جامعة دار الكلمة تنظم جلسة حوارية لمناقشة وثيقة "نختار الحياة"
نظمت جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، جلسة حوارية لمناقشة وثيقة" نختار الحياة" من خلال السياق الفلسطيني، التي أطلقت في لبنان في أيلول 2021 من مجموعة من القيادات واللاهوتيين المسيحيين من مختلف الكنائس.
وتخللت الجلسة الحوارية مناقشة محاور الوثيقة التي تم تسجيلها وتوثقيها لتكون متاحة على صفحة الجامعة، حيث شارك فيها قيادات كنسية من قادة الكنائس واللاهوتيين ومدراء مؤسسات مسيحية وبعض من كاتبي الوثيقة من الاردن ومن لبنان عبر تطبيق زوم.
وقد تحدث في الجلسة الحوارية غبطة البطريرك ميشيل صبّاح بطريرك اللاتين السابق في مدينة القدس، والمطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية الاستاذ جوزيف حزبون مدير البعثة البابوية في فلسطين، الاستاذ سامر سلامة وكيل وزارة العمل في فلسطين.
وأشار القس البروفيسور متري الراهب إلى أن وثيقة "نختار الحياة" تعتبر أول وثيقة مسيحية شرق أوسطية ومسكونية اتخذت من الجيوسياسة مدخلاً لفهم الواقع المعاش في ضوء الإنجيل وبالتالي تعتبر هذه الوثيقة وثيقة لاهوتية سياقية ونبوية بالوقت ذاته إذ تضع النقاط على الحروف دون خوف أو مواربة وبالتالي يسرنا في جامعة دار الكلمة أن نستضيف مجموعة من القادة الكنسيين وقيادات من المجتمع المدني لمناقشة هذه الوثيقة الهامة.
واستعرض الدكتور إيهاب بسيسو دور النهضة العربية في مطلع القرن العشرين للمساهمة في إيجاد آفاق لتطوير القدرات العربية في مواجهة المشاريع الاستعمارية المختلفة والتي استهدفت مشروع النهضة من خلال تفتيت الحالة الثقافية والسياسية بتنوعها وتعددها الثري إلى أزمات وصراعات محلية اتخذت طابعاً دينياً وطائفياً وسياسياً في كثير من الحالات، وأكد الدكتور بسيسو أن الوجود المسيحي في المنطقة وجود اصيل مشيراً إلى الدور المسيحي في النهضة العربية والذي شكَّل بعداً استراتيجياً في رسم ملامح المستقبل العربي.
وقال المطران عطاالله حنا: "إن هذه الوثيقة هامة وضرورية في هذا الوقت ويمكن اعتبارها موجهة لكل المسيحيين سواء في لبنان أو غيرها من الدول العربية، كما يمكن اعتبارها موجهة لاخوتنا المسلمين الذين نتشارك معهم بالايمان الانساني، حيث نؤكد ان المسيحية انطلقت من ديارنا، ونرفض ان يتم وصفنا بالاقليات في وطننا".
وأشاد غبطة البطريرك ميشيل صبّاح بطريرك بأهمية الوثيقة، وأكد ان هناك العديد من القضايا التي تخصنا كفلسطينيين وأبرزها وحدتنا، فالمحبة لا حدود لها ولا طائفة لها، واننا في المجتمع العربي في حالة من اليقظة، ونتمنى ان يستمر هذا الفكر.
كما وشدد الاستاذ جوزيف حزبون على ضرورة استهداف فئة الشباب وضررورة تعميم الوثيقة على جميع المؤسسات من أجل ان تشترك مع بعضها البعض، مؤكداً على أهمية تحفيز الحوار الدائم من خلال شخصيات فاعلة تدعو الى الحوار وقادرة على قيادة الحوار في اتجاه البحث عن حلول لمختلف الأزمات الراهنة.
وذكر الاستاذ سامر سلامة: "كان واضح خلال الوثيقة التركيز على اللاهوت السياقي والتفاعل مع الاحداث، مشيراً إلى أن الوثيقة استندت إلى السياق اللبناني وليس إلى السياق الشرق اوسطي، مؤكداً ضرورة الاستفادة من الطاقات الشبابية والاستثمار في تطوير آليات عمل تنسجم مع طموحات الشباب.
وقد أبدى الحضور إعجابا بالجهد المبذول من أجل إصدار هذه الوثيقة، وأهميتها في تحفيز النقاشات والرؤى الوطنية في مواجهة مختلف الأزمات حيث طرح الحاضرون مجموعة من الأسئلة والمداخلات المميزة في سياق تطوير آليات وسياسات تطبيقية في المجتمعات العربية لمواجهة التحديات الراهنة.