قلق أميركي من الوضع بالقدس وعدوان آخر على غزة
عبر جميع المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذين التقوا مع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، عن قلقهم من الوضع في القدس المحتلة واحتمال أن يؤدي التصعيد فيها إلى مواجهة عسكرية أخرى بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وفق ما أفاد موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الأحد.
وعقد غانتس، مساء أمس، مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية، ودعا في نهايتها إلى تغيير مسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي ينظمها المستوطنون واليمين، يوم الخميس المقبل، وستجول في البلدة القديمة في القدس والحي الإسلامي وباب العامود وصولا إلى حائط البراق. ويعقد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، مداولات مع قادة الشرطة حول المسيرة.
واعتبر مسؤولون أمنيون، أمس، أن إسرائيل عادت إلى وضع اعتيادي من الناحية الأمنية، بعد العدوان على غزة، وأن القرار بشأن المسيرة ومسارها بأيدي "المستوى المهني في الشرطة".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية قولها، صباح اليوم، أن القرار الصائب سيكون بإبعاد المشاركين في المسيرة عن الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وأنه ينبغي الإعلان عن تغيير مسارها منذ اليوم. ووفقا للصحيفة، فإن غانتس ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يتحدثا عن المسيرة حتى الآن.
وأضافت المصادر الأمنية أن الوضع في قطاع غزة لا يزال حساسا جدا، وأن قائد حماس في القطاع، يحيى السنوار، "يبحث عن ذريعة لتصعيد جديد وقد يجدها في أحداث في القدس".
وحسب المصادر نفسها، ما زالت إسرائيل تحاول "فرض" تسويات جديدة على حماس، بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار، وأن يتم إدخال المنحة المالية القطرية إلى القطاع بواسطة السلطة الفلسطينية فقط.
وتابعت المصادر الإسرائيلية نفسها أن "حماس تعارض ذلك، وقلقة أيضا من الخطوات الإسرائيلية لتقليص عبور البضائع في الحواجز ومحاولة اشتراط تسهيلات في الحصار" ببلورة صفقة تبادل أسرى.
وأفاد موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم، بأن الجيش الإسرائيلي يتعامل بجدية مع تصريحات السنوار، أمس، والتي جاء فيها أن "للمسجد الأقصى من يحميه ويدافع عنه، ومستعد لدفع كافة الأثمان في سبيل ذلك"، وأن تجدد المعركة "مع الاحتلال سيغير شكل الشرق الأوسط بأكمله".
وأضاف "واللا" أنه سيتم تعزيز الدفاعات الجوية في الأيام المقبلة، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة على خلفية مظاهرات ومواجهات محتملة في الضفة الغربية.
ونقل "واللا" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله في ختام مداولات ترأسها غانتس، أمس، إن "مسيرة كهذه المخطط لها في القدس، من شأنها أن تعيد إشعال القدس الشرقية، وأن تأتي بعدها أعمال عنف في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة".