مديرة مشروع مهرجان الفيفا للمشجعين: نتطلع إلى تقديم خير قدوة لبناتنا وللأجيال القادمة
كفاءات قطرية واعدة على طريق الإعداد لكأس العالم 2022
مديرة مشروع مهرجان الفيفا للمشجعين: نتطلع إلى تقديم خير قدوة لبناتنا وللأجيال القادمة
ميعاد العمادي: تغمرني مشاعر الفخر بعد أكثر من عشر سنوات من العمل ضمن فريق التحضير للمونديال
قبل أسابيع قليلة على انطلاق صافرة البداية لافتتاح كأس العالم FIFA قطر 2022™؛ تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلقاء الضوء على كفاءات قطرية، من بين المئات من الكوادر الوطنية، التي أسهمت بفاعلية في رحلة التحضير لاستضافة النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي.
وضمن سلسلة جديدة بعنوان: "صناعة التاريخ"؛ أجرى موقع (Qatar2022.qa) حواراً مع السيدة ميعاد العمادي، مديرة مشروع مهرجان الفيفا للمشجعين، والتي انضمت إلى اللجنة العليا في العام 2012، وشغلت مناصب في العديد من الإدارات، خلال مشوار امتد لأكثر من عشرة سنوات، من بينها إدارتي التواصل المجتمعي، والتفاعل مع المشجعين.
وأعربت العمادي، التي تعد أول قطرية تحصل على شهادة الماجستير من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عن فخرها بالمشاركة في التحضيرات لاستضافة الحدث الرياضي الأهم في العالم، بعد سنوات طويلة من العمل الجاد والتفاني على الطريق لتنظيم بطولة تاريخية لعشاق كرة القدم من أنحاء العالم، مشيرة إلى أنها تشارك تفاصيل رحلتها في هذا المشروع الاستثنائي مع ابنتها مما يشعرها بمزيد من الاعتزاز والفخر بما يحققه فريق العمل من إنجازات.
الانضمام لفريق اللجنة العليا
وحول التحاقها بالعمل في اللجنة العليا قبل أكثر من عشرة سنوات، قالت العمادي إن الإسهام في التحضير لتنظيم البطولة لم يخطر على بالها، رغم أنها من المشجعين المتحمسين لكرة القدم، إلا أن نيل شرف المشاركة في استضافة المونديال يفوق الخيال بالنسبة لها، وأشبه ما يكون بحلم تحول إلى حقيقة.
وأضافت: "يطمح الجميع إلى تمثيل بلدانهم في حدث ضخم مثل كأس العالم، وبالنسبة لي كرياضية شغوفة بكرة القدم، يعد مجال عملي الحالي المسار المهني المثالي الذي أحلم به. أشعر أنني سعيدة الحظ لمشاركتي في هذا المشروع العالمي منذ البداية، حيث كنت أعمل في قنوات "بي إن سبورتس" عندما فازت قطر بحق استضافة كأس العالم في 2 ديسمبر 2010."
وعن البدايات الأولى لعملها في اللجنة العليا، قالت العمادي إنها انضمت حينها إلى فريق صغير يتولى تنفيذ مشاريع محلية، ثم حالفها الحظ والتحقت بفريق التواصل المجتمعي، المسؤول عن تقديم الاستشارات وتنظيم الأحداث والفعاليات خلال أبرز المحطات على طريق الإعداد لاستضافة البطولة.
وتابعت: "عملت أيضاً في إطلاق برنامج التطوع في اللجنة العليا، ومن حُسن حظي أن مجال عملي يتركز في المقام الأول في التعامل مع الناس ومشاركتهم فرحتهم وابتساماتهم وفخرهم. وأرى أن التعامل مع الناس يمثل الجانب الأفضل في مهام وظيفتي، التي أمضي من خلالها أوقاتاً ممتعة في التعرف على ثقافات أخرى وتذوق أصنافٍ مختلفة من المأكولات، والاستماع لموسيقى من شتى أنحاء العالم، وهو ما يشكل مصدر إلهام كبير بالنسبة لي."
تحديات وإنجازات
وتطرقت العمادي إلى التحديات التي واجهتها في رحلة عملها في اللجنة العليا، مشيرة إلى أنها نجحت في التغلب على الكثير من العقبات، وتحرص دائماً على نشر روح التعاون وتعزيز الحماس لدى فريق العمل، لبذل كل الجهود الممكنة لتغيير التصورات السلبية عن قطر والبطولة، عبر الاعتماد على الخبرات الواسعة لفريق عمل متكامل يتشارك أفراده هدفاً واحداً، ويعيشون معاً أجواء كأس العالم.
وحول الإنجازات التي تفخر بها في مسيرتها المهنية مع اللجنة العليا، أكدت العمادي أن مشاهدة مشاريع البطولة عند اكتمالها يغمرها بمشاعر لا توصف من الرضا والسعادة، حيث يكلل إنجاز كل مشروع جهود فريق العمل، وأضافت: "عندما أغادر مقر عملي في برج البدع وأشاهد شارع الكورنيش في طريق عودتي إلى المنزل، أتذكر أننا نقترب أكثر فأكثر من موعد انطلاق الحدث التاريخي، وأشعر بكثير من الفخر، خاصة مع نجاحنا في تجاوز العديد من التحديات طوال السنوات الماضية، بما في ذلك انتقادات بعض وسائل الإعلام، والظروف الاستثنائية التي عشناها خلال الجائحة."
من الوكرة إلى ميدان الرياضة
وتقيم العمادي في مدينة الوكرة، جنوب العاصمة القطرية الدوحة، والتي تحتضن أحد استادات المونديال الثمانية، وفيها تلقت تعليمها، حيث كان قد وقع عليها الاختيار لتنضم إلى الدفعة الأولى من تلاميذ مدرسة البيان العلمية، وبعد إتمام المرحلة الثانوية؛ درست العمادي في كلية الحوسبة والمعلوماتية بالجامعة الأمريكية في إمارة الشارقة.
وقالت العمادي إن تخصصها الجامعي يختلف كلياً عن مجال عملها الحالي، مشيرة إلى أنها خاضت العديد من مجالات العمل في المراحل الأولى من مسيرتها المهنية في سبيل العمل في وظيفة تلبي شغفها وتطلعاتها، بما في ذلك البنوك والشركات العقارية ومن ثم التحقت بقنوات "بي إن سبورتس" الرياضية، وعندها أدركت أن الرياضة هي غايتها المنشودة والمجال الذي يحقق ما تطمح إليه على الصعيد المهني.
وحول بدايات العمل في مجال الرياضة، قالت إنها اعتادت متابعة الأحداث الرياضية بشكل دائم، إلا أنها لم تكن على دراية بالفرص المتاحة أمامها في هذا المجال، في ضوء مؤهلاتها العملية وكونها امرأة، حيث لم يكن الكثير من السيدات منخرطات في قطاع الرياضة في عام 2006، ولكن في الأسبوع الأول من عملها في "بي إن سبورتس"، غمرتها مشاعر السعادة والحماس، لتبدأ رحلتها مع المؤسسة الرياضية المرموقة والتي استمرت لأكثر من خمس سنوات.
الشغف بكرة القدم
وعند سؤالها عن أهمية لعبة كرة القدم بالنسبة لها، وفريقها المفضل، قالت العمادي: "أنا مشجعة متحمسة لنادي ريال مدريد، وقد لا يتوقع ذلك من لا يعرفني، فأنا أتابع مباريات الفريق أينما حلّ، وكنت حريصة قبل الجائحة، وعلى مدى تسع سنوات، على حضور جميع مباريات كلاسيكو الأرض، بين قطبي الدوري الإسباني؛ ريال مدريد وبرشلونة، كما حضرت جميع المباريات النهائية التي كان النادي الملكي طرفاً فيها.
وقالت: "عندما ألتقي الناس، عادة ما يتساءلون: "هل أنت ميعاد التي تتحاور مع المتابعين حول كرة القدم على تويتر؟" فأنا مغرمة بهذه اللعبة الرائعة، وأتشارك الشغف بها مع عائلتي، فجميع أفراد العائلة من إخوة وأعمام وأبناء عمومة يحبون الساحرة المستديرة التي تجمعنا تحت مظلتها، وشكلت جزءاً أساسياً من حياتنا الأسرية منذ سن مبكرة. لا شك أن ثقافة كرة القدم تتشكل عندما يعتبرها أفراد المجتمع جزءاً من أسلوب حياتهم، وليست مجرد لعبة."
سأشجّع منتخبين في المونديال
وبالحديث عن منتخبها المفضل خلال منافسات البطولة المرتقبة؛ قالت العمادي: "في بطولات كأس العالم السابقة، كنت أشجّع المنتخب الإسباني، وما زلت أذكر سعادتي بفوز إسبانيا بلقب المونديال للمرة الأولى والوحيدة إلى الآن، عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم في 2010. وبخلاف بطولات كأس العالم السابقة؛ سأشجّع منتخبين في هذه النسخة من المونديال، وهما منتخب بلادي قطر، خلال مشاركته في كأس العالم لأول مرة، ومنتخب لاروخا، وأتمنى أن يتمكنا من تقديم أفضل أداء، وتحقيق نتائج متميزة في مشوارهما ضمن منافسات المجموعتين الأولى والخامسة، والوصول إلى أدوار متقدمة البطولة."
فوز قطر بتنظيم المونديال
وبالعودة إلى العام 2010 عندما أعلن عن فوز قطر بشرف استضافة كأس العالم 2022، قالت العمادي: "رغم مرور كل هذه السنوات على إعلان فوز قطر بحق استضافة المونديال؛ تغمرني مشاعر لا توصف كلما شاهدت ذلك الإعلان التاريخي، وهو بلا شك شعور يلازم الجميع في قطر. وتابعت: "لا يمكنني أن أنسى تلك اللحظة، عندما نظرت إلى أفراد أسرتي ورأيت والدتي تبكي من الفرح، بينما تعالت صيحات الصغار من فرط حماسهم لفوز بلادنا بتنظيم البطولة، لذلك ما يزال ذلك المشهد الاستثنائي محفوراً في ذاكرتي."
وأضافت: "ما تزال تلك الدقائق ماثلة أمامي عندما غمرتنا جميعاً مشاعر الاعتزاز والفخر في مناسبة وحدتنا جميعاً من كافة الأجيال من مواطنين ومقيمين، فقد شكل فوز قطر بتنظيم البطولة دليلاً قوياً على قدرتنا في تحقيق ما نحلم به. وأرى في هذا الإنجاز نصراً كبيراً يحفزني للعمل كل يوم، وبذل أقصى جهودي في المشاركة لاستضافة حدث تاريخي يترقبه العالم بأسره."
مهرجان الفيفا للمشجعين
وفيما يتعلق بالمهام الموكلة إليها خلال البطولة المرتقبة بعد أيام قليلة؛ أوضحت العمادي أن دورها يشمل الإشراف على إدارة الفعاليات في مهرجان الفيفا للمشجعين، إحدى أهم الوجهات الترفيهية العديدة التي تستهدف الجمهور خلال البطولة العالمية.
وقالت: "يقع مهرجان الفيفا للمشجعين في حديقة البدع بالدوحة، ويتسع لأكثر من 40 ألف شخص، وسيشهد مونديال قطر 2022 انطلاقة جديدة للمهرجان، ليمثل وجهة فريدة تستضيف فعاليات ترفيهية متنوعة لجمهور كرة القدم من أنحاء العالم، ويستقبل جمهور البطولة بداية من 19 نوفمبر المقبل، ليستمتع الجميع بأروع الأوقات، مع شاشات ضخمة لبث المباريات مباشرة في الهواء الطلق، إضافة إلى عروض وأنشطة ترفيهية أخرى، وتشكيلة واسعة من المأكولات والمشروبات، ما يضمن للجمهور أوقاتاً مبهرة مليئة بالمرح والتسلية."
رسالة إلى المرأة القطرية
وفي الختام توجّهت العمادي بحديثها إلى الشابات القطريات في بدايات مسيرتهن المهنية، مؤكدة وجود فرصٍ لا حصر لها أمام المرأة القطرية، والتي تحظى بكل الدعم من القيادة الحكيمة في الدولة، حيث حرصت على إتاحة أحدث النظم التعليمية والصحية، كما تواصل البلاد استقطاب أفضل الكفاءات التي تثري الخبرات، وتخلق المجال للتعلم واكتساب المهارات.
وأضافت: "نصيحتي لكل امرأة قطرية، أن تسعى لتحقيق ما تحلم به، حتى وإن لم تجد غايتها في البداية، عليها مواصلة المحاولة إلى أن تصل إلى المسار الذي يلبي طموحاتها، ويطلق العنان لإمكانياتها، وأن تتحلى بالعزيمة والإرادة والاستفادة من الفرص المتاحة بكل حماس وشغف، والتغلّب على ما قد يواجهها من تحديات، وأدعو كل امرأة في بلادي إلى أن تكون القوة الدافعة للتغيير الإيجابي في مجتمعنا، وأن تمثل خير قدوة لبناتنا وللأجيال المقبلة."