي القاتل ووصفه بـ"البطل"، بقرار المحكمة، قائلا إن "مقاتلينا الأبطال الذين يخرجون للدفاع عنا وعن دولة إسرائيل بأكملها بأجسادهم، سيحصلون على عناق ودعم كامل مني ومن حكومة إسرائيل".
وعبّر والدا الشهيد الحلاق عن احتجاجهم على قرار القضاء الإسرائيلي، وصرخا في وجه الشرطي الضالع بإعدام الشهيد الحلاق: "أنت قاتل، ابني تحت الأرض، لا عدالة لأياد". فيما هتف والد الشهيد: "عار على المحكمة!، لليهود نظام قضائي وللعرب نظام آخر. أنتم جميعًا إرهابيون! ابني تحت الأرض!".
مكافئة القاتل... إشراكه بدورة لتخريج الضباط
كما رحب قائد "حرس الحدود"، أمير كوهين ، بالحكم القضائي، قائلا إن الشرطي القاتل سيعود إلى التشكيل القتالي لقواته ويشارك في دورة لتخريج وإعداد الضباط "في غضون أسابيع قليلة". وقال المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، إنه يعتقد أن المحكمة كانت على حق في قرارها، وعبّر عن "دعمه للشرطي طوال التحقيقات والمسار القضائي".
وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد قدمت في 27 شباط/ فبراير 2022، إلى المحكمة المركزية في القدس، لائحة اتهام ضد الشرطي الذي أعدم الشهيد الحلاق، ونسبت إليه إطلاق النار عليه "بشكل متهور"، بينما كان الشهيد الحلاق في طريقه إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة في القدس المحتلة.