إردوغان: اتفقنا مع السعودية على دفع التعاون الاقتصادي المشترك

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن أنقرة والرياض اتفقتا على دفع التعاون الاقتصادي المشترك إلى الأمام، زذلك في تصريحات على متن الطائرة خلال عودته من السعودية، إثر زيارة استغرقت يومين.

وأضاف إردوغان، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية التركية، اليوم السبت، أنه "اتفقنا مع الرياض على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة بين تركيا والسعودية من خلال فعاليات تجمع مستثمري البلدين".

وأعرب عن دعم تركيا تنظيم معرض "إكسبو 2030" الدولي في السعودية. وتابع "يتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء".

وأنهى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس الجمعة، زيارته إلى مدينة جدة السعودية، حيث التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، لتنتهي بذلك مفاعيل الأزمة التي ضربت العلاقات الثنائية بين البلدين واستمرت عدة سنوات، وسط استكمال أنقرة سياستها تصفير المشاكل في العلاقات مع دول المنطقة.

وتعتبر زيارة إردوغان إلى الرياض أول زيارة له إلى السعودية منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وكانت السلطات القضائية التركية قد نقلت ملفّ قضية قتل خاشقجي إلى السعودية في مطلع نيسان/أبريل الجاري، وقررت وقف محاكمة 26 متهمًا بقتل الإعلامي السعودي الذي أدى إلى خلافات سياسية عميقة بين تركيا والسعودية.

يأتي ذلك ضمن حراك دبلوماسي تركي لتحسين علاقات أنقرة الإقليمية شملت تقاربا مع الإمارات وإسرائيل وزيارات رسمية لإردوغان إلى أبو ظبي، وأخرى للرئيس الإسرائيلي، بتسحاق هرتسوغ إلى أنقرة.

وتواصلت تركيا مع العديد من دول الخليج من أجل الحصول على دعم اقتصادي في وقت تواجه فيه تضخما حادا، تفاقم بارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

واعتبر إردوغان، الذي رافقه في زيارته إلى السعودية عدد كبير من الوزراء، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات، هاكان فيدان، في سلسلة تغريدات مساء أول أمس، الخميس، أن زيارته إلى السعودية "ستفتح الأبواب أمام عهد جديد مع المملكة الصديقة والشقيقة".

وكتب إردوغان، الذي أدى مناسك العمرة أمس الجمعة، "نحن كدولتين شقيقتين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية، نبذل جهودًا حثيثة من أجل تعزيز جميع أنواع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وبدء حقبة جديدة بيننا".

وأعرب إردوغان عن ثقته بأن زيادة التعاون بين تركيا والسعودية في مجالات، مثل الصحة والطاقة والأمن الغذائي وتكنولوجيا الزراعة والصناعات الدفاعية والتمويل، ستصب في المصلحة المشتركة للبلدين.

وأكد إردوغان حرص تركيا على أمن واستقرار منطقة الخليج. وكتب: "نحن نؤكد في كل مناسبة أننا نولي أهمية لاستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج مثلما نولي أهمية لاستقرارنا وأمننا. نؤكد أننا ضد جميع أنواع الإرهاب، ونولي أهمية كبيرة للتعاون مع دول منطقتنا ضد الإرهاب".

وكان إردوغان قد جدد، في مؤتمر صحافي قبيل سفره إلى السعودية، إدانته للاعتداءات التي طاولت السعودية عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ، مؤكداً أن "تركيا تشدد في كل مناسبة على أهمية تعاون بلدان المنطقة ضد كافة التنظيمات الإرهابية".

وكانت خلافات عديدة طغت على العلاقات بين تركيا والسعودية، منها وجهات النظر المختلفة حيال التطورات السياسية والأمنية بالمنطقة، خصوصاً التي رافقت "الربيع العربي" والثورات المضادة، والموقف من الأزمة الخليجية والتطورات في ليبيا ومصر وشرق المتوسط.

وكانت العلاقة تأزمت، بشكل كبير، مع مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018. وعلى الرغم من أن القضية أدت إلى حجب وسائل إعلام البلدين بشكل متبادل، وحظر سعودي على استيراد البضائع التركية، وتراجع السياحة السعودية والحجم التجاري بين البلدين، فإن العلاقات بين الطرفين لم تنقطع نهائياً.