مركز علاج ضحايا التعذيب يعقد محاضرة توعوية حول مرض السرطان

عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، اليوم الأحد، محاضرة توعوية بعنوان "سرطان الثدي يصيب النساء والرجال معاً: الوقاية والمتابعة والعلاج"، وذلك في مقره بمدينة البيرة، ضمن حملته التي أطلقها اليوم بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من شهر تشرين أول من كل عام.

هدفت المحاضرة الى توعية المشاركين والمشاركات بالمرض الخبيث بشكل عام، وطرق الوقاية منه، والكشف المبكر عنه، وذلك لما لهذا المرض من اثار نفسية هائلة على المرضى وأهلهم. كما هدفت الى تعزيز مفهوم الدعم النفسي للمصابين بالمرض لما له من اثار نفسية مؤلمة على المصابين وعائلاتهم، مما يستدعي الانخراط الفعّال للعلاج النفسي الى جانب العلاج الاكلينيكي، والتوعية بالفحص المبكر.

قدّمت المُحاضَرة الأخصائيتان اخلاص عرار من جمعية الحياة لمكافحة السرطان ونسرين سلمان من جمعية مركز "آيْلِس" الايطالي (elis) المختص في هذا المجال والناشط في فلسطين منذ فترة طويلة. وقدمت المٌحاضِرتان عرار وسلمان على مدى ثلاث ساعات مادة توعوية هامة ومُحَدّثة، غطّت التاريخ الحافل للجمعيتين في الكشف عن الاف الاصابات بالمرض وعلاجها. الى جانب ذلك، استعرضت المحاضرتان أمام الحضور مواد مختلفة عبر الفيديو والمواد التوعوية المطبوعة والعينية.

وشددت المحاضرتان على أن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً يصيب المرأة والرجل معا وبلا تمييز. وأن المرحلتين الأولى والثانية من المرض تنتهي نسبة كبيرة من حالاتها بالشفاء التام ودون أي تدخل جراحي. فيما تَصْعُب المهمة العلاجية للحالات التي تتأخر في العلاج والتي تدخل في المرحلتين الثالثة والرابعة، واللتي تتطلب عادةً علاجاً أكثر تعقديا قد يشمل التدخل الجراحي، مع تأكيد المُحاضِرتان علىى أهمية التدخل الصحيح مع المرضى، من خلال التدخل النفسي المناسب وبناء الأمل وعدم الاستسلام للألم حتى وان كانت الاصابة وصلت الى المرحلتين الثالثة والرابعة. وشددت المحاضرتان على الخطأ الذي يقع فيه مرضى السرطان وهو التّراخي عن الفحص المبكر والتقاعس عن العلاج، مما يُفْضِي بنحو 36% من الحالات في فلسطين الى أن تصل الى مرحلة العلاج المتأخر والدخول في المرحلتين 3-4 من المرض. وبَيّنت المُحاضِرتان أن السنوات الخمس الأخيرة أظهرت تحسناً في مستوى الوعي المجتمعي بالمرض الخبيث بفضل الأنشطة التوعوية المختلفة في فلسطين، والتي تتركز في الشهر الوردي، وهو شهر تشرين أول من كل عام.

استفاد من الورشة عديد المشاركين والمشاركات، الذين شاركوا باهتمام ومتابعة حثيثة. وعبر المشاركون عن اعجابهم بالمحتوى المعرفي الذي اكتسبوه من المُحاضِرتين عرار وسلمان، وعن شكرهم لهما ولجمعيتيهما على الجهد الواضح في مساعدة المصابين أو الكشف عن الاصابات.

جدير بالذكر أن المركز يواظب على عقد هذه الورشات التوعوية لرفع كفاءة طواقمه وتنمية قدراتهم في سبيل نقلها الى الحالات التي  يعملون معها، استكمالاً لعملية التوعية النفسية والصحية التي يواظب عليها المركز.